إعداد : سعيدة الرغيوي
برحاب المركب الثقافي ” لابيل إكسيلونس” بمكناس افتتحت الجامعة الشعبية موسمها الدراسي مساء اليوم السبت 02 نونبر 2024م بدرس افتتاحي بعنوان : ” قضية الماء في ضوء التغيرات المناخية “،أطرته الوزيرة المنتدبة السابقة المكلفة بالماء” شرفات أفيلال” ..ويأتي هذا الدّرس في سياق انفتاح الجامعة الشعبية ” UPM” على المجتمع وقضاياه وتمكين جميع روادها من المعرفة في مختلف المجالات بالانفتاح على كافة الفعاليات الثقافية والفكرية والعلمية والباحثين والأكاديميين ..
اُفْتتِح النّشاط الثقافي، بقراءة الفاتحة على روح الرائدة الراحلة ” لمياء شفيق”؛ لتعقبها كلمة مسيرة اللقاء الأستاذة ” زهور بوزيدي” التي استحضرت أهمية هذا الدرس وراهنيته محليا ودوليا ..فموضوع وقضية الماء من المواضيع الراهنية في ظل ماباتت تعرفه هذه المادة من مخاطر ..وفي ظل منتظم دولي بات يراهن على أهمية الماء للاستمرار ولتجويد حياة الكائنات الحية ..
مداخلة تطرقت فيها الأستاذة ” شرفات أفيلال ” لأهمية الماء والسياسة المائية التي ينهجها المغرب في محيط عالمي بات يشهد تحولات مناخية تستدعي تدخل جل الدول للحد من المخاطر التي تتهدد البشرية والتي لها انعكاس على الأمن المائي العالمي ..إذ ندد العديد من الخبراء حول العالم بتراجع الاحتياط العالمي من الماء مما يهدد الأمن المائي ويؤدي إلى ما يصطلح عليه بالفقر المائي ..نقط كثيرة أثيرت في مداخلتها حول قضية الماء والتي تستدعي محليا _ وطنيا نهج سياسة الحكامة في تدبير الموارد المائية والمرونة تفاديا لما بات يعرف بتسليع الماء ..فالماء كما جاء في مداخلتها يعتبر ملكا عاما وقمين بالجميع الحفاظ عليه لاسيما أن المغرب يعتبر من الدول التي دسترت الماء ،فانخرطت منذ سنوات في سياسة مائية قائمة على الحكامة وبناء السدود وغيرها من الآليات الكفيلة بالحفاظ عليه من كافة المخاطر..ناهيك عن الدبلوماسية المائية التي باتت أمرا ملحا يجب على جميع الدول أن تنخرط فيه لتتلافى الأزمات المستقبلية والصراعات التي قد تنشب بسبب قلة هذا المورد الحيوي ..
إن الجامعة الشعبية تنخرط في ورش معرفي مفتوح، ينفتح على ثقافة حقوق الإنسان في سياق دمقراطة المعرفة..
والدرس الافتتاحي اليوم يعتبر قنطرة لتجسير المعارف وخلق مساحة للتواصل بين رواد الجامعة والمنتسبين إليها ..ناهيك عن كون قضية الماء من القضايا التي ينبغي الاشتغال عليها لأهمية هذا المورد في ظل منتظم دولي له استراتيجته الخاصة للتعامل مع مثل هاته القضايا المشتركة ..
وقد قدمت مسيرة اللقاء الدكتوراه ” زهور بوزيدي ” إضاءات جد مهمة أيضا لها ارتباط بالسياسة المائية للمغرب وماتشهده بعض الأحواض المائية من تراجع وتلوث في إطار التنامي الديمغرافي والاستغلال غير الرشيد والمفرط لهذه الثّروة ..إضافة إلى تطرق الأستاذة ” شرفات أفيلال” إلى ضرورة الانخراط الفعال في الدبلوماسية المائية من منطلق الوعي بالمخاطر التي باتت تهدد المياه وحقينة السدود بفعل توالي سنوات الجفاف ..كما دعت إلى استشراف السياسة الرشيدة في مجال تدبير الثروات المائية مستحضرة العوامل التي أدت إلى تبذير المياه: ( العوامل الطبيعية والعوامل البشرية الناجمة عن سوء الاستغلال وعن تلويثها لمصادر المياه …الخ).
وأعقبت الندوة المبرمجة في إطار الدرس الافتتاحي تدخلات الحضور من رواد ورائدات الجامعة والمهتمين بموضوع الدرس الافتتاحي في إطار الانفتاح على هذا الموضوع القيم الذي يلامس قضية الماء في ظل التحولات المناخية …لتجيب الأستاذة على أسئلة الحضور، وتأمل أن تنهج الدولة سبيل المرونة في هذا المجال وتنبه إلى أهمية بعض الخيارات الاستراتيجية لترشيد المياه، والعناية بهذا المجال خاصة في المجال القروي، وفي بعض الأحواض المائية التي تشهد تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية ..لأن قضية الماء باتت من القضايا ذات الأولوية مؤسساتيا ودستوريا؛ فهي ملكا عاما للجميع.