الجامعة المغربية والتكوين المهني رافعة للتنمية المستدامة موضوع ندوة بفاس
تنظم جمعية التراث والتواصل الاورومتوسطي بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله، ومديرية الثقافة وولاية جهة فاس مكناس ، بالاضافة لشركاء آخرين ندوة وطنية علمية وثقافية حول موضوع : “الجامعة المغربية والتكوين المهني رافعة للتنمية المستدامة” وذلك يوم الجمعة 25/10/2019 بغرفة التجارة والصناعة والخدمات.
يعتبر سعي المجتمعات المتقدمة غبر العالم للاهتمام بجامعاتها وإمدادها بأسباب القوة والتطور، خيارا يتصدر الأوليات لدى الحكومات ويتخذ أسبقية ترقى لمفهوم تحقيق الأمن الوطني، كما تسعى الجامعات في الوقت نفسه، لتبرير دواعي وجودها من خلال تحقيق الاتساق والمواءمة بين رسالتها ورؤيتها وأهدافها مع ثوابت وأهداف مجتمعاتها بالضرورة، إذ يمثل التعليم العالي قمة المنظومة التعليمية وتاج المسار الدراسي ونهاية المطاف التعليمي النظامي بالنسبة للطلاب والدراسين وكذا الباحثين، كما الباحثين، كما يشكل حجر الزاوية لعملية التنمية في المجتمع والمؤشر الرئيسي لتقدم الشعوب وازدهارها، وما فتكت أهميته تزداد وخاصة في العقود الأخيرة، وفي المجتمعات المتقدمة، حيث أصحبت مؤسسات التعليم العالي ومراكز الدراسة المتخصصة ومعاهد البحث العلمي مصدر صناعة القرار الثقافي ومطن رسم التوجهات الاستراتيجية، وأصحبت النخب الجامعية تعبر من القيادات الفاعلة والمؤثرة في المجمع وبذلك تساهم الجامعة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وتقوم بمسؤولياتها في قيادة المجمع وتتصدى للمشكلات التي تواجه المجتمع وتقترح الحلول الناجعة لها، لاسيما وان العولمة أفضت إلى نتائج متلاحقة التي من بينها تهميش الثقافات واللغات القومية، وفرض ثقافية القطب الاقتصادي الذي ينتج وحده ويفرض لغته وطريقته عبر وسائل الاتصال والتواصل.
واعتبارا للدور الذي تقوم به الجامعات وما تشهده من تغييرات جذرية في أهدافها ونظمها وأشكالها، وما تواجه من تحديات بحكم حجم الطلب عليها والوسائل المتاحة لها ومستوى المنافسة بينها، وبالنظر إلى واقع التعليم العالي في المغرب وما عرفه من تحولات وما يتطلع إليه من طموحات وآفاق ترقى به إلى المستوى المطلوب، تأتي الندوة الحالية
لتناقش وتساهم في الكشف عن دور الجامعة المغربية في تنمية المجتمع والوقوف على أبعادها التربوية والمعرفية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
ذلك أن تطوير أداء الجامعات بالمملكة رهين بالتقويم المستمر لعملها، وهذا يتطلب استخدام طرائف جديدة لتفعيل لعملية التقويمية، بحيث تعطي الأولوية القصوى للتحسين والتطوير النوعي للجامعة، من خلال الاستغلال الأمثل وأكثر كفاءة لمواردها المادية والبشرية المتاحة فالجامعات مؤسسات علمية اجتماعية أكاديمية تعمل على تزويد الطلبة بالمعارف والخبرات والمهارات التي يحتاجون إليها في حياتهم الحاضرة والمستقبلية بما يؤدي إلى تفاعلهم مع البيئة الاجتماعية، وجعلهم قادرين على الارتقاء بها وتطويرها، وبالتالي تساهم في تطوير المجتمع مرافقا ومواكبة للتحولات التي يعرفها العالم في شتى المجالات