دعا المشاركون في اللقاء الافتتاحي للدينامية المدنية للوقاية من المخدرات وحبوب الهلوسة، الى تحفيز وتشجيع المجتمع المدني، والراي العام للمساهمة بفعالية في حملات التوعية والتثقيف بمخاطر المخدرات، وتوفير الامن الوقائي بالمؤسسات التعليمية ومراقبة محيطها ،وضبط المروجين لها وتقديمهم للعدالة.
كما اكدوا ،خلال اللقاء الافتتاحي لهذه الدينامية، المنعقد مؤخرا بالمركز الثقافي الحرية، على تشجيع البرامج الوقائية الخاصة بالشباب من خلال مبادرات التدخل المجتمعي وانشطة التحسيس والتوعية والتثقيف، وتشجيع المتعاطين للمخدرات وحبوب الهلوسة، واقرباءهم للتقدم بطلب العلاج من الادمان مع مراعاة السرية للاشخاص الذين يعالجون من الادمان.
اطلاق هذا البرنامج، كان نتيجة حتمية لمشكلة تعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة، والتي أصبحت تشغل العالم اجمع لما لها من اثار تدميرية للمجتمع وعاملا رئيسيا وسببا للعديد من المشاكل الصحية و الاجتماعية ، والامنية، والاقتصادية ،وكلها دفعت دول العالم لبذل الجهد والمال لمحاربة انتشارها ،تجنبا لما ينتج عنها من اثار سلبية تؤثر على الفرد والجماعة ذلك أن ادمان تعاطي المخدرات بكل انواعها، يؤدي الى حدوث أضرار بالغة على الصحة العامة ،وبالضبط على القوى العقلية للفرد، ويصبح عالة على نفسه، وعلى أسرته وعلى المجتمع ،مما ينتج عنه انخفاض في المستوى الذهني ،واضطراب في الادراك الحسي، والكفاءة العقلية.
وخطورة الظاهرة تتضح من خلال الارقام والمعطيات، والمؤشرات ،وخريطة استهلاك هذه المواد ،خاصة مؤشر تدني متوسط عمر المستهلكين الذي انتقل من 25سنة الى14سنة،وارتفاع نسبة المدمنين والمستهلكين في صفوف النساء ،وهذان المؤشران لهما دلالة قوية على فظاعة وخطورة هذه الآفة ، والتحولات التي تعرفها ،فضلا عن ارتفاع عدد المدمنين الذين يتوافدون على مستشفيات، ومصحات، ومراكز طب الادمان.
ولمواجهة هذا الوضع المقلق ،اصبح من الضروري اتخاذ عدة تدابير وقائية أمنية وعلاجية، واجراءات عملية لمواكبة الخطط الجهوية والوطنية ،والتنسيق بين كل المصالح والفاعلين للحد من مخاطر هذه الآفة. ومن ثم جاءت هذه الدينامية المدنية للوقاية من المخدرات وحبوب الهلوسة، والتي تهدف إلى تجميع جهود كل المتدخلين من سلطات محلية ، وامنية ومنتخبين ،من اجل وضع برنامج تشاركي للتحسيس والتوعية والوقاية من مخاطر هذه الافة، وفق مقاربة تشاركية وحقوقية من اجل تعزيز برامج التكوين في مجال الوقاية والعلاج من الادمان لفائدة الفاعلين الجمعويين، ومواكبة جمعيات المجتمع المدني المحلية لاطلاق برامج للتحسيس والتوعية ،وتبني مقاربة ذات بعد تربوي وحقوقي للوقاية والرصد المبكر لاضطرابات ادمان المخدرات مع الاخذ بعين الاعتبار الابعاد الصحية والنفسية والاجتماعية وفق المناهج العلمية في هذا الباب، مع تعزيز وتقوية الشراكات مع المصالح الحكومية المعنية ،والترافع من اجل إدماج مكافحة المظاهر والسلوكيات الناجمة عن تعاطي المخدرات في برامج السياسات العمومية مركزية وجهويا واعطاءها الأهمية التي تستحقها،
المبادرة جاءت من جمعية فضاء التنمية المستدامة ،وجمعية الصداقة للتنمية الاجتماعية، وجمعية أجنحة الامل، وجمعية مواطن الشارع، حيث عرفت الجلسة الافتتاحية كلمات المنظمين، وعدد من الفعاليات المدنية من منتخبين وسلطات أمنية وجمعيات تربوية، والتي أكدت على أهمية هذه المبادرة وضرورة استمرارها لتحقيق الغايات التي سطرتها خدمة للفرد والمجتمع على حد سواء.