ألا قد دقت ساعة الاختيار في التعليم

0

خواطر وهمسات

فقد تفاقمت الأزمة، وتعددت تجلياتُها مُنذرة بانحدار مستوى المتعلمين، وتفاقُم استياء الممارسين، وإجماعهم على رفض ما يُسَنُّ من قوانين، وقبل هذا وذاك استقرار البلد على سلم التنمية في أسفل الترتيب.
وما عاد مُجْدِياً التلويحُ ببرامج التدارك والاستعجال والإصلاح، فأمام مُسلسل التيه والتردي، وطوفان التظلم والتشكي، لم يَعُدِ الأمر يحتمل أكثر من أحد اختيارين:
1) مكابرة وإمعان في الالتفاف على الموضوع، والتماس التهدئة وإطفاء الغضب بأيسر الحلول، ومثل ذلك سيدبِّر مرحلة، ويُؤَمِّنُ تهدئة، ولكنه لن يُصلح حالا، ولن يُحدث أثراً.
2) أو معالجة جذرية تَصْدُرُ عن غيرة وطنية، وتستحضر هاجس التنمية، وتستلهم أنجح التجارب الدولية.
وعندها سيحظى التعليم بالصدارة والأولوية، فهو عماد التكوين والتربية، وركيزة النهضة، والسبيل إلى تسريع وتيرة التنمية.
ومعالمُ الاختيار لم تَعُدْ ألْغازاً ولا مُعَمَّيَات، وإنما هي عناوينُ تُشكِّلُ مفاتيحَ لناجح التحولات:
مدرسة وطنية عمومية تحظى بكل اعتبار، وأطرٌ مُتميزة تنال عاليَ الأجر، وتخضع للتدقيق في الاختيار وحسن التأهيل ومُستمِرِّ التكوين، ولغة وطنية هي العماد في جميع مراحل التحصيل، تُسندها وتَعْضدها لغة العصر في تعزيز البحث والانفتاح، وتعامُلٌ يُؤَمِّن تكافؤ الفرص، يرعى التميُّزَ، ويُيَسِّرُ أسباب النجاح.
لا نُنكر أن الاختيار يستدعي الكثير من العزم والتصميم، والتدبير والتمويل، ولكنه سيُخرجنا من التيه والتجريب، وسيُسْلمنا إلى المسار القويم.
ولعل ما دأبنا عليه من تردُّد واستكثارٍ للكلفة هو ما ألجأنا إلى أواسط الحلول، وأوقعنا في الأزمة،
فهلا استخلصنا العبرة، وحسمنا الأمر، وحققنا الطفرة؟

عبد الحي الرايس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.