من تنظيم مؤسسة فريديرش ناومان من اجل الحرية زيارة وفد مغربي للوقوف عن كثب على تجربة المانيا الاتحادية في موضوع حقوق الانسان في نظام السجون.

0

حل يوم السبت الاخير، بالعاصمة الألمانية برلين، الوفد المغربي المشارك في برنامج أعدته مؤسسة فريديرش ناومان من اجل الحرية، حول موضوع ؛ حقوق الانسان في السجون الالمانية، وهي الزيارة التي نسق لها السيد أولاف كيلرهوف مدير مشروع بالمؤسسة بالرباط ، وذلك في إطار تبادل التجارب والخبرات، مع مركز حقوق الناس المغرب ،في إطار الشراكة المتينة التي تجمع بين المؤسسة الالمانية، والمركز ،بعد العمل الجبار الذي قام ويقوم به مركز حقوق الناس من خلال تأسيس نوادي لحقوق الانسان داخل عدد من السجون المغربية ، بعد ان فتحت المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج ابوابها  لمركز حقوق الناس ، وهي العملية التي واكبها السيد أولاف ،مع رئيس المركز الاستاذ جمال الشاهدي وأطر المركز  وهي التجربة التي كان من ثمرتها هذه الزيارة الى العاصمة برلين.

ويتكون الوفد  من السادة :أولاف كيليرهوف ،مدير المشروع بالمغرب ،بمؤسسة فريديرش ناومان من اجل الحرية مكتب الرباط ،جمال الشاهدي رئيس مركز حقوق الناس /المغرب ،محمد حدادي عضو بالهياة المديرة لتنسيق البرامج بمركز حقوق الناس، الأستاذة أمينة مجدوب ،عضوة بالهياة ،المديرة، ومنسقة حقوق الطفل بالمركز، ادريس العادل صحافي ورئيس المرصد الجهوي للاعلام والتواصل لجهة فاس ، بناصر بن عيسى رئيس مصلحة العمل الاجتماعي والثقافي ، والتربوي والمواكبة النفسية ، بالمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ، والسيد المصطفى صيفي رئيس مصلحة العمل الاجتماعي بالمديرية الجهوية لإدارة السجون  لجهة طنجة تطوان  الحسينة ،والسيدة كريمة الرهيف ،مهندسة دولة اطار بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج.

وكان في استقبال المشاركين ،منسقة البرامج ،والمسؤولة عن برامج الزيارات الدولية بمؤسسة فريديرش نومان من اجل الحرية ، السيدة  مارتينا حلمي، والتي هيات بامتياز كل فقرات البرنامج، من خلال تمكين المشاركين من ملفات متكاملة عن الزيارة، ومدهم بالبرنامج الكامل ، و كل الوسائل اللوجستيكية، خصوصا الترجمة الفورية من الألمانية إلى العربية، ومن العربية الى الالمانية، لتسهيل مامورية الوفد.

وخلال وصول الوفد الى العاصمة برلين، قدم أولاف كيليرهوف، ومارتينا حلمي البرنامج الكامل ،بفقراته الهامة، مع توضيح  كل الجوانب التقنية والتنظيمية، خلال حفل عشاء ترحيبي بالمشاركين.

ويتضمن برنامج هذه التظاهرة ،لقاءات ، وندوات وزيارات ميدانية، تتخللها عروض حول نظام السجون في المانيا، حيث تناولت الدكتورة بريجيت جروندمان، محامية، وكاتبة دولة لدى وزير العدل وحماية المستهلك، موضوع تنظيم نظام السجون الألمانية، مستعرضة التطور التاريخي الذي عرفته هذه المؤسسات، وتوقفت عند معسكرات لاعتقال مفتوحة التنفيذ، معززة عرضها باحصائيات  دقيقة في هذا الباب، كما تحدثت عن حماية حقوق المواطنين والكرامة الإنسانية للمحتجزين داخل السجون، مشيرة الى ان تنظيم السجون في المانيا الاتحادية ، يخضع للجهات، بحيث ان لكل جهة سجنها ، ونظامها في هذا الباب، ويبقى الدستور الألماني في فصله الاول هو مفتاح حقوق الانسان من خلال تنصيصه على الكرامة الانسانية، بمبادئ مفصلة ودقيقة، ودور المنظمات الحكومية في هذا الباب وطريقة التعامل مع الاطفال والنساء داخل السجون  ،والدور المحوري الذي تلعبه المحكمة الدستورية في مراقبة تطبيق القوانين

