مَارِسْ بِشَغَفٍ وإلاَّ فدَعْ

0

خواطر وهمسات

الوَلَعُ شرارةٌ تبعث على الإتقان، وتَصيرُ مصدر إلهام، يُمَايِزُ بين الأصيل والدَّعِيِّ في كل مجال
وإذا شئتَ سَبْرَ نفوس الناس، فانظر كيف يُمارسُون، تُدْرِكْ عَمَّ يَصْدُرُون
ـ ساسة لشؤون الوطن يُدبِّرُون، هم في سبيل رفعته مُتفانون، أو على مغانمهم مُتهافتون
ـ مُربُّون بتنشئة الأجيال مَعْنيُّون، هم باكتشاف قابلياتهم، وتأهيلهم مُنشغلون، أو من أداء رسالتهم مُتبرمون، وفي الوفاء لها مُقصِّرون.
ـ أصحابُ مِهَن هم بها مُولعون، وعلى تطويرها عاملون، أو فقط بألقابها متباهون، ومنها مُتكسِّبون
ـ باحثون هم في مختبراتهم منهمكون، وللكشوفات ملتمسون، بكل جديد يفرحون، وبه يبشرون، أو للصفة حاملون، وبها يتبجحون.
ـ جمعيُّون هم بقضاياهم مؤمنون، لها منظرون، وعنها منافحون، وفي سبيلها مُستميتون، أو لشعاراتها مُردِّدُون، وبالانتماء إليها مُتباهُون.
ـ صناعٌ ومُنتجون، هم فيما يُوزِّعون ويُروِّجون يَتفنَّنون ويُبْدعون، ولها يُجيدون ويُخْلِصون، أو بها يغشون، وبرَجْع صداها لا يُبالُون.
وأكيد أن الرتابة في أي مجال، تُكرِّس النمطية، وتَخنُق الإبداع، لذلك يظل على كُلٍّ في مضماره، أن يُغني تجربته، ويُعدِّد مصادره، أن يَقدح زِناد فكره، ويتجاوز ذاته، فشتان بين البِرْكَةِ الآسِنَة، والشلالِ الدافِق.
ورحم الله امْرَءاً إذا عمل عملا أتقنه، تفانى فيه وطوَّرَه.
ولو أن كلا فيما انصرف إليه شُغف به وأبدع فيه، لعرفنا المجتمع المتكامل، والبلد الناهض، وَلَوَاجَهْنا التحديات، وربحنا الرهانات، وما ذلك بعزيزٍ على همة ورثة مُقاومي الاستعمار، صانعي الأمجاد، إن هم أرادوا التحرر من الاستلاب، والانخراط في عِدَادِ بُناةِ الاستقلال.

عبد الحي الرايس
08/12/2023

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.