قصة طريفة حول التعديل الحكومي الذي قد يحدث في الحكومة المغربية بعنوان: تعديل أم تغيير
بقلم : محمد أمقران حمداوي
في إحدى أمسيات الرباط الهادئة، اجتمع سبعة وزراء في فندق فاخر، لمناقشة التعديل الحكومي الذي بدأت إرهاصاته تلوح في الأفق، بل في صفحات بعض الجرائد. النقاش كان مشحوناً بالتوتر، لكنه لم يخلُ من لحظات الطرافة التي أضفت نكهة مريرة على الجو.
الوزير الأول، المعروف بحسّه الفكاهي، بدأ الكلام قائلاً: “الحكومة الحالية، كما تعلمون، في حاجة ماسة إلى نفس جديد بعدما تجاوزت منتصف ولايتها. كل حكومة في المغرب تستحق هذا التعديل، وقد أصبح ذلك عرفاً لا فرار منه. فلا يمكن أن تكون حكومة أخنوش استثناءً، أليس كذلك؟”
ابتسم الجميع بتوتر، قبل أن يتدخل الوزير الثاني قائلاً: “التعديل لا يجب أن يركز على الأسماء والقطاعات فقط، بل يجب إعادة النظر في الهندسة الحكومية ككل، وكذلك البرنامج الحكومي… لأننا إذا اكتفينا بتغيير الأسماء، سنبقى نغير الأقنعة فوق نفس الوجوه.”
أما الوزير الثالث فقد بدت على وجهه علامات الامتعاض، وقال بلهجة حزينة:
“عندما تم اختيار المغرب لاستضافة كأس العالم، شعرت بخوف كبير على منصبي! فقد كنت متيقناً أن استضافة حدث بهذا الحجم يتطلب مشاريع ضخمة في مجالات عدة. وأنا بصراحة لا أملك الكفاءة لتدبير تلك الأوراش… يا لسوء حظي! أنا مستعد لحزم حقائبي.”
الوزير الرابع، الذي بدا وجهه شاحباً، قال:
“طريقة التعامل مع تداعيات زلزال الأطلس الكبير وإعادة الإعمار تتطلب إعادة النظر في تركيبة الحكومة. يا لسوء حظ الوزير المعني! المتضررون ما زالوا يحتجون، ولم تُبْنَ لهم بيوت جديدة بعدُ. هذه الأصوات ستعصف بمنصبه بلا شك.”
تنهد الوزير الخامس بعمق وقال:
“لو كنتُ في مكان أخنوش، لاقترحت إقالة وزيرين خلقا لنا صداعاً لا ينتهي: وزير التعليم، الذي أخرج آلاف الأساتذة إلى الشارع، ووزير العدل، الذي أشعل إضرابات كتاب الضبط والمحامين… يبدو أن الوقت حان لهما ليأخذا إجازة دائمة!”
تنفس الوزير السادس الصعداء وقال:
“ما لا يعرفه الكثيرون أن أحد الوزراء طلب إعفاءه بنفسه خوفاً من فضيحة إقالته. الآن هو ينتظر بصبر إجراء التعديل الحكومي، لينزل من قطار الحكومة دون ضجيج. يا لسوء حظه، كيف يفرط في منصب يتنافس عليه السياسيون لعقود من الزمن؟”
أما الوزير السابع، فقد احمرّ وجهه حتى بدا وكأنه يحمل في جعبته سراً خطيراً. تمتم قائلاً:
“يروج في الكواليس أن ثلاث وزيرات سيتم إعفاؤهن في التعديل القادم… لم يكنّ يوماً يحلمن بأنهن سيكنّ وزيرات، والآن قد يفقدن هذا الحلم بسرعة أكبر مما يتوقعن.”
وفي نهاية اللقاء، تبادل الوزراء نظرات متعبة، مزيج من الارتياح والقلق. أحدهم همس مبتسماً:
“يا للغرابة! في النهاية، التعديل الحكومي لا يعني إلا شيئاً واحداً: أداءَنا كان ضعيفاً، ووُضِعْنا في المكان غير المناسب بسبب تحالفات حزبية تضع مصالحها الخاصة قبل مصلحة الوطن… وكأنها لعبة كراسي موسيقية، والفائز من يجلس في النهاية.”