تطرق الحاج محمد الغطاس رئيس المنظمة المغربية للتربية والسلامة الطرقية – عضو المنظمة العالمية للسلامة الطرقية في كتابه الذي يحمل عنوان ” السر العميق للسلامة من آفات الطريق” لأسباب الإكتظاظ في محطات الأداء وطريقة تفاديها ونظرا لأهمية الموضوع نذرجه كما طرحه المؤلف:
ومن الأخلاقيات وكل ما كنت أوصي به عبر التراب الوطني، وفي كل الوسائل الاعلامية، السمعية والبصرية هو أننا يجب علينا أن نساهم كل منا في هاته الحالة التي تتسبب في الاكتظاظات في محطات الأداء، وبالطرقات السيارة، وسببها في المتناول وسهل إن أردنا المساهمة في محاربة هاته الآفة والتي لا تكون إلا في أوقات الاعياد والعطل.
والسبب أننا في غالب الاحيان لا نبالي، ولا نفكر في إخراج الدراهم إلا عند الوصول إلى الشباك، وعندما نبدأ في التفتيش في جيوبنا، وأكثر من هذا نخرج الأوراق النقدية من صنف 100 درهم أو 200 درهم أو 50 درهم، وهاته الحالة التي تضيع الوقت تلو الآخر حتى يصبح الطابور لمسافة كلمتر أو أكثر الحالة بالتدقيق هي:
- إذا أتيت وانت مستعد بثمن الاداء بالضبط فإنه ستستغرق 5 ثواني
- ورقة من صنف 50 درهم ستستغرق 13 ثانية، وسأوضح هذا بالتفصيل.
- ورقة من صنف 100 درهم ستستغرق 17 ثانية.
- أما ورقة من صنف 200 درهم فستستغرق ل 25 ثانية ولتوضيح العملية فهي كالتالي:
إذا دفعت ورقة نقدية فإن إخراجها سيستغرق 4 ثواني وتسليمها له 2 ثواني، وقت العملية في الشباك أخد الورقة بإيجاد الصرف الصغير والمتوسط والورقة التي سيرد عليك 10 ثواني، ثم إنه سيعيد حسابها ب 4 ثواني، ووقت أخذها منه وإعادتك لحسابها ووضعها في مكانها 6 ثواني، وهنا أترك لكم الحكم إذ قمنا بعملية حسابية 10 سيارات ملتزمة ومهيأة بالصرف x 5 تواني = المجموع 50 ثانية. أما إذا أخدنا 10 سيارات من ما سيؤدي أصحابها بورقة 200 درهم في 25 ثانية تساوي المجموع 250 ثانية. هنا نجد أن الفرق مخيف عوض أن تمر 50 سيارة في وقت 250 ثانية. نجد أنها سوف تمر إلا 10 سيارات، ولا داعي لذكر التفاصيل الاخرى فالخلل واضح: بقية 40 سيارة زائدة والتي ستتطلب 40 x 5 أمتار 200 متر، هذه المسافة ستستغرق 250 ثانية للتأخر فما بالكم في ظرف 5 أو 6 أو 7 ساعة، فإننا سنصل إلى المئات من الامتار، وإن لم أقل الكلمترات.
ولهذا يجب على كل سائق أن يأخذ بعين الاعتبار الحرارة – والاطفال – الشيوخ – والمرضى، لا في سياراتهم ولا في سيارات الاسعاف والنساء الحوامل، وهناك سيارات قديمة سترتفع حرارتها. وأملي أخي السائق الكريم أختي السائقة الكريمة، أن تساهم ولو في هذه الحالة بفرز الصرف المناسب للأداء قبل خروجك من منزلك، وكنت سأوصيك على إعداده قبل المحطة لولا النصائح التي أنصحك بها، وهي أن لا تجعل أي حالة من الحالات تشغلك عن تركيزك في السياقة، وأن تضعها في مكان ظاهر وسهل المنال لتفادي إنشغالك عن السياقة والمساهمة في التقليص من الاكتظاظ.
“إن الله لا يضيع أجر المحسنين والعاقبة للمتقين”.
- وكذلك من الحكمة المؤثرة في موضوع أخلاقيات المساهمة في تفادي الحوادث، هو أنك عندما تكون قد سمحت لراجل للمرور أمامك في ممر الراجلين، فمن الواجب أن تخرج يدك اليسرى بإشارة لإيقاف من يتجاوزك لإخباره أن هناك راجلا أو طفلا أو عجوزا أو حيوانا مارا أمامك، وهذه من الصفات الحميدة كذلك في السياقة والتي يجب على كل سائق أن يتحلى بها.
