المجتمع المدني وروح المواطنة بين الإرادة والتفعيل

0

ذ.عبد الحي الرايس

المنتدى المغربي للمبادرات البيئية

تقديم:

المجتمع المدني

تنظيماتٌ:

 تنبثق عن المجتمع، تعكس نبضه ، تروم وحدته وتقدمه، تَصْدُرُ في مبادراتها ومواقفها عن

وعي عميقٍ بقضية، واستعدادٍ قو ي للدفاع عنها

المجتمع المدني هو غير الإداري، ولا السياسي أو الاقتصادي، ولو أن لكل دورَه في تدبير

الشأن العام، وصناعة القرار.

روح المواطنة:

المواطنة مُسَاكَنَةٌ وَمُعَايَشة في وطنٍ ما

 قد تكونُ مُؤقَّتةً عابرة.

 وقد تكونُ مُتَأ صلةً مُتَجَذِّ رة، تُذْكِّي روح الوطنية في المواطن، فتُر سخُ لديه الشعور بالانتماء للوطن ،

وتبعثه على التعلق به والإسهام في استقراره وتنميته، والتضحيةِّ دفاعا عن حوزته ووحدته

ومن ثم يمكن القول:

المواطنة صفة المواطن الذي له حقوق وعليه واجبات تفرضها طبيعة انتمائه إلى الوطن،

وللمواطنة أبعاد وتجليات منها ما هو قانوني، ومنها ما هو حضاري ثقافي وسلوكي .

2

وبذلك تكون المواطنة مراقيَ ومراتب تتأثر بمستوى النضج السياسي والسلوك الحضاري

من تجليات روح المواطنة

 المربي يراقب سلوكه ومعاملاته،حرصا على أن يكون قدوة لِّنَاشِّئتِّه

 المسؤولُ يتحمل مسؤوليته، ويستحضر أنه مدعو للمحاسبة في أ ي وقت، وعلى أكثرَ من

مستوى.

رَ ب المعمل والعامل والتاجر والباحث والطالب وكلٌّ في مجاله يراهن على الإتقان والتميُّز في تحقيق

الجودة وتعزيز الثقة.

 المواطن يمارس مواطنته في إماطة الأذى، وفي ممارسة صلاحياته كقوة اقتراحية، وقوة ترافعية،

وفي إطلاق المبادرات البناءة وتفعيلها.

وخيرُ المبادرات ما يصدر عن مواطنين مقيمين بالمهجر يُحْدِّثُونَ الجمعيات، وينظمون الأنشطة

لجمع ما يُسْهمون به في دعم وإنجاح مشاريعَ تنموية واجتماعية على أرض الوطن.

الأوطان لا تبنى بالشعارات والانتظارات

 إنما تُبْنَى بالتضحيةِّ ونكرانِّ الذات، بالانخراط الفعلي في العمل والميدان، وبالعزم والإيمان، تأكيداً لما

ورد في الأثرحُبُّ الوطن من الإيمان، وترجمةً لما صَدَحَ بِّهِّ شوقي في منفاهُ بالأندلس:

وطني لو شُغِّلْتُ بالخلد عنه نَازَعتْني إليه في الْخُلْدِّ نفسي

الإرادة المجتمعية

منظماتُ المجتمع المدني طليعةٌ بنَّاءة، تُراهنُ على كل خير وعدل وتكافل ونماء.

فهل يتحقق لها ما تُرِّيد؟

 الإرادةُ دَوْما عزمٌ وتصميم، غايةٌ وهدف

 ولكنَّها تحتاجُ إلى تفعيل

 والتفعيلُ يتأرجحُ بين جَزْرٍ ومَد

إرادة التفعيل قد تصطدم بجزر:

يبعث على اللامبالاة والعزوف، تُغَذِّ يهِّ عواملُ منها:

 اتساعُ الهوة بين الطموحات، والشعور بالتهميش والإحباط

 استمرارُ تداعيات إرث الماضي وما اقترن به من صراعات وتجاذبات

 ارتفاعُ نسبةِّ البطالة والأمية

3

 الْوُعُودُ الْمُخْلَفَة لدى الأحزاب والمسؤولين في مواقع القرار

 تراجعُ دور الرموز والأمثلةِّ الحية في بعث الحماس والتحفيز على المشاركة.

