السيد إبراهيم أقديم: بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، القارة السمراء تبدأ مرحلة جديدة من تاريخها

0

اعتبر السيد إبراهيم أقديم نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس أن المغرب ، بعودته إلى الاتحاد الإفريقي ، عبد الطريق أمام القارة السمراء لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخها.

وقال السيد أقديم في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء إنه “بتاريخ 30 يناير 2017، بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، تكون القارة السمراء قد بدأت مرحلة جديدة من تاريخها”.

وأوضح أن هذه العودة ستشكل قيمة مضافة فعلية وحقيقية لجهود إقرار السلم وتحقيق التنمية المنشودة في إفريقيا.

وذكر بأن انسحاب المغرب في 1984 من منظمة الوحدة الإفريقية كان “خطوة استراتيجية” رغب من خلالها آنذاك في إثارة انتباه قادة أفارقة من مغبة الاعتراف ب”دولة” وهمية، لا أرضية جغرافية ولا قانونية لها، ولا شرعية شعبية ولا ديمقراطية لها، حاولت الظهور على السطح تحت ضغط الديماغوجية ولوبيات الدكتاتورية التي لم تعمل إلا على تقسيم الشعوب من أجل مصالح شخصية ضيقة.

وأشار المتحدث إلى أنه من حسن الحظ أن الوضعية الآن تغيرت في غالبية بلدان القارة، في ظل شيوع الديمقراطية فيها وباتت تدرك حجم الرهانات الحقيقية المطروحة، وتدرك أيضا مناورات بعض الدول سواء في شمال وجنوب القارة، التي تسعى جاهدة لفصل المغرب عن أسرته المؤسساتية الإفريقية.

وأكد في هذا الصدد أن الأمر لا يحتاج لتذكير من أن المملكة كانت دائما وأبدا داعمة لإفريقيا في طريقها نحو الاستقلالية والوحدة والتنمية، مفيدا بأن المغرب ساهم في إطلاق حركة التحرر الإفريقية سنة 1961 خلال مؤتمر الدار البيضاء، واحتضن وساند نيلسون مانديلا ومعه عدد من قادة حركة التحرير الجزائرية وبلدان أخرى كثيرة بالقارة.

وتابع أن المغرب حتى بعد انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية أكد ، عبر مواقف ومبادرات ، أنه إفريقي ووفي لها وسيظل كذلك.

وأفاد السيد أقديم بأنه بدفعة قوية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضحت العلاقات الثنائية مع البلدان الإفريقية قوية أكثر من أي وقت مضى، ميزتها التبادل الإنساني ونقل الاستثمارات البينية لتخليص القارة من ويلات الفقر والتفاوتات الطبقية وآفات أخرى منها الإرهاب الذي بت يهدد عددا من شعوبها، ملاحظا أن الفلسفة التي يعتمدها المغرب في سياسته الإفريقية تقوم على الاحترام والفائدة المشتركة والصدقية.

وفي رأي السيد أقديم، فإن المواجهات مع الخصوم لم تنته بعد، على اعتبار أن أولئك الذين زرعوا لاضطرابات في إفريقيا طيلة ثلاثة عقود سيظلون مقاومين لأي تراجع عن مواقفهم ونزواتهم، مشددا على أن التحديات تظل كبيرة من أجل تنقية المناطق الملوثة، وأن الذكاء الجماعي والانخراط التعددي والدبلوماسية بمختلف أشكالها، كلها أسلحة فعالة في سبيل تعزيز المسار والتقريب أكثر بين المغرب وشعوب القارة السمراء.

واعتبر أن القارة في أتم الوعي والرشد والنضج لتدرك أن المملكة ملتزمة بالعمل من أجل إفريقيا ومن أجل أمنها وتنميتها، مؤكدا على ضرورة احترام الخيارات الإفريقية المرتبطة بتكريس وحدة البلدان التي تعد أساس وحدة القارة.

وقد أيدت أغلبية ساحقة من الدول الإفريقية ، أمس الاثنين ، عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، خلال الدورة ال28 للمنظمة الإفريقية المنعقدة حاليا بأديس أبابا، حيث عبرت 39 دولة عن دعمها لعودة المملكة إلى حظيرة الاتحاد.

  • عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تتويج لعمل حثيث للدبلوماسية المغربية خلال العقد الأخير

أكد سعيد الصديقي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات، يوم الثلاثاء أن عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي، يمثل تتويجا لعمل حثيث للدبلوماسية المغربية خلال العقد الأخير.

وأوضح الصديقي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب تأييد أغلبية ساحقة من الدول الإفريقية أمس الإثنين عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، خلال الدورة الثامنة والعشرين لقمة المنظمة الإفريقية المنعقدة بأديس أبابا، أن “المملكة بلد افريقي وازن تمكن في السنين الأخيرة من تطوير علاقات ثقة وشراكة مع أغلب البلدان الإفريقية، من خلال نهجه لدبلوماسية ناجعة بأبعاد ومسارات متعددة اقتصادية وسياسية وثقافية وروحية”.

وأضاف الصديقي أن انفتاح المغرب في السنين الأخيرة، على عمقه الإفريقي، “لم يقتصر على حلفائه التقليديين في غرب القارة، بل امتد حضوره إلى شرقها وهو ما تجسد مؤخرا في الجولة الملكية التي تم خلالها إرساء شراكات استراتيجية وتوقيع اتفاقيات مهمة في شتى القطاعات الحيوية”.

