حملة #خريبكيين_ضد_السرطان: تضامن من أجل إنصاف مرضى السرطان في خريبكة
حملة #خريبكيين_ضد_السرطان: تضامن من أجل إنصاف مرضى السرطان في خريبكة
تحت شعار #خريبكيين_ضد_السرطان، انطلقت حملة تحسيسية وتضامنية في مدينة خريبكة تهدف إلى رفع الوعي وتسليط الضوء على معاناة مرضى السرطان في المنطقة. هذه المبادرة ليست مجرد حملة عابرة بل هي تعبير عن حلم مجتمع يتطلع إلى تحسين الخدمات الصحية والظروف المعيشية للمصابين بهذا المرض. تأتي الحملة في وقت تشهد فيه المدينة افتتاح مراكز صحية جديدة ومتخصصة، وهو إنجاز يُحسب للجيل الحالي من المسؤولين في المنطقة، مما يفتح الأبواب لتحقيق آمال المدينة في الحصول على مركز متخصص لعلاج مرضى السرطان.
مدينة خريبكة، التي تقع في قلب جهة بني ملال-خنيفرة، تعد مركزًا حضريًا ذا أهمية اقتصادية، خاصة مع وجود صناعة الفوسفات. ومع ذلك، فإن الخدمات الصحية في المدينة لم تكن مواكبة للحاجيات المتزايدة لسكانها الذين يبلغ عددهم نحو 210,000 نسمة وفق آخر الإحصائيات. وتشير التقارير إلى أن مرضى السرطان في المنطقة يواجهون تحديات كبيرة، من بينها:
1. غياب مركز متخصص في علاج السرطان: حتى الآن، لا توجد مراكز متخصصة لعلاج السرطان في مدينة خريبكة، مما يضطر المرضى إلى السفر لمسافات بعيدة إلى مدن مثل بني ملال او
الدار البيضاء أو الرباط لتلقي العلاج، وهو ما يشكل عبئًا ماليًا ونفسيًا كبيرًا على المرضى وأسرهم.
2. نقص الدعم النفسي والاجتماعي: إلى جانب العلاج الطبي، يفتقر المرضى إلى الدعم النفسي والاجتماعي اللازمين للتعامل مع هذا المرض الخبيث، مما يزيد من معاناتهم.
3. ارتفاع تكاليف العلاج: يبلغ متوسط تكلفة العلاج الكيميائي لمرضى السرطان في المغرب حوالي 50,000 درهم سنويًا، وهو مبلغ كبير بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود في خريبكة. إضافة إلى تكاليف التنقل والسكن للمرضى الذين يتلقون العلاج خارج المدينة.
تهدف حملة #خريبكيين_ضد_السرطان إلى إيصال رسالة واضحة إلى الجهات المسؤولة والمعنية: ضرورة إنشاء مركز متخصص لعلاج السرطان في خريبكة، يخدم المرضى ويوفر لهم الرعاية الطبية اللازمة دون الحاجة إلى السفر. هذه الحملة ليست مجرد صرخة تضامن، بل هي دعوة لاتخاذ إجراءات ملموسة تحقق العدالة الصحية للمرضى في المنطقة.
من خلال الحملة، يسعى النشطاء إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:
1. تأسيس مركز لعلاج السرطان في خريبكة: يمكن لهذا المركز أن يوفر العلاج الكيميائي، والإشعاعي، والدعم النفسي للمرضى، ويخفف من معاناتهم المادية والنفسية.
2. تحسين البنية التحتية الصحية: مع افتتاح مجموعة من المراكز الصحية الجديدة في المدينة، يطالب الخريبكيون بأن تشمل هذه المراكز تخصصات مثل علاج الأورام السرطانية، مما سيساهم في تحسين جودة الخدمات الصحية.
3. دعم الإطار الطبي المحلي لأنه يواجه تحديات بسبب نقص الموارد والإمكانيات. لذا فإن تأسيس مركز لعلاج السرطان سيعزز من قدرات الأطباء المحليين ويمكنهم من تقديم الرعاية المتخصصة داخل المدينة.
4. تحسين التوعية الصحية: تتضمن الحملة أنشطة إعلامية وتحسيسية تهدف إلى رفع الوعي حول مرض السرطان في المجتمع المحلي، وتقديم نصائح للوقاية من المرض والكشف المبكر عنه.
تعتمد حملة #خريبكيين_ضد_السرطان على التضامن بين مختلف شرائح المجتمع الخريبكي، من سكان ومؤسسات محلية وفعاليات مجتمعية. من خلال وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي، يعمل النشطاء على نشر الرسالة وجمع التأييد اللازم لتحقيق الهدف.
وقد لاقت الحملة تفاعلًا إيجابيًا من قبل المواطنين، الذين يأملون في أن تصل رسالتهم إلى المسؤولين وتلقى استجابة فعالة. فالمرضى في خريبكة يستحقون الحصول على علاج يليق بكرامتهم الإنسانية، والإطار الطبي في المدينة يحتاج إلى دعم وتمكين ليتمكن من تقديم الرعاية المثلى.
إن حملة #خريبكيين_ضد_السرطان ليست فقط نداءً لزيادة المراكز الصحية في خريبكة، ولكنها دعوة لتحسين حياة المصابين بهذا المرض الذي يُعتبر من أكثر الأمراض انتشارًا في المغرب. فمع الأرقام المتزايدة للإصابات، أصبح من الضروري توفير الدعم اللازم للمرضى والأطباء على حد سواء. الله يشافي كل مريض، والآمال معلقة على استجابة سريعة من الجهات المسؤولة لتنصف هذه المدينة التي تعاني بصمت.
ياسمين الحاج