ثورة تكنولوجية في القطاع السككي المغربي

0

يشهد اليوم 15 نونبر 2018 بمدينة طنجة .. حدثا متميزا في تاريخ المغرب الجديد إضافة للمسلسل التنموي في العهد الزاهر لجلالة الملك محمد السادس الا وهو انطلاق البراق القطار الفائق السرعة الأول في القارة الإفريقية وهو انجاز متميز ونقلة نوعية في مجال التنمية المستدامة والإصلاحات التي ستخط بمداد من ذهب .

ويرافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جلالة الملك محمد السادس لحظة انطلاق القطار الفائق السرعة الذي سيربط طنجة بالدار البيضاء عبر القنيطرة والرباط ، لكون الدولة الفرنسية ساهمت بنحو 51 % في الاستثمارات الخاصة به، عبر القروض التي أتاحتها للمكتب الوطني للسكك الحديدية، غير أن الكلفة جاءت مرتفعة بـ15 %، مقارنة بالتقديرات الأولية التي كانت حددتها في 1.8 مليار يورو في 2007، كما أن شركات فرنسية، مثل الفرنسية للسكك الحديدية، و”ألستوم”، ساهمت بشكل حاسم في المشروع. 

 وتجدر الإشارة ان انطلاق مشروع القطار الفائق السرعة كان في 2007 بحضور الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ولكن الأشغال الخاصة به لم تبدأ سوى في 2011، وكان تشغيله متوقعا في 2015 لكن ذلك تعثر بسبب مشاكل نزع الملكية للأراضي الواقعة في مسارالقطار  

ويحمل القطار اسم البراق تيمنا بطائر البراق المجنح وسمي كذلك لالتئامه في الشكل وتناسبه في السرعة وهو اول قطار فائق السرعة في افريقيا ، وتبلغ استثماراته نحو ملياري يورو، وسيربط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء، بسرعة تصل إلى 320 كيلومتراً في الساعة، وبإمكانه أن يقطع تلك المسافة خلال 2.10 ساعة عوضاً من 5 ساعات حاليا

واكد المكتب الوطني للسكك الحديدية، أن المشروع استفاد من تمويلات بشروط تفضيلية، حيث وصل سعر الفائدة إلى 2 %، مع مدة سداد تتراوح بين 20 و40 في عاما.
كما ان 80 % من أشغال الهندسة المدنية، أنجزتها شركات مغربية، علما أن تلك الأشغال كلفت استثمارات بنحو 10 مليارات درهم.
وينتظر أن ينقل القطار الجديد 6 ملايين مسافر خلال الثلاثة أعوام الأولى من الشروع في الاستغلال التجاري، وهو ما يمثل ضعف ما تنقله القطارات التقليدية الحالية التي يتولى تشغيلها المكتب الوطني للسكك الحديدية.

وهذا الإنجاز يُعدُّ أكبر ورش سككي في إفريقيا، باعتباره مشروعاً ضخماً من حيث حجم الأشغال والمنشآت، بالإضافة إلى كونه مُزوَّداً بأكبر جسر مُخصص لخط فائق السرعة على الصعيد العالمي.

 ويسعى خط طنجة – الدار البيضاء، باعتبارهما أهم قطبين اقتصاديين بالبلاد   والتي تفصل بينهما مسافة 350 كيلومتراً، إلى تشكيل لبنة إضافية لمنظومة نقل مندمجة ومتعددة الأشكال، تأتي لتقدم حلاً ملائماً ومستداماً لطلب متنامٍ، باستمرار وبشكل منتظم، لحركة نقل المسافرين ومواكبة تطور القطب الاقتصادي الجديد لمدينة طنجة

وسيكون للمشروع فوائد اقتصادية كبرى، وعامل جذب لرجال الأعمال والمستثمرين الأجانب، بالإضافة إلى ربح الوقت والسلامة الطرقية، والتقليص من تلوث الهواء وانبعاثات الغاز المسبب للاحتباس الحراري، وخلق فرص الشغل، إلى جانب تمكين المقاولات 

الجهوية من تحسين تنافسيتها وتوسيع أسواقها.

فاطمة سهلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.