 حضورُ المحسوبية والزبونية، والتقصيرُ في المحاسبة ومحاربة الفساد

 طغيان ظاهرة الخلاف على ثقافة الاختلاف وتدبيرِّهِّ في الممارسات الحزبية والسياسية

 تغييبُ تكافؤ الفرص، وتقدير الكفاءات، ومنحِّها فرصتَها عبر الديمقراطية داخل الأحزاب التي

صار التكاثرُ والتفريخُ فيها يحل محل التقويم والتصحيح.

 نمطية البرامج ومَوْسِّمِّيَّتُها

 بُعْدُهَا عن الواقع، والتقصيرُ في مواكبتها بالنقد والتحيين

 إعداد البرامج والمخططات في غياب الإشراك الفعلي للأفراد والتنظيمات.

 التقصير في التنشئة على المواطنة في المدرسة والإعلام

 التقصير في التفعيل الإيجابي للجانب الديني والروحي

 إغراءاتُ النزوح والهجرة

بعد الجزر يأتي المد، وبعد الليل يقبل النهار:

بعد التجاذبات، وشد الحبل، وتنازع البقاء

تتشكل هيئة الإنصاف والمصالحة

وتتلاحق مبادرات:

 تعديل الدستور، والتنصيص على الشراكة والحكامة

 وتشكيل المجلس الوطني لحقوق الإنسان

 والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي

 والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي

 والتطلع إلى تشكيل المجلس الوطني للشباب والمجتمع المدني

هي مبادرات تستدعي مزيدا من التفاعل والتفعيل

والمجتمع المدني الذي يَصْدُرُ عن:

توجُّهاتٍ بناءة

وإرادةٍ جادة

4

في صنع غدٍ أفضل

وتأهيل مجتمع أمْثَل

يأبى إلا أن يُدْمِّجَ الشباب وينقلَ الْمِّشْعَلَ إليه

وَيُحَ ملَهُ الأمانةَ وال رسالة ليواجه ما يَجْبَهُنَا به العالمُ من تحديات

رسالة الشباب:

الشبابُ مرحلةُ عنفوانٍ وفكرٍ خلاق

وتَوَثُّبٍ نحو التغييرِّ والإصلاح

هو حين يأخذُ المنحى البنَّاء، ويختارُ المسار الإيجابي

 يعمل على تأهيل نفسه وتحقيق ذاته

 يوظف كفاءته الفكرية وطاقته الخلاقة في النهوض بمجتمعه

 يُسْهم بفعالية في ترسيخ روح المواطنة

 وتَفْعِّيلِّ آليات استدامةِّ التنمية

هذا التوجه لدى الشباب هو الذي ينعقد عليه عريض الآمال:

 في الإبداع والابتكار

 في التغيير والإصلاح

 في تحدي المستحيل وقهر الصعاب

ومن اختار هذا المسار

لن يستسلم لاِّنْهزامِّيَّة، ولا عزوف، ولا انسياقٍ مع ردود الفعل السلبية

إنما سيشقُّ طريق المستقبل بعزمٍ وإصرار.

مبادرات دولية:

سجلت الإيكواتور في ماي 2015 رقما قياسيا عالميا جديداً في مجال التشجير بتعبئة

44.883 متطوع لغرس 647.250 شجرة من أكثر من 200 نوع في يوم واحد على

أكثر من ألفي هكتار موزعة على كامل أراضيها

مُبَادراتٌ وطنيةٌ سابقة

5

 في صيف 1957 وخلال ثلاثة أشهر، تم شق طريق الوحدة، من تاونات إلى كتامة

والحسيمة على مسافة 80 كلم بمشاركة 11.000 من المتطوعين

عزيمةُ مُتط وِّعي طريق الوحدة زَحْزَحَتِّ الصخورَ وَهَدَّتِّ الجبال

6

شعارُ طريق الوحدة

نحن نبني الطريق، والطريقُ يَبْنِّينَا 

 وفي بداية ستينيات القرن الماضي تم غرس غابة ظهر المهراز بمشاركة تلاميذ

المؤسسات التعليمية بفاس.