وسجل أستاذ العلاقات الدولية في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات، أن استعادة المغرب لمكانه في الاتحاد الإفريقي، يشكل “نهاية مرحلة وبداية مرحلة اخرى جديدة، سيكون فيها المغرب فاعلا أساسيا في الشؤون المصيرية للقارة الإفريقية”.

واعتبر الصديقي أن نجاح المغرب في استعادة موقعه داخل الاتحاد وذلك بتأييد الأغلبية الساحقة للدول الإفريقية، رغم مناورات بعض الدول، سيعزز أيضا جهود التنمية في القارة الإفريقية اعتبارا للتجربة والخبرة التي راكمتها المملكة في شتى المجالات.

 

  • جلالة الملك يقرن الاقوال بالافعال في سياسة المغرب التضامنية تجاه إفريقيا 

أكد الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يقرن الأقوال بالافعال في السياسة التضامنية التي تنهجها المملكة إزاء العديد من البلدان الافريقية.

وأوضح الأكاديمي الأرجنتيني، المتخصص في العلوم السياسية، في مقال نشرته وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة “طوطال نيوز” أن “جلالة الملك محمد السادس ما فتئ يقدم الدليل تلو الاخر على انشغال جلالته بافريقيا من خلال تدابير ملموسة تذهب أبعد من مجرد الأقوال”.

وسجل الخبير الأرجنتيني أن “الحضور القوي للمغرب في المساهمة في فض النزاعات التي تعرفها العديد من بلدان افريقيا سواء من خلال المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أو تقديم مساعيه الحميدة وخبرته الدبلوماسية، أو من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، والمنح الدراسية للطلبة، والمساهمة في تكوين الأئمة، أو إقامة مستشفيات ميدانية، ..كل ذلك يبين أن جلالة الملك محمد السادس يجعل الأقوال مقرونة بأفعال ملموسة”.

ولاحظ كاتب المقال أن سياسة المغرب تجاه افريقيا تقوم على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في تعزيز الأمن والسلام والالتزام الراسخ لفائدة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إفريقيا وواجب التضامن.

وفي هذا السياق، اعتبر أغوزينو، الأستاذ بجامعة جون إف. كينيدي ببوينوس أيريس أن مبادرة جلالة الملك محمد السادس المتمثلة في إقامة مستشفى ميداني متعدد التخصصات في جوبا، من أجل التخفيف من حدة الأزمة الانسانية التي يعاني منها جنوب السودان تعكس “الدور الريادي والطبيعي” للمغرب في تضامنه مع بلدان القارة السمراء.

وأوضح أن هذا المستشفى الميداني المتطور، الذي تبلغ طاقته 30 سريرا قابلة للتوسيع إلى 60 سريرا ويضم 20 طبيبا متخصصا و18 ممرضا، سيقدم خدمات طبية في تخصصات مختلفة، من بينها طب الأطفال والطب الباطني والجراحة وطب القلب والعظام والمفاصل وطب الأسنان وطب العيون وطب الأنف والأذن والحنجرة. كما سيكون المستشفى مزودا بمختبر للتحليلات الطبية وبصيدلية تضم حزما من الأدوية المتنوعة.

وتابع أغوزينو بالقول إن هذه المبادرات تنضاف إلى الزيارات المتكررة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لعدد من البلدان الافريقية لغرض تبادل وجهات النظر مع رؤساء الدول والزعماء السياسيين والقوى الحية في البلدان التي يزروها جلالته، وأيضا تشكل هذه الزيارات فرصة استثنائية للاطلاع عن قرب عن واقع وحاجيات الشعوب الافريقية.

وحسب الخبير الأرجنتيني، فإن حضور المغرب في افريقيا سيأخذ بعدا جديدا عند عودة المملكة المرتقبة نهاية الشهر الجاري إلى كنف الاتحاد الافريقي خلال قمة الاتحاد المقرر انعقادها بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا.

وأبرز كاتب المقال أن دينامية الديبلوماسية المغربية وحضورها القوي على الساحة الافريقية كان محط إشادة حتى من خارج القارة السمراء، كما عبرت عن ذلك مؤخرا دراسة أنجزها بيتر فام، نائب رئيس مجموعة التفكير الأمريكية المرموقة (أطلانتيك كاونسيل) ومدير (أفريكا سانتر)، والتي أكد فيها أن “المغرب، خلال السنوات الأخيرة، وتحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، قام بجهود كبيرة من أجل إعطاء قوة ومضمون لعلاقات التعاون مع البلدان الافريقية”.

وأضاف أغوزينو أن المغرب يحقق النجاحات تلو الاخرى على اعتبار أن “المملكة أضحت من بين أكثر البلدان الافريقية أمنا وحكامة، بالاضافة إلى كونها حققت تقدما مهما على مستوى حماية حقوق الانسان بشكل عام والنهوض بأوضاع المرأة بشكل خاص”.

وخلص الخبير الأرجنتيني إلى أن المغرب، الذي عرف كيف يحافظ على استقراره أمام موجة الاضطرابات التي ضربت المنطقة، برهن على أنه قادر على السيطرة بنجاح على الأنشطة الإرهابية وأن يكون حليفا استراتيجيا سواء بالنسبة للبلدان الإفريقية أو الأوروبية في مكافحة ظاهرة الارهاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.