الإعلام و دوره في تنشئة الشباب

0

بقلم أحمد الإدريسي

من نافلة القول أن الإعلام يساهم بكيفية فعالة في التأثير على المتلقين، و خصوصا على الشباب، لأن هذا الأخير يمكن تطويعه في جميع الاتجاهات و العادات و القيم لأنه يتفاعل مع كل خبر يسمعه.
فالإعلام مطالب إلى جانب الأسرة و المدرسة من توعية الشباب و توجيهه الوجهة الصحيحة لخدمة بلاده و المساهمة في تنميتها اجتماعيا و اقتصاديا.
و الإعلام ببرامجه الهادفة و الراقية يمكن ان يدفع الشباب للعمل النافع لصالح البلاد و العباد.
كما على الإعلام أن يحفز الشباب على الرقي و التقدم و مواجهة التحديات و التفوق عليها.
و لكن الإعلام بمختلف أنواعه:
الصحيفة الورقية و الكتاب و الإذاعة و التلفزيون و الأنترنيت و وسائل التواصل الاجتماعي يشكل سلاحا ذو حدين، فإذا أحسن إستعماله يمكن ان يكون شخصية الشباب تكوينا متكاملا : اجتماعيا و خلقيا و نفسيا، و العكس: اذا لم يحسن استعماله فستكون العواقب وخيمة.
و في عصرنا الحالي يمكن القول أن الإعلام يلعب دورا أكبر مما تلعبه الأسرة و المدرسة، حيث ان الشباب دائم الاتصال بهاتفه النقال و حاسوبه و هو يتنفل بين المواقع الصالحة و الطالحة و القنوات الفضائية الخارجية، فعليه الاطلاع على كل ما هو هادف و مفيد و ايجابي، كما عليه الابتعاد عن المواقع الخليعة و التافهة.
فالطامة الكبرى حاليا أن اغلبة الشباب يقبل على مواقع تافهة و رديئة و مبتذلة، لا يجني من ورائها غير الاضطراب النفسي و العيش في الاوهام و ضياع وقته الثمين.
نحن حاليا في حاجة إلى شباب منضبط و طموح و واثق بقدراته و مسؤول عن ازدهار بلاده، قادر على مواجهة قضايا العصر.
كما عليه عدم التأثر بما تقدمه بعض القنوات التلفزيونية و المواقع الإلكترونية بطريقة مشوقة و جذابة.
و قد صدق أمير الشعراء احمد شوقي حيث قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت اخلاقهم ءهبوا
فأول ما يجب محافظة الشباب عليه هو التشبت بالمبادئ والأخلاق العالية و الدفاع عن الهوية الوطنية في كل الظروف و الأماكن، و عليهم أن يستفيدوا من وسائل الإعلام و أخذ كل ما هو إيجابي و مفيد و صالح لهم لتطوير مهاراتهم على مواصلة العمل النافع.
إن دور الإعلام الحديث مهم للغاية فعليه توجيه الشباب الوجهة الصحيحة و تنمية مساهماتهم الاجتماعية بواسطة برامج مستنيرة و أخبار و معلومات متنوعة تهم كل المجالات العلمية و الثقافية و الفلسفية، التي تقوي فيهم القيم الإنسانية السامية، و ترسخ في عقولهم المعارف و الأفكار الجادة و المبتكرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.