منزلية التعليم والصحة في زمن جائحة كورونا،ضرورة إجبارية من خطر الإصابة بداء فيروس كوفيد 19
–عضو الاتحاد العام الوطني لدكاترة المغرب
-الكاتب العام للجمعية المغربية لموظفي الصحة ع خريجي الجامعات.
عضو المكتب المركزي للعصبة المغربية لمقاومة داء السل.
استرعى اهتمامي ظهور جائحة غريبة وعدوى سريعة تصيب وتضرب الإنسان والحيوان بخطر الاصابة بفيروس كوفيد 19 من حيث يتألم في كينونته ووجوده بهذا العالم المستباح في زمن عقدة الذات والأنانية كمشكل صغير يلحق بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والصحية والسياسة الدولية الكبرى المعقدة وفي زمن ليس كسائر الأزمان كنهاية العشرينية الأولى من الخمس الأول من الألفية الثالثة لداء فيروس كورونا كوفيد رقم 19 وليس كنهاية التاريخ أو اصطدام للحضارات أو انفجار منظومة دولية أممية غير متوازنة مرشحة للكثير من المشاكل السياسية الكبرى المعقدة والتي تفوق 65 نزاع أممي لا زال لم يجد حلا له ومنها 30 نزاع يهم العالم العربي والاسلامي .
فيتساءل العالم بمختلف أبناءه ورجاله وبمختلف أجياله وأعماره وأعماله وبعلمائه ومثقفيه وإنسانييه الحقيقيين الحاملين للهم الكوني للإنسان لا لتمييعه أو تعقيده والبشر يتألم ويحزن ويتحسر بأسف عميق ويسأل الحق سبحانه وأهل العلم وأولوا الألباب ، هل يمكن أن تحصد جائحة خطر الإصابة بعدوى كورونا فيروس كوفيد 19 عدد كبير من البشر وتخلف عدد كبير من الموتى والهلكى والضحايا عبر العالم ؟.
وفي ظل تضارب الحقائق العلمية ووقائع جائحة خطر الإصابة بعدوى كورونا فيروس كوفيد 19 مع كل التقديرات الممكنة والغير الممكنة ، وخصوصا تلك المصرع بها افتراضيا وليس واقعيا تجاوز العدد 45 مليون أو 50 مليون حسب التكهنات وتقديرات الخبراء المتخصصون في الحروب البيولوجية والميكروبيولوجية وتاريخ المؤسسات والوقائع الاجتماعية والوبائية والشرائع الدينية .
لقد وقفت البشرية في هذا العالم لاتخاذ موقف ما ؟ هذه الوقفة الإنسانية هل هي لمراجعة الذات أم لاتخاذ مواقف ما بعد حرب جائحة كورونا الفيروسية أم المزيد من تخطي العقبات وأي عقبات وتحديات آتية ؟. ثم أي موقف إنساني يمكن اتخاذه بعد هذه النكسة العالمية ؟
طبيعي بعد كل وقفة في التاريخ تنشأ مواقف إنسانية تاريخانية طبيعية تغير كل معالم الحضارة والثبات عليها الى مرحلة النقطة الأولى وهي تجربة النهوض والسقوط أو بين الركود والجمود لفترة أو لفترات ثم ينهض من جديد ويبحث عن ملاذ آمن للعيش السليم من الأرض الى السماء ، وهذا ليس بالأمر الغريب على الإنسان الحديث فقد خرج خبراء وكالة نازا في احدى التقارير أنه بإمكان الإنسان العيش في ستة أجرام سماوية تمكن احتضانه.
إذن هل هو عصر جديد في زمن جائحة كورونا داء فيروس كوفيد 19 أم تأسيس لما بعد حروب هذه الجائحة ؟
طبيعي كذلك أنه سيؤسس لعصر جديد بأزمنته الغابرة والمعاصرة لجمع الكلمات واعادة ترتيبها مرة أخرى ، وهل سيكون ذلك بشكل انفرادي أم بشكل جماعي تداولي ؟
فهل سيتذكر التاريخ الاجتماعي للانسان ، مختلف الصراعات الكونية منذ أن طوعت نفس قابيل رضخ رأس أخيه هابيل بين حجرتين وهو نائم ، فقال الله تعالى : ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ..)المائدة 30.
