الكتاب الرقمي والكتاب الورقي محاولة في المقارنة
في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الالكتروني، وانتشر انتشارا واسعا بين القراء والكتاب وخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية للكتب التقليدية، فصار بالإمكان قراءة محتويات الكتاب على جهاز الحاسوب، أو الأجهزة الكفية، أو باستخدام أجهزة مخصصة لذلك، مثل “أي فون” و”اندرو يد” وأجهزة “ماك”.
لاشك أن لكلا النوعين من الكتب سواء الكتاب الرقمي أو الورقي فائدته ودوره ومميزاته. إذ أنه وبعد قرون من سيطرته على مصادر المعرفة بات الكتاب المطبوع يواجه منافسة الكتاب الالكتروني المزود بتقنيات كثيرة.
حيث تنامت ظاهرة التدوين بشكل مكثف في السنوات الأخيرة بالموازاة مع التطورات التي طالت مجال التكنولوجيا الحديثة عموما وحقل “الانترنيت” على وجه الخصوص، وأضحت هذه المنابر تتطور بصورة متسارعة دخلت خلالها عالم المنافسة إلى جانب مختلف القنوات الفكرية والثقافية والإعلامية.
وفي ظل عصر العولمة، بتنا نشهد إقبالا متزايدا من الكتاب على ما يعرف بالثقافة الالكترونية ومن الملاحظ أن عددا منهم تحول إلى النشر الالكتروني، حيث قام بعضهم بتأسيس صحف ومجالات الالكترونية، بينما وجد آخرون في الكتاب الالكتروني وسيلة جديدة لهم لنشر ما لا يمكنهم نشره في الكتاب الورقي.
كما أن، انتشار النشر الالكتروني اعتبره بعض الكتاب بأنه تهديد للنشر الورقي وبين مؤيد لهذا المنافس الجديد ومعارض له أثير جدل كبير في الأوساط الأدبية والفكرية كل لديه وجهة نظره التي يحاول الترويج لها، فغالبا ما يكون كتاب الورقيين، لاسيما الجيل القديم من الكتاب وأصحاب دور النشر من أشد المعارضين للنشر الرقمي؛ فيما الكتاب الرقميين، خصوصا الجيل الجديد الذين يجدون سهولة في التعامل مع التقنيات الحديثة من المدافعين عن الكتاب الرقمي.
إذ أصبح النشر الالكتروني أداة فعالة وناجعة في نقل وإيصال المعلومات العلمية شكلا ومضمونا، ومن جهة أخرى كشفت أحدث الإحصائيات المتخصصة في صناعة النشر، أن القراء الذين قاموا بشراء كتاب واحد على الأقل خلال العام الماضي، يمتلكون جهازا الالكترونيا قارئا أو يخططون للامتلاك واحد العام المقبل.
مما ينبئ حسب المراقبين، بهيمنة الكتب الالكترونية على مبيعات صناعة النشر الورقي خلال الأعوام المقبلة، مما يفتح الأفاق للإيجاد بيئة تعليمية قادرة على تحقيق مقتضيات التميز والملاءمة مع متطلبات العصر الراهن، ومستجداته عبر الحرص على الاستعمال المسترشد لكل الخدمات التفاعلية المتاحة على الشبكة الرقمية، واعتماد المقاربات المنهجية الهادفة لمقاربة مختلف القضايا.
وأخيرا، يمكن القول أن الكتاب الالكتروني مهم جدا للاطلاع على الكتب التي صدرت في أماكن متفرقة في العالم، وكذلك الاطلاع على ثقافة، وسهولة توزيعه، إلا أن الكتاب التقليدي يظل يساير الكتاب الالكتروني لأن له جاذبية خاصة تكمن في لمسه وتصفحه واصطحابه.