الربيع النسائي والثورة البرتقالية لمناهضة العنف والحيف

0

صدوق أنيسة

احتفلت النساء في العالم باليوم العالمي لمكافحة العنف والذي يصادف كل خامس وعشرين من نونبر حيث خرجت كثير من النساء في

العواصم الدولية في اثينا  وفيينا وباريس وروما وغيرهم للتنديد بالعنف  وبكل ما يخل بقوانين محاربة العنف .

ان ملايين النساء يتعرضن لأشكال مختلفة من العنف ’ويرى كثير من المحللين والمثقفين وعلماء النفس  والاجتماع ان العنف افة عالمية وعار على الشعوب لان له تأثير على الاسرة بأكملها  والطفولة والاجيال  الصاعدة  وعلى المجتمع ككل ’ كما انه فعل عنيف تدفع اليه عصبية الجنس  ويترتب عليه اذى كبيرا لذلك يجب محاربته  والقضاء عليه فتجندت لهذه الافة جمعيات تربوية واجتماعية وثقافية ومنظمات دولية وحقوقيون من اجل ضمان حقوق النساء والاطفال ’ فالمرأة هي نصف المجتمع  والنصف الاهم والاجدر بالعناية والاهتمام .

ولقد عرفت المرأة

قفزة نوعية وشهدت تطورا ملحوظا على عهد الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه حيث اصبحت المرأة وزيرة  وبرلمانية وقاضية وربان طائرة وسفيرة وغيرها من المناصب العليا .

ومنذ تولي جلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده الحكم في 30 يوليوز 1999 تحققت مكاسب ومنجزات لفائدة المراة ولازالت المطالب تتضاعف لإعطائها كامل حقوقها مناصفة بأخيها الرجل وصدرت قوانين تحرم كل اشكال العنف ضدها ومن المكاسب التي حققتها كذلك انه جاء في خطاب العرش بمناسبة تنصيب اللجنة الاستشارية  لمراجعة مدونة الاحوال الشخصية في 27 ابريل 2001 .

وتعتبر مدونة الاحوال الشخصية اكبر انجاز ومكسب حققته الاسرة المغربية عامة والمرأة خاصة  نظرا للتعديلات المتعددة التي شهدتها بنود المدونة ضمنت لها حقوقها ونظمت لها واجباتها وحفظت لها كرامتها وحياتها الاسرية .

مبادرات عديدة رفعت مكانتها وزادت من قوتها وعزيمتها كانت بردا وسلاما على حياتها ومستقبلها  انارت لها طريق العلم والكفاح دون خجل ’ ففي مجال التربية غير النظامية عرف قطاع محاربة الامية طفرة نوعية حيث اصبحت العديد من النساء الاميات  قادرات على الكتابة والقراءة وبعضهن حفظن كتاب الله سبحانه وتعالى اعجب بهن الجميع وتمنى لهن الاساتذة والواعظات والمرشدات كامل التوفيق والنجاح في مسيرتهن التربوية والعلمية  وقام المجلس العلمي لمدينة فاس بتكريم هؤلاء السيدات اللواتي اصبح بمقدورهن ترتيل وتجويد وحفظ وتدبر القران الكريم ’ كرمت لأجل  مساعدتهن على الاستمرار والنهوض بأوضاعهن  وانصافهن ’انهن في حاجة ماسة الى سياسة شاملة للحماية الاجتماعية لتحسين مستوى عيشهن .

وتجب وينبغي العناية بالنساء خاصة ضحايا العنف وسوء المعاملة ودعمهم اجتماعيا ونفسيا ’ كل اللقاءات الوطنية والدولية تدعو الى الاهتمام الكبير بقضايا النساء وشؤونهن وفي ختام اشغال كل التظاهرات والمؤتمرات والندوات الوطنية او الدولية  توجه الدعوة الى كل الفاعلين في المجتمع المدني من اجل التطبيق الفعلي والكامل لبنود الاتفاقيات الوطنية منها والدولية المصادق عليها واعداد ادوات لمراقبة  ومتابعة تنفيذها وتقوية شبكات المسؤولين والفاعلين عبر تبادل المعلومات والخبرات والضغط على اصحاب القرار.

اذا مشاريع ومنجزات ومكاسب حققتها المرأة  بفضل نضالها وكفاحها المرير في سبيل اخذ المكان المناسب والمكانة المناسبة ولان سيدة القرن الواحد والعشرين بلغت مرحلة كبيرة من الوعي والتقدم فلا يجوز تعنيفها ولان العنف هو اكثر الحقوق انتهاكا لحقوق الانسان فقد جاء الفصل 103.13 الخاص بمحاربة العنف ضد النساء بعقوبات  زجرية تمنع الاعتداء عليهن وبذلك تكون النساء مسلحات بقانون يحميهن من العنف ويضمن لها الكرامة  يقول تعالى, “ياايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما  رجالا كثيرا ونساء ’ واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ’ ان الله كان عليكم رقيبا .”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.