فكاد دمه يشق الجبل منذ ذلك الحين والتاريخ لا زال يتذكر ولا ينسى صراعاته الحضارية والعقائدية والأخلاقية والإنسانية والفلسفية والتاريخانية والسياسات الدولية القديمة والجديدة ، وطبيعي أمام هذه الجائحة الفاجعة الكبرى والأرقام المهولة للضحايا والهلكى من البشر وهي تتساقط كالقنابل الموقوتة في أوقات حرجة وبأرقام قياسية لا يتخيلها الفكر البسيط وفي وقت لم نتدارك فيه قيمة العلم والعلماء والبحث العلمي وخصوصا في ميدان الميكروبيولوجيا – الفيرولوجية التي طورها علماءها بامكانياتهم الذاتية والخاصة في غياب أي دعم عام للبحث العلمي لتطوير هذا الميدان أو ما شابهه ، وهذه حكمة الخالق عز وجل في الكون منذ خلق البشر كما يقول المثل : ” ما حك جلدك مثل ظفرك “..
إن خطر الإصابة بعدوى داء جائحة كورونا فيروس كوفيد 19 حدث مؤلم بمعنى الكلمة ، وفيه عيننا على الواقع المر تدمع وقلوبنا تحزن لهول الفاجعة على فراق أناس قد يكونون أباء وأمهات وأبناء وإخوان وأخوات ولا نقول إلا ما يرضي الحق عز وجل .
هذه الجائحة سيتذكرها التاريخ بأسف عميق وبنوع من الاشمئزاز والتقزز والحصر على العباد في زمن الانبطاح والغدر والأوجاع المستمرة للجائحة العالمية لداء فيروس كورونا كوفيد 19 ليفتح نقاش علمي جدي عالمي عالي المستوى وبدون تحفظ وبدون إذن مسبق من هذا أو ذاك – هنا أو هناك ، للبحث عن الحلول والمخارج من الأزمة وتداعياتها .
إن العلماء الذين أنفقوا زهد حياتهم في البحث العلمي بإمكانياتهم وذواتهم مسترخصين الغالي والنفيس من أجل توفير دواء لهذه الجائحة الوبائية وفي ظروف قياسية يشهد التاريخ أنها حققت المعجزات للبشرية أمام ضعف القرارات السيئة والنظرة الدونية للبحث العلمي الجاد ، إما بدواء للعلاج وإما بتلقيح للوقاية العاجلة للتحصين منه يكون رفيع المستوى وعلى صعيد مختلف الأوساط العلمية والمخبرية الفيرولوجية ( الفيرولوجية) وعلم المناعة والدواء وعلوم المكروبيولوجية والأوبئة العالمية عبر التاريخ .
إن المنافسة الشرسة بين المدارس الدولية اليوم ومن قبل بعض المؤسسات العالمية في ميدان البحث العلمي وتطوير العلوم البيولوجية الطبية والصحية والدوائية والإنسانية والوبائية والبيئية والحضارية والعلاقات الدولية لا تستحضر القيمة الكونية للبشر وعلى وجه هذه الكرة الأرضية وعلى مستوى خلق نوع من الحوار واختيار كل السبل والتجارب في تاريخ الأوبئة منذ خلق البشرية التي عرفت عدة أوبئة ، ومنها الجدري – الطاعون – الكوليرا – الحصبة – الكزاز – الملاريا – السيدا والكورونا وغيرها …..
إن انتشار عدوى داء كورونا فيروس كوفيد رقم 19 في مدينة يوهان في صفوف 12 مليون من السكان ، منذ الشهر السادس من سنة 2019 إلى سرعة انتشاره في يومه هذا في العالم تاركا ومخلفا وراءه أسئلة عميقة ومآسي حقيقية وضحايا فارقوا أسرهم ومجتمعاتهم واحتسبوا قتلى بالآلاف وما زامنها من مشاكل مصاحبة بفرض الحجر الصحي المعمول به عالميا في مثل هذه الجائحة منذ بداية وجود البشرية وما صاحبها من مشاكل حقيقية للساكنة النشيطة من انعكاسات اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية تهم النواة والمحيط فضلا عن ما رافقها من ارتباكات وتداعيات كان تفقد أسرة أحد أفرادها ولا تجد من يصلي عليه صلاة الجنازة جماعة أو تهييء وجبة أكل ولا تجد من يأكل معك فلا تجد من يكلمك أو يحييك ويفسد عليك العلاقات الحميمية والعائلية ومكارم الأخلاق .
إن انتشار عدوى فيروس داء كورونا كوفيد رقم 19 في العالم بدون إذن مسبق أو سابق إشعار خلف لنا أزمة حقيقية غادرة كونية وثقافية وعلمية وبائية بالرغم من بعض الكتابات الواردة من هنا وهناك ، كالرواية المشوقة للكاتب الأمريكي دين كونتز ، بعنوان :” عيون الظلام” سنة 1981 والذي تنبأ بظهور فيروس كورونا القاتل في أوهان الصينية بعد صناعته في مختبرات بلاده.
