مسجد تينمل :عبق التاريخ وطموح المستقبل

0

سلسلة مقالات حول زلزال الحوز
الجزء الرابع:
مسجد تينمل :عبق التاريخ وطموح المستقبل

عندما نسترجع تاريخ مسجد تينمل بمنطقة الحوز التي شهدت زلزال ثامن شتنبر 2023 ، فإننا نجعل بوصلة الزمن ترسو على منصة حافلة بالأحداث التاريخية المجيدة لكونها تعود بناإلى حقبة تاريخية كان فيها مسجد تينمل مركزنسيج سكاني وعمراني يحتفي بالموروث العربي العريق والطابع الأندلسي العتيق ،فانصهر في انسجام تام مع ذائقة الأمازيغ وهويتهم المحلية حيث كان بحق منطلق جهاد سلاطين الموحدين ،في الأندلس.إن مسجد تينمل الأعظم ،عظيم ليس فقط بما تبقى من أسواروقباب وأبواب تبرز عظمة العمران الموحدي وشموخه الحضاري بالمغرب والأندلس، بل إن عظمته تكمن في ذكرى من جلسوا لأزيد من تسعة قرون خلت أمام محرابه ليقرؤوا أول مرة الحزب الراتب (حلقة جماعية لقراءة القرٱن)الذي ما زال إلى الٱن يصدح به المغاربة في قراه وحواضره دون استثناء، ليكون بذلك أول مسجد في بلاد الغرب الإسلامي تسن فيه هذه السنة الحميدة . ويعد مسجد تينمل الواقع في قرية تينمل بإقليم الحوز _ ومنها أخذ اسمه تينمل _
أكثر المباني تضررا من الزلزال بحكم وجوده في منطقة جبلية عالية ،وظل صامدا طيلة تسعة قرون قبل أن ينهاربفعل قوة زلزال الحوز المدمر ،غير أن الٱمال تبقى معقودة على همة الدولة المغربية ملكا وحكومة وشعبا بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة ،حيث يواصل المغرب حصر الأضرار التي لحقت المباني الأثرية ، وقد وصلت لجنة من اليونيسكو إلى مدينة مراكش لتنسيق الجهود مع السلطات المختصة من أجل وضع خطة محكمة فعالة لإعادة الأماكن الأثرية إلى حالتها الأولى، ومنها مسجد تينمل الأعظم الذي ستكتب له حياة جديدة ليكون جاهزا بمقوماته العمرانية المطابقة لشكله الأصلي وتراثه الروحي الذي سيواصل إشعاعه الحضاري بطرازه الموحدي. فمزيدا من الجدية والتفاني في العناية بكل المناطق الأثرية المتضررة من زلزال الحوز عامة ،ومسجد تينمل العظيم منها على الخصوص.
الحاضرة الإسماعيلية_مكناس يوم 10أكتوبر 2023

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.