 وسنة 2001 تم رفع شعار من أجل غرس 10.000 شجرة في محيط فاس

فكانت الاستجابة وكانت التعبئة.

 وفي سادس نونبر 1975 عرف المغربُ حَدَثَ المسيرةِّ الخضراء التي شارك فيها

350.000 من المتطوعين.

مَوَاقعُ وعناوين صَنَعَهَا الْحُضُورُ والْمُشاركة، وَالْعَزْمُ والمثابرة

 نجاة بلقاسم37 سنة، وزيرة التعليم الفرنسية من أصل مغربي، تكشف عن منح

تعويضات جديدة لنساء و رجال التعليم بفرنسا، تزامنا مع احتفالات فاتح ماي 2016

 )محمد مزوار 41 سنة ( مغربي يقود مصنعا فرنسيا إلى قائمة أفضل المنتجين بالعالم

 )صادق خان 45 سنةأول مسلم يفوز بمنصب رئيس بلديةِّ عاصمةِّ دَوْلَةٍ كبرى)لندن(

7

مغاربة يزاحمون اليابانيين والأمريكيين في قائمة أذكى مخترعي العالم….

نماذجُ لشباب كانوا في مستوى القيادة والريادة

 عتابُ بْنُ أُسَيْدوَلاَّهُ النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وعمره 18 سنة

 عبدُ الرحمن الناصر 21 سنةأطلق نهضة علمية بَوَّأَتِّ الأندلس مكانة متميزة في

عصره، مما جعل قادة أوربا يتوددون إليه.

من الأقوال المأثورة

أفلاطونالثمن الذي يؤديه الأخيار مقابل لامبالاتهم بالشأن العام، هو أن يحكمهم الأشرار

بين الأجيال

تَآخُذٌ وَتَثَاقُفٌ وتفاعل، ولن نقولَ تصارع، ولكن سَنُرَدِّ د:

أنتم بحاجة إلى تجربتنا وحكمتنا، ونحن بحاجة إلى سواعدكم وخيالكم وعزمكم

وتصميمكمتأكيداً لما ورد في الأثر:

8

الهمة دَرَّاكة، ولو تعلقت همة ابن آدم بالزهراء للمسها بيده

بين الانتظارية والمبادرة

ذَكَّرَ أحد المشاركين بأن غسيل البيت ينبغي أن يبدأ من أعلى

ولنا أن نتصور بيتنا أفقيا فنُح ركَ الغسيلَ في كل الاتجاهات، مستنيرين بالآيات

البينات من الذكر الحكيم:

 إن الله لا يُغي رُ ما بقومٍ حتى يُغيرُوا ما بِّأنفسهم

 وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر

 ولولا دفاع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض

 عليكمُ أنفسكم، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم

فهل تكون لنا مُبادرَاتٌ راهنة ؟

نأملُ ذلكفالأوْطانُ لا تُبْنَى باليأس والإحباط، ولا بالتواكل والانتظار، إنما بالعزم

والإصرار، ينبغي اسْتلهامُ التجارب الرائدة، وتفادي تَكْرَارِّ الْفُرَصِّ الضَّائِّعَة

وإذا كانت المواقف تتعزز بالمواقع، فإن خيرَ الْمَواقع )وأنتم صائرون إليها كشباب(:

 ما وَفَّتْ بالوعود، وأعادتِّ الثقة إلى النفوس

 ما قدَّمَتِّ المثال، وأنعشت الآمال

 ما أسَّسَتْ لِّمُجتمع أمثل، وغدٍ أفضل

 حَيَّ على الشباب، حَيَّ على الأمل، حَيَّ على المبادرة والعمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.