مومني : حتى يغيروا ما بأنفسهم
حتى يغيروا ما بأنفسهم:
عزيز مومني
كما أن وسائل الإتصالات تطورت من الجريدة والمجلة والكتاب الورقي والراديو والتلفزة والدش(البارابول)إلى الكتاب والمجلة الإلكترونية والانترنيت فضروري أن تتغير وسائل تبليغ الدين لتشمل كل الناس ولا يجب أن تبقى مقتصرة على المصلين فقط دون غيرهم لأن ذلك تضييق لواسع،ونبي الله نوح نوع لقومه وسائل الدعوة إلى الله كي يكونوا أقرب إلى الاستجابة،قال الله تعالى:”وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا “واحد الناس أسلم ثم سأل النبي محمد صلى الله عليه وسلم:”ما الذي علي ؟ فقال له:الذي علي هو الذي عليك”والنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال:”بلغوا عني ولو أية”،وشيء جميل تجديد وسائل تبليغ الدين لتشمل الواقع والانترنيت وكل مكان،ومبادئ وقيم وأخلاق و
أحكام ومقاصد الدين الإسلامي خير كلها وهدفها إسعاد الإنسان وإدخال الفرح والسرور على قلبه.
ابتعاد القيم التربوية والأخلاق الإسلامية عن الثقافة والسياسة والرياضة وكل مجالات الحياة أمر ليس جيدا،والعلماني والملحد يقوم بجهود كبيرة لتحييد الدين الإسلامي من الواقع ويردد بأن الدين في المسجد والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول:
“جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا” قال الله تعالى:”قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين “،والمسلم الحق يجهر دائما بكلام الحق والعدل والفضيلة ويسعى باستمرار لتقوية علم التوحيد والإيمان في قلبه ويحبب جمالية الدين الإسلامي لجميع الناس بعدة طرق في الواقع و الانترنيت ولا يخشى في الله لومة لائم.
في القرن الحادي والعشرين تطورت العلوم والمعرفة والثقافة وكل التخصصات العلمية والمعرفية بالدول المتقدمة وبالدول العربية والإسلامية وفي ظل كل ما حصل فعلى الدعاة إلى الله و
العلماء والمرشدين وخطباء الجمعة ابتكار وسائل جديدة متقدمة للتواصل باستمرار مع الناس مثل تأليف كتب وبث مقاطع فيديوهات في اليوتيوب تتكلم عن القيم التربوية والأخلاق الإسلامية شريطة أن تركز على المشاكل الموجودة في الواقع و
الانترنيت وتقدم الحلول المناسبة لها وفق القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وهدي سلف الأمة،وإذا كان الفقهاء والدعاة إلى الله والعلماء والمرشدين وخطباء الجمعة يملكون أدوية من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة للإنحراف والبعد عن الله فعليهم أن يقدمونه لكل أفراد الساكنة كي يتعافوا من عللهم.
ستحل عشرات المشاكل الموجودة بالمدن والقرى والجهات بالمغرب إذا تصالح المراهقين والشباب والكبار ذكورا وإناثا مع القراءة،وأكملوا دراستهم إلى النهاية وابتعدوا عن تضييع أوقاتهم في مشاهدة المباريات الرياضية والأفلام والمسلسلات والانترنيت وبحثوا بأنفسهم عن الحلول لمشاكلهم واهتموا بأفراد أسرهم أكثر
،ورغم أن سبب خيرية الأمة الإسلامية يرجع إلى الأمر بالمعروف بمعروف وإلى النهي عن المنكر بدون منكر إلا أنه مرة بعد أخرى علينا أن نتنازل عن إصلاح الناس لشهرين من أجل أن نصلح أنفسنا أولا قال الله تعالى:”قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
” وكل شخص مطلوب منه بأن يساعد الناس في تخصصه والعمل الذي يحسنه فقط،قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:”ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم”وعلينا أن نعيش حياتنا مركزين على متطلبات عصرنا من العلم والمعرفة والوعي والثقافة كي نتغلب على صعوبات الحياة لأن الحياة تميت الضعفاء قهرا والقوة مطلوبة منا.
توجد كنوز ودرر وجواهر داخل أمهات الكتب عبارة عن دروس و
عبر وعظات وتجارب وخبرات الأقوام السابقين موثقة في كتبهم والاستفادة منها واجب،فقط علينا ألا ننسى الكتب الورقية و
الإلكترونية الجديدة التي تعالج إشكاليات معاصرة وقراءتها و
فهمها يجعلك قريبا من العصر الذي تعيش فيه،وشيء جميل أن نتعلم المعلوميات واللغات الأجنبية لأن ذلك مفتاح تعلم العلوم المعاصرة،كما شيء جيد قراءة كتب كثيرة في علوم النفس و الاجتماع والتنمية البشرية واقتصاد المعرفة والقانون وبعض الروايات الجيدة.