احتفى المهرجان الوطني ترزاف سكورة تراث وفنون في دورته الثامنة تحت شعار: “التراث اللامادي في خدمة التنمية المستدامة”، في الافتتاح الرسمي للمهرجان مساء يوم السبت 24 غشت بجماعة سكورة امداز(إقليم بولمان) بالفنان الراحل ابن منطقة خنيفرة محمد رويشة، بحضور عامل إقليم بولمان عبد الحق الحمداوي وممثلين عن بعض المصالح الخارجية وشخصيات مدنية ومنتخبة.
وأكدت شهادات في حف الراحل محمد رويشة تألقه في الموسيقى الأمازيغية من خلال آلة الوتر التي هي عبارة عن آلة أمازيغية أطلسية، مسجلين لمسته الفريدة في المقامات الموسيقية، حيث خرج عن المقامات الموسيقية الأمازيغية المعروفة متشبعا بالإيقاع الأمازيغي المستمد من جذور الموسيقى الأمازيغية(أحيدوس)، حيث عمل الراحل على إضافة إيقاعات أخرى من ناحية الميزان.
وأثنت شهادات أخرى على براعة محمد رويشة في إعادة أغاني أوائل الرواد الأمازيغ عزفا وغناء، معلنين أنه لا يوجد لحدود الساعة شخص يعزف على آلة الوتر ببراعة الراحل محمد رويشة، حيث أن يعتبر أسطورة العزف على آلة الوتر، معبرين عن أملهم في إدخال آلة الوتر ضمن الآلات الموسيقية التي يتم تدريسها لتلاميذ المعاهد الموسيقية وفي المجال الدراسي بشكل عام.
وتسلم الفنان حمد الله رويشة نجل الفنان الراحل محمد رويشة تذكارا رمزيا تكريما لوالده، وعبر خلال صعوده على منصة العروض مؤديا أروع أغاني والده منها الأغنية الشهيرة “ناسي ناسي”، عن سعادته بتواجده في جماعة سكورة التي سبق أن أحيى فيها والده العديد من السهرات الموسيقية، ملتمسا أن يظل نفس رابط الود والاحترام والمحبة مع جمهور سكورة معه، داعيا الجمهور بضرورة الاهتمام أكثر بالأمهات.
وألهبت الفنانة ذات الجذور الصحراوية رشيدة طلال منصة العروض أثناء أدائها مجموعة من الأغاني المغربية المعروفة وبعض الأغاني من ربرتوارها، وقامت بالتفاعل مع الجمهور مباشرة بالنزول عن منصة العروض وتحية الأطفال والنساء والشباب، وعبرت في ختام عرضها عن سعادتها بالاستقبال الحار من قبل جمهور سكورة الذي ظل مستيقظا إلى ساعات متأخرة من الليل.
وإلى جانب احمد الله رويشة ورشيدة طلال، قدمت مجموعة جيل جيلالة أغاني متميزة من ربرتوارها المعروف عند جميع المغاربة، كما أتحفت عروض أخرى من قلعة مكونة الجمهور، وتألقت كذلك مجموعات غنائية شعبية لفن أحيدوس من سكورة وعين الشكاك والخميسات في أداء أغاني ورقصات فلكلورية متميزة تفاعل معها متتبعي المهرجان.
وذكر حسن أوعسو رئيس جمعية إش نعكي للثقافة والتنمية التي تسهر على تنظيم المهرجان الوطني ترزاف سكورة تراث وفنون(من 23 إلى 25 غشت 2019)، بالسياق العام الذي جاءت فيه الدورة الحالية وكذا تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، هذا بالإضافة إلى التراث اللامادي المتنوع الذي تزخر به جماعة سكورة امداز وتراث آخر مادي مهم(روضة الصالحين…)، ليشير إلى أن أشجار الزيتون بسكورة تعود إلى عهد المرينيين الذين قدموا من مدينة فاس وتناوبوا على غرس هذه الأشجار التي لازالت المنطقة معروفة بها.
وشكل مهرجان ترزاف الذي يعني بالعربية “الهدية” مناسبة لتكريس ثقافة الاعتراف، وكرم مجموعة من الشخصيات المعروفة في مقدمتها اللاعب الدولي السابق ولاعب فريق الجيش الملكي والمنتخب الوطني سابقا وأحد نجوم مونديال 98، والمدرب الحالي لنادي شباب مريرت “عبد الكريم الحضريوي”، وتم كذلك تكريم رئيس جهة فاس مكناس امحند العنصر، وحسن سعود، وعبد الله شاكيري، ولحسن جلال، وشخصيات أخرى تنتمي إلى عالم الفن والثقافة.
وتشكل جماعة سكورة التابعة لعمالة إقليم بولمان بوابة للسياحة الجبلية والبيئية، تتيح للزوار التعرف على سحر الطبيعة الخلابة وجمال الشلالات التي تتوفر عليها، كما تعد المنطقة فرصة لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية وذلك بفضل موقعها بالجهة الوسطى الملتوية من الأطلس المتوسط.
وتبعد جماعة سكورة امداز 90 كلم عن مدينة فاس و65 كلم عن حديقة المغرب، وقد أحدثت الجماعة سنة 1974، على مساحة 6 آلاف هكتار(2 في المائة من مساحة جهة فاس مكناس)، ويناهز عدد سكانها 16 ألف نسمة، ويتشكل مجلسها الجماعي من 13 عضو، ويغلب على الجماعة الطابع الجبلي(أعلى قمة بها جبل تيشوكت/2796م)، وتتوفر المنطقة على مواقع طبيعية ساحرة مثل موقع تفردوست وموقع اشنعكي وشلالات وعيون تادوت، والثكنة العسكرية بوعاصم، والقصبة الاسماعيلية، وجبل تيشوكت.