رهان التعليم والاستثمار في رأس المال البشري ما الذي سيحققه العام الدراسي الجديد في المغرب ؟ هل هناك تدابير جديدة، عكس التغييرات التي أدخلتها الفرق السابقة ؟
يعتبر التعليم، كما كان على الدوام عنصرا هاما من عناصر التنمية الوطنية في المغرب. واهم مشروع للاستثمار في رأس المال البشري لذلك يركز الكثيرون على العام الدراسي الجديد وذلك لاهمية الدور الذي يمكن أن يؤديه التعليم في خلق الفرص وتعزيز النمو المستدام والشامل، لذلك وجب السعي الى ايجاد الحلول الممكنة لتدليل الصعوبات وكسر العوائق والتصدي لما يواجهه نظام التعليم من تحديات لتحقيق الكثير من الأهداف .
في غضون بضعة أيام، سيتوجه الطلاب المغاربة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية عائدين إلى المدارس. وسيحذو حذوهم مئات الملايين من التلاميذ والطلاب في العالم الذين يعودون كذلك إلى المدارس كل عام . وهذه بالتأكيد مناسبة تدعو إلى تسليط الضوء على هذا الموضوع الذي يهم فئة عريضة من رجالات الغد ، ورغم الخطوات الكبيرة التي تحققت على مدى العقود الماضية ، تشير البيانات الواردة من معهد اليونسكو للإحصاء في يونيو 2016 إلى أن ما يقرب من 263 مليون طفل وشاب من جميع أنحاء العالم غير ملتحقين بالمدارس. وهذا يعادل ربع سكان أوروبا ويشمل هذا العدد الكلي 61 مليون طفل في سن الالتحاق بالمدارس الابتدائية، و 60 مليون طفل في سن الالتحاق بالمدارس الإعدادية، وقد تمكنت اليونسكو، للمرة الأولى، من تقدير عدد الشباب غير الملتحقين بالمدارس في سن الدراسة الثانوية بنحو 142 مليونا.
ويعيش معظم الأطفال والشباب الغير الملتحقين بالمدارس في أفريقيا جنوب الصحراء. ورغم ما تحقق من تقدم كبير، فإن عدد الفتيات اللواتي لم يلتحقن بالمدارس أكثر من عدد الفتيان، بسبب النزاعات التي تشكل عقبة رئيسية أمام الذهاب إلى المدارس.
ورغم أن المغرب يتمتع منذ عدة سنوات بمعدلات تقترب من 100% للالتحاق بالمدارس الابتدائية الى اننا نلاحظ اليوم تسرب الطلاب من المدارس الثانوية بشكل كبير جدا.
فما الذي ينبغي عمله لمعالجة هذه المسألة؟
تشمل التدابير المقترحة تحسين تدريب الطلاب وتوجيههم
توفير الدعم الأكاديمي
ضمان زيادة فرص حصول الموظفين على التدريب
أعداد كبيرة من المغاربة بدأوا لأول مرة في الحاق ابناءهم بروض الاطفال ابتداء من سن الخامسة. وفي هذا الصدد، يعكس المغرب الاتجاه العالمي الذي يستهدف توفير فرص التعليم للجميع في روض الأطفال من سن الثالثة. وقد وضعت بلدان عديدة أهدافا طموحة، منها البرازيل، التي تؤكد على توفير التعليم قبل الابتدائي أو روض الأطفال لجميع الفتيات في سن الثالثة والرابعة
وفي المغرب، لا يزال عدد الأطفال دون سن الخامسة من العمر الملتحقين بمدارس روض الأطفال منخفضا للغاية، ويتم تقديم الخدمات التعليمية على هذا المستوى بشكل رئيسي من قبل القطاع الخاص والمنظمات الخاصة. وعلى النقيض من ذلك، ازداد معدل الالتحاق بمدارس روض الأطفال لمن هم في سن الخامسة في السنوات الأخيرة. الا ان هناك تفاوتات كبيرة، حيث إن عددا أقل من الأطفال في المناطق الريفية مقابل الأطفال في مناطق الحضر قد سجلوا للالتحاق بروض الأطفال، كما أن الفوارق بين المدن أكثر وضوحا لذلك وجب ضمان تكافؤ الفرص للوصول المنصف لروض الأطفال للجميع، مع الاستثمار في الجودة على جميع مستويات النظام التعليمي
ماذا عن جودة التعليم وكيفية قياسها؟ تقوم بلدان عديدة بإجراء تحليلات وطنية لنتائج الطلاب أو المشاركة في تقييمات دولية مثل برنامج ”التقييم الدولي للطلاب الخاص بمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي”، أو ”دراسة الاتجاهات الدولية في العلوم والرياضيات” التي تنظمها ” الرابطة الدولية لتقييم التحصيل العلمي ”
معطيات تصنيف “الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي” الذي ينجز كل خمس سنوات، قال إن تحصيل التلاميذ المغاربة يندرج ضمن خانة المستوى المنخفض، بحصولهم على معدل أقل من المعدل المتوسط الذي يعتمده التصنيف والمتمثل في 475 نقطة، إذ لم يسبق أن تجاوز معدل التلاميذ المغاربة 400 نقطة.
كما أن 35 في المائة من الأطفال المغاربة لم يترددوا على التعليم الابتدائي خلال 2016، و تفوق الإناث في التحصيل الدراسي مقابل الذكور يصل إلى فارق 28 نقطة.
وتم تسجيل تحسن في نتائج تحصيل التلاميذ المغاربة بين سنة 2011 وسنة 2016، حيث انتقلت النسبة من 310 نقط سنة 2011 إلى 358 نقطة سنة 2016، أي بزيادة 48 نقطة؛ لكن على الرغم من ذلك لا يزال المغرب يحتل الصفوف الثلاثة الأخيرة في التصنيف الدولي مع كل من مصر وإفريقيا الجنوبية.
ويشار الى أن 56 في المائة من التلاميذ المغاربة يحبون القراءة كثيرا، ولهم ثقة كبيرة في النفس؛ فيما 5 في المائة منهم لا يحبونها، كما أنهم غير واثقين بأنفسهم، ناهيك أن 63 في المائة لا يتوفرون على مكتبة في مؤسساتهم، ناهيك أن 57 في المائة من التلاميذ لا يتوفرون على حاسوب أو لوحة إلكترونية في المنزل، ولم يسبق لـ29 في المائة منهم أن انخرطوا بشكل مبكر في أنشطة
وبصرف النظر عن الابتسامات والآمال، وأحيانا، قلق الأطفال وأولياء الأمور والعاملين، يوفر بدء السنة الدراسية الجديدة فرصة متوقعة للمسؤولين في وزارات التربية والتعليم للإعلان عن مبادرات جديدة. هذه فرصة خاصة لتنظيم السنة الدراسية بطريقة مختلفة
هل ينبغي تغيير الجدول؟
هل يجب إضافة وظائف جديدة؟
هل ينبغي توفير المزيد من الموارد لمناطق التعليم ذات الأولوية؟
اسئلة كثيرة تنتظر اجابات مع حلول العام الدراسي الجديد.
فاطمة سهلي