إلى متى ستبقى موريتانيا تتموقع في المنطقة الرمادية اتجاه وحدة المغرب الترابية؟
مرة أخرى تبرهن موريتانيا، أنها مازالت قابعة في المنطقة الرمادية، بخصوص ملف وحدة المغرب الترابية، حيث يظهر بوضوح، ان السلطات الموريتانية لا زالت لم تستوعب الإشارة القوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حينما قال بأن ملف وحدة المغرب الترابية هوالمنظار الذي يرى به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات، إذ بمناسبة تنصيب الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني اليوم الخميس فاتح غشت 2024 فوجيء كل المتبعين باستقبال الوزير الأول الموريتاني لممثل جبهة البوليساريو طبق قواعد المجاملة الدولية المرعية، وهو ما يؤكد كيفما كانت تأويلات السلطات الموريتانية، أنها سقطت في المحظور، وأنها مازالت تعتمد مقاربة منزلة بين منزلتين في علاقاتها مع المغرب وأعداء وحدتنا الترابية، وهو شيء غير مقبول ولا يتماشى مع مستجدات الساحة الدولية و الإفريقية، وبالأخص بعد رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي يدعم فيها مقترح المغرب الذي تقدم به لهيئة الأمم المتحدة سنة 2007 بخصوص النزاع المفتعل في الصحراء الغربية المغربية، والتقدم الدبلوماسي الملموس المتمثل في اعتراف العديد من دول العالم الكبرى بسيادة المغرب على صحراءه وكامل ترابه الوطني، ويتعلق الأمر بكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا ؤألمانيا وأخيرا فرنسا، وبالمقابل سحب العديد من دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا اعترافها بجمهورية الكيان الوهمي التي لاوجود لها الا في العقلية المريضة المصابة بالخرف للنظام العسكري الجزائري الجاثم على صدر الشعب الجزائري الذي لا حول له ولا قوة الذي قدم العديد من الضحايا وأصيب بالعديد من العاهات خلال الحرب الأهلية التي عاشتها الجزائر خلال عشرية التسعينيات السوداء.
وفي سياق آخر افتتاح أكثر من ثلاثين دولة قنصلياتها في كل من العيون والداخلة، وهو ما لايدع مجالا للشك بأن المغرب حقق ويحقق المزيد من الانتصارات الدبلوماسية بفضل دبلوماسيته اليقظة والمتنورة التي تسير وفق التوجيهات السديدة لصاحب الجلالة نصره الله، كما يحقق المزيد من المكاسب الميدانية وذلك بدحر تسلل مليشيات المرتزقة واختراق الحزام الأمني، حيث تبوء كل محاولاتهم اليائسة إلى الفشل الدريع، بعد أن تتحول عناصرهم إلى أشلاء وسياراتهم إلى خردة، بفضل يقظة القوات المسلحة الملكية الجوية والأرضية التى تتصدى بصرامة لكل محاولاتهم، كل هذه الحقائق الميدانية الدبلوماسية.
كان على موريتانيا ان تأخد كل هذه المستجدات الإقليمية والدولية والتغيرات الجيوسياسية بالحسبان، وألا تتمادى في تجاهل العديد من الإشارات التي تلقتها من السلطات المغربية على كل المستويات، وذلك باحترام سيادة المغرب بما يقتضيه الأمر من مسؤولية وشجاعة ومصداقية وبعد نظر، والابتعاد عن التأويلات المضللة و التفسيرات التي لم تعد مقبولة. د حميد المرزوقي