المسؤولية اساس تخليق الحياة
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , ” كلكم راع ومسؤول عن رعيته ’ فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في اهله راع وهو مسؤول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته.”(متفق عليه)
ان المسؤولية تهم كل فرد من افراد المجتمع والمسؤولية هي مسؤولية الجميع بمعنى ان المسؤولية تكون خاصة بالجميع سواء كانوا افرادا ام جماعات وعليهم ان يتحملوا مسؤوليتهم لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية وغيرها…. وتتجلى مسؤولية المواطن في ادائه للواجبات الانسانية والاجتماعية والوطنية ولا يخرق القانون كان يتطوع في عمل خيري ويدلي بصوته في الانتخابات ويساهم في حملات التضامن والتكافل الاجتماعي والنظافة وغيرها.. وهناك مسؤولية المجتمع المدني من احزاب وجمعيات ونقابات اضف الى هذا مسؤولية الدولة التي تضم المؤسسات الحكومية كالمصالح الادارية والسلطات المحلية ثم مسؤولية مجالس المنتخبين والجماعات الحضرية…..وهذاما جاء في خطاب العرش 0 3 يوليوز 3 00 2 اذ قال جلالته نصره الله وايده ” اننا كلنا مسؤولون فرادى وجماعات سلطات هيئات احزابا وجمعيات عن البناء الجماعي لمجتمعنا … ”
هكذا تقتضي المسؤولية ان يؤدي كل واحد منا واجبه نحو وطنه وارضه ولا يخرق القانون فالذي يبيع صوته في الانتخابات او يقوم بعمل يخل بمصلحة الوطن او يمس امنه واستقراره عليه ان يشعر بالخجل تجاه بلده والناس لأنه يضر بالمصالح السياسية والاجتماعية والاقتصادية لباده وهنا تلعب الاخلاق دورا في حياة المواطنين بحيث تكون اساس التعامل بينهم وهو ما يسمى تخليق الحياة .
وتخليق الحياة يتطلب ان تقضى اغراض المواطنين دون مقابل( تحريم الرشوة) ودون تماطل ودون اهمال الجميع سواسية امام القانون والواجب الوطني يحتم علينا القيا م بالمسؤولية احسن قيام وادائها افضل اداء ’ ثم ان المسؤول لا يساعد فقط بل يقدم خدمات جليلة خدمة للصالح العام ثم انه يأخذ في مقابل ذلك اجرا من الدولة او من المؤسسة التي يعمل فيها ’ فتخليق الحياة اساس المسؤولية وتقدم البلاد والشعوب .
ان من يدفع رشوة للحصول على بقعة ارضية قصد بنائها سواء للسكن او لمحلات تجارية في حي عشوائي لا يتوافر على ابسط التجهيزات من كهرباء اوماء سواء للاستعمال اليومي ا وللشرب ثم يقوم بالبناء ليلا دون علم احد ,يخل بالنظام الأساسي وبالقانون العام وورد هدا في خطاب العرش لسنة 3 00 2 ,” ومثل هذا البناء العشوائي لم ينزل من السماء ’ ولم ينتشر في الارض بين عشية وضحاها ’ بل ان الكل مسؤول عنه وذلكم انطلاقا من المواطن الذي يدفع الرشوة لمسؤول … الى مختلف السلطات العمومية
والجماعات المحلية المتهاونة ” ان المسؤولية مسؤولية الجميع والمواطن مسؤول مثل الحكومة ومثل هيئات المجتمع المدني .وهي تقتضي محاربة الزبونية والمحسوبية مع العلم ان الجميع يجب ان تكون فرصه متساوية مع غيره سواء في طلب العمل او في قضاء مصالحه .وهناك نوعان من الاشخاص يلتجئون للزبونة والمحسوبية, شخص اراد الوصول الى حاجته ومبتغاه لا يستحقه وشخص يجهل القانون او لا يطبقه كي يحصل على هدفه . وتبقى توعية المواطنين اساس المسؤولية واساس الحياة الاجتماعية والسياسية في الوطن .فكيف نستطيع تحقيق التنمية المستدامة اذا لم نتحلى بروح المسؤولية لأنها الارادة الصلبة والعزيمة المتينة وتحث على تظافر الجهود والتسيير الحكيم.
يرى بعض الباحثين ان المسؤولية تكليف وتشريف واستعداد فطري عند الانسان ليقوم برعاية ما كلفه الله به من امور تتعلق بدينه ودنياه ,فان وفى ما عليه حصل له الجزاء والثواب والاجر وان فرط كان عليه اللوم والعقاب والمتابعة ,وللقيام بالمسؤولية على احسن وافضل وجه سواء كانت فردية ام جماعية لابد من توافر دعامتين وعنصرين رئيسيين , الاول الامانة حيث حفظ الحقوق ورعاية مصالح الناس والدعامة الثانية قوة الشخصية بكل ابعادها من علم وارادة وايمان ’ بهاذين العنصرين يقاس تفوق الافراد والامم والشعوب ’ثم ان الاسلام حريص على غرس مبادئ وقيم المسؤولية في نفس الفرد وقيام المسلم بتحمل مسؤولياته دليل على قوته وقيامه بمهمة الاستخلاف في الارض والنهوض بواجب الامانة التي يتحملها الانسان قال سبحانه وتعالى ,”انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا”(سورة الأحزاب 2 7 )
ان تخليق الحياة اساس المسؤولية وهذه الاخيرة تقتضي النهوض بكل مقوماتها التي تتمثل في ابعاد مختلفة حتى تواكب التطور وتستجيب لحاجات المواطنين وتطور مكتسباتهم المعرفية والفكرية وتغرس مجموعة من المبادئ والقيم التي تنمي لدى المواطن سلوكيات ايجابية وترسي ثوابت ثقافة الحوار والتسامح والاخوة والتعاون والتآزر وتؤسس للممارسة الاجتماعية الواعية والمسؤولة كما توجب توعية المواطنين بوجوب الانخراط المسؤول في تنمية الوطن مثل المشاركة في الانتخابات والتطوع لعمل وطني او خيري او اجتماعي وغيره… وتمكينهم من الكفايات اللازمة لترسيخ قيم المواطنة وتعزيز معرفتهم بسلبيات عدم احترام الحقوق والعمل على تنمية الوعي بالحقوق والواجبات لدى المواطنين والاخلاص للواجبات الوطنية بكل مسؤولية وامانة والمساهمة في التعبئة الاجتماعية بذلك نعمل على ترسيخ مبادئ الديمقراطية .
صدوق انيسة
’.
..