وفي الاخلاقيات أننا نجد هاته الظاهرة بكثرة عندما يوقف الشرطي سائقا مخالفا لقانون ما، أو مرتكب مخالفة ما، فإن المخالف يلتجئ مباشرة إلى الاحتجاج بالصراخ لتبرير ونفي كل ما ينسب إليه، وأنا أنصحك أن كل هذا سيكون بدون جدوى، وسوف لن تجني من ورائه فائدة ن لم تلتجئ إلى طريق الإعتذار، ولأن الكلمة الأولى والأخيرة للرجل الذي ينظم السير، وأما إذا كان هناك ملاحظة فإنه يصبح لك الحق لكي تقدم بشكوى إلى المعنيين بالأمر.
وأضيف، وهذا ما لاحظناه في بعض المناطق، أن هناك منظم المرور، الشرطي أو الدركي أو غير ذلك يرى بعض الفئات تخرق القانون ويستحيي إيقافهم والمحير أن ذلك الشخص المخالف لا يستحي، لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إن لم تستحيي فافعل ما شئت”.
ومن باب الاحسان والعمل الصالح والصدق والاخلاص والامان.
إن الله كتب الاحسان على كل شيء . وهذه الجملة اخترتها لكي أجعلها بداية لموضوع له علاقة جد وطيدة معها. فحسب التحريات أنني استنتجت، عددا كبيرا من الحوادث، التي أسبابها هذه الفئات، التي سنتطرق لها في موضوعنا هذا، والذي هو خارج نطاق السائق، وهو العنصر الاساسي الثالث في الحوادث، ألا وهو مشكل أصحاب أوراش الإصلاح ومصلحي العربات من الميكانيكيين، وطريقة تعاملاتهم وثقافتهم في هذا المجال.
وحتى المراقبون وأصحاب العجلات، ولنبدأ بالأهم وهذا مشكل كلنا نعاني منه، وهي ظاهرة في مجتمعنا نجد في غالب الأحيان إن حللتها فإنها تقدر ب 75 في المائة من الصناع المكنسيانات الذين ليست لهم خبرة ولا ثقافة ولا دراية في مجال الميكانيك، تراهم يعملون عند صاحب ورشة بعض شهور، أو سنة، وبعدها يفتح ورشة، والمشكل أنه لا يطالب لا بشهادة، ولا بأي شيء المهم أنه يعرف فتح اللواليب، أو البولونات، وتراهم وللأسف يتدخلون في مشاكل المحرك، أو بواط فيتاس، أو ما هو معقد ولو على أصحاب الورشات الكبرى أو أصحاب الشواهد، أو في الفرامل، والمصيبة أنه يكلف طفلا صغيرا لفتح أو تركيب ويقول لك (الله يعاون سير كون هاني)، وعندما تقع لك الكارثة، حتى أنك لا تدري من أين أتت، ولا ما هو السبب، ولهذا وأقولها بكل مسؤولية، أن السلطات لابد أن تجعل كل ميكانيكي يخضع للمباراة، او مراقبة أو امتحان، أيا كان في ربوع المملكة من مدنها، أو قراها، وعند ذلك تسلم له شهادة أو لا يسمح له بالاستمرار في العمل. إذن هناك من سيقول أين سيذهبون؟ وهذا هو الخطأ، أننا لا نراعي للمشاكل، يعني مصائب قوم عند قوم فوائد، إننا نتركهم يعملون ولو على حساب أرواح المواطنين وسلامتهم وهذا لا يقبله طبع سليم ولا شرع حكيم.
ومثال أن الحافلة التي كانت عند الميكانسيان، وقعت لها حادثة بسبب خلل في الحصار frein ، ولكن كان الخطأ هو أنه لم يتقن عمله، إذن لابد ان كل إصلاح تسلم عليه فاتورة لكي يتابع من كان السبب في اي عمل غير متقن، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إن الله كتب الاحسان في كل شيء” يعني الاحسان والاتقان والمسؤولية في العمل والاصلاح او الصنع او المراقبة او الاعتناء، أو ….
وهذا هو الحال دائما مع كهربائي السيارات، وكذلك بعض المراقبين داخل الفحص التقني “لافيزيط تكنيك”، وهناك من تترك لهم سيارتك “للفيدانج” ويغشون حيث يترك فيها زيتها القديم أو نصفه، ويقولون أنهم غيروها كليا، وينسون مراقبة الله وعقابه، وكذلك أصحاب ورشات إصلاح العجلات وبائعوها، فمن الواجب أن تكون ثقافة جد مدققة ومعلومات عن العجلات وأنواعها وعلى كل ما هو مكتوب في واجهاتها من طرف صناعها لأن هناك معلومات ونصائح وشروطا توضح كيفية استعمالها ومقادير حمولتها ووزن ضغطها وحتى السرعة المسموحة لها.