كما تطرق ولفغانغ س هاينز، وهو استاذ بمعهد اوتو سهر للعلوم السياسية، الى موضوع حماية حقوق الانسان في نظام العقوبات، من خلال مراقبة احترام حقوق الانسان داخل السجون، واليات الشكاوى.

كما تم تنظيم حلقة نقاش ،شارك فيها الاستاذ جمال الشاهدي رئيس مركز حقوق الناس / المغرب ،والدكتور توبياس  مولرعالم اجرام واخصاءي في العلاج الاجتماعي، الدكتور هيلموت روس، من الوكالة الوطنية لمحاربة التعذيب، والتي دارت حول موضوع حقوق الانسان في النظام السجني، حيث استعرض الاستاذ الشاهدي ، التجربة الناجحة والرائدة للمملكة المغربية في هذا الباب ، وانفتاح الإدارة العامة للسجون وإعادة الإدماج ،على فعاليات المجتمع المدني مؤكدا على العمل الذي يقوم به مركز حقوق الناس المغرب ،داخل السجون بشهادة مدير مكتب الرباط لمؤسسة فريديرش نومان، من خلال برامج متعددة لفائدة النزيلات والنزلاء.

كما وقف المشاركون  في مقر وزارة العدل في برلين على مشروع رائد، ويتمثل في إعادة الإدماج من خلال الرقمنة، بتمكين النزلاء من لوحات الكترونية لتسهيل تواصلهم مع الإدارة السجنية، حيث تطرقت الأستاذة جوانا شميد ،الاطار بوزارة العدل وحماية المستهلك ،ومناهضة التمييز التابعة لولاية برلين الى قواعد الاستخدام ،والولوج الى الانتيرنيت، والنتائج الاولى  لهذه التجربة ،والتي لا تطبق الا في برلين ،على اعتبار ان لكل ولاية نظامها السجني الخاص بها.

وخلال حلقة غذاء عمل ،استعرضت السيدة صوفي شميد، مستشارة اولى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بمؤسسة فريديرش ناومان من اجل الحرية/بوتسدام ،الى العمل الدولي الذي تقوم به المؤسسة، والادوار التي تلعبها داخل وخارج المانيا.

وزار الوفد احدى الجمعيات التي تساعد الجناة على الادماج، والتي تجسد اشراك المنظمات غير الحكومية، حيث تحدث السيد ماتياس ناليزنسكي، عن انواع الدعم للجناة المحتجزين، واشمال هذا الدعم في حالة الفصل وكيفية الادماج، من خلال المساعدة تحت مراقبة سجن برلين.

وكانت الجلسة الختامية لليوم الثالث، مع السيد يورغن غيرنتس، قسم خدمات العدالة الاجتماعية، من المحكمة الاقليمية العليا في براندنبورغ ، والذي تطرق بتفصيل الى موضوع التحقيقات الجنائية ،وتسوية المنازعات ،والتعويض في سياق الملاحقات الجنائية.

وسنعود بتفصيل الى التدخلات الهامة للوفد المغربي المشارك ، والذي اثرى واغنى تلك التدخلات من خلال التجربة المغربية في كل تلك المواضيع المعروضة للنقاش، علما بان هذه الزيارة الهدف منها تبادل الخبرات والتجارب ،بين المانيا والمملكة المغربية، في مجال حقوق الانسان في نظام السجون .

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.