العلمية، كما تعمل الجامعات أيضا على نقل التراث الاجتماعي والحضاري وعادات المجتمع من جيل إلى آخر وغرسه في نفوس الطلبة ليسكوا السلوك الاجتماعي القويم، كما تعمل على تنمية القدرات الفردية وتشجيعها وتطويرها وإثارة دافعيتهم ورغباتهم للعمل، والاستجابة الجديدة والمتغيرة في المجتمع. وفي هذا الصدد نستحضر الخطاب الأخير لجلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى 20 غشت 2019 ” حيث أكد جلالته على أن يشكل النموذج التنموي، في صيغته الجديدة قاعدة صلية، لانبثاق عقد اجتماعي جديد، ينخرط فيه الجميع : الدولة ومؤسساتها، والقوى الحية للأمة، من قطاع خاص، وهيئات سياسية ونقابية، ومنظمات جمعوية، وعموم المواطنين …” كما وقف عند أهمية التكوين المهني، في تأهيل الشباب، وخاصة في القرى، وضواحي المدن، للاندماج المنتج في سوق الشغل، والمساهمة في تنمية البلاد. فالحصول على البكالوريا، وولوج الجامعة ليس امتيازا، ولا يشكل سوى مرحلة في التعليم، وإنما الأهم هو الحصول على التكوين، يفتح آفاق الاندماج المهني والاستقرار الاجتماعي…”
وهذا توجيه واضح من جلالته نصره الله لتطوير الجامعات وتأهيل الطلبة وجعلهم متمكنين من اللغات والآليات الحديثة التي تيسر اندماجهم في سوق الشغل. على ضوء هذا الخطاب وجب على الجامعات أن تسعى إلى الحفاظ على مكانتها في المجتمع، لأنها مركز الخطاب وجب على الجامعات أن تسعى الى الحفاظ على مكانتها في المجتمع، لانها مركز الاشعاع لكل ما هو جديد من الفكر والمعرفة والفضاء الذي تنطلق منه آراء الاساتذة والمفكرين والعلماء وحملة شعلة الحضارة الانسانية وقادتها، ورواد الاصلاح والتطوير، موازاة مع مراكز التكوين لما لها من أهمية قصوى في الوقت الراهن في المكتسبات التقنية التي يحتاجها سوق الشغل، ودور كبير ومتميز في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتطوير العلمي في المجتمع نتيجة الدور المهم الذي يقوم به العاملون بها من مختلف المستويات العلمية والوظيفية من تخطيط وتنفيذ ومتابعة تجري وفق أسس وأساليب علمية وتقنية متقدمة تعتمد العلم والانفتاح على حاجيات المجتمع.
إننا نأمل أن نرى جامعاتنا تغدو مراكز إشعاع دائم في المجتمع المغربي والعربي و أن تكون رائدة التطوير والبناء في جميع نواحي الحياة، منفتحة على مراكز التكوين المهني من أجل دماج المعارف الأكاديمية والتقنية، لتنشئة جيل قادر على تفعيل وإبراز تفاعلاته الأكاديمية والتقنية، وأن تكون دائما مصنعا تلتحم وتتظافر فيه كل الجهور الخيرة لتخلق الانسان المستقبلي المسلح العلم والمعرفة والالتزام الأخلاقي ليساهم في وضع لبنة في طريق بناء المجتمع وتطويره. ولهذا نقترح هذه الورقة التأطر المحاور الربعة التالية لمناقشة إشكالية ودور الجامعة في التكوين والاعداد لسوق الشغل.
1 – المحور الاول : الجامعة المغربية بين أزمة التكوين ومتطلبات سوق الشغل.
2 – المحور الثاني : الجامعة والنموذج التنموي الجديد في الخطاب الملكي.
3 – المحور الثالث : الابعاد التربوية والسوسيوثقافية لأزمة المؤسسات الجامعة بالمغرب
4 – المحور الرابع : الجامعة والتكوين المهني عجلة واحدة للتنمية.