وهذا ليس من الصدف بل هناك حقيقة أخرى ثابتة راح ضحيتها طبيب العيون الصيني : ” لي وين ليانغ ” مكتشف هذه الجائحة الخبيثة واصفا فيروس كورونا كوفيد: 19 بالمرض الغريب وهو الذي انخرط باكرا في محاربته كغيره من ذوي الخبرة والغيرة على حياة البشر ، وكيف لا ؟ …….. وهو لن ينجوا من الهلاك المحقق من عدوى فيروس داء كورونا كوفيد رقم : 19 هالكا حياته بمستشفى ووهان ، بتاريخ 7 فبراير 2020 وترك موته غضبا عالميا وقلقا انسانيا واستياء شعبيا لا مثيل له في العالم من المعاناة بسبب الجهر بالحقيقة المرة ولو كانت مريحة فاستجوابه بمن ظلمه وعرضه ونكله فكانت شهادة له بما كان يعتقده هو الصواب والصحيح.
أما الأستاذ الجامعي الفرنسي ديديي راوولت والمتخصص في علوم الميكروبيولوجية بجامعة مارسيليا الفرنسية وهو المزداد سنة 13 مارس 1952 بدكار السنيغالية والذي حاز على جائزة انسيرم سنة 2010 نتيجة أبحاثه في علاج هذا النوع من الفيروسات وحاز على غلاف مالي كبير جدا بنا به أكبر مؤسسة للبحث العلمي في الفيرولوجية في مارسيليا ومؤسسته تزار وتعد أكبر المؤسسات البحثية العالم وفي العلوم الفيرولوجية وأكثر المنشورات الأكاديمية غزارة تقدر بأكثر من 2000 منشورا سنويا معتمد.
-منزلية التعليم في زمن جائحة خطر الاصابة بعدوى كورونا داء فيروس كوفيد 19.
يشكل التعليم من أهم عناصر حضور الإنسان وتنظيم المجتمع في وجوده عبر التاريخ وها نحن اليوم أمام جائحة خطر الإصابة بعدوى كورونا داء فيروس كوفيد 19 التي تعتبر من أخطر الأوبئة كجائحة عالمية تضرب الأخضر واليابس وتيتم الأبناء عن آباءهم والآباء عن آبنائهم وأعمامهم وعماتهم وأمهاتهم وخالاتهم ، وما من أسرة أو خلية أسرية إلا وتصاب في عضو منها أو تمنع إذا اتخذت كل شروط الوقاية الصحية واتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على الصحة الخاصة والصحة العامة بالتعاون الكامل على احترام شروط النظافة والوقاية سواء في الشارع العمومي أوفي المنازل السكنية .
والتعليم أو التكوين عن بعد أو ما يسمى بمنزلية التعليم وهي نظرية سائدة منذ الأزمنة الغابرة لما كان الإنسان في أول الزمان وبداية اكتشاف طريقة تشكيل استقراره في الكون كانت هي الوسيلة الوحيدة لتعليم الأبناء أو أفراد العائلة وهنا تبدوا لنا إشكالية مهمة مطروحة في الحاضر إما لاعتمادها أو تجاهلها كما تجاهلنا البحث العلمي في ميدان الترصد للأوبئة والجوائح والميكروبات والفيروسات لأنها هي الحرب القادمة لا قدر الله بين بني البشر أمام المغريات والشهوات والملدات والأحقاد البشرية والمنافسات الغير الشريفة والصراعات الخفية والظاهرة بين البشر والشعوب في مختلف أرجاء الكون وقد تاتي عن البعد عن الين وأخلاقيات الدين وحقوق الإنسان وتكريس الديمقراطية والشورى والتداول على السلطة والذكاء في التدبير والتسيير العقلاني.
ومن بين الملاحظات المهمة التي استنتجتاها من خلال متابعتنا لمنزلية التعليم بين التلاميذ وأولياء التلاميذ والمؤسسات المدرسية والإعدادية والثانوية والجامعية والإدارية بطريقة سكيب قد أعطت نتائج مرنة في التلقي العلمي وتيسيره وهي علاقة تعاقدية بين التلاميذ ومدرسيهم وأولياء التلاميذ ( يجب إعادة النظر في القانون المنظم للمسؤولية التعاقدية والتقصيرية بين المدرسة والتلاميذ وأولياءهم من حيث تحقيق النتائج وغيابها في الضرورات ).
إن الالتزامات القائمة على عاتق المدارس لا يمكن حصرها فقط في التعليم حسب برامج معينة بل يدخل في نطاقها أيضا استقبال التلاميذ داخل فضاء جماعي معين ( المدرسة والقسم والمنزل ) والحرص على تربيتهم وفق مناهج مضبوطة وكذلك حراسة الأبناء والاعتناء بهم خصوصا في المستويات الأساسية.
إن حالة الطوارئ المفروضة جعلت الدراسة تتوقف بقرار من الدولة وهو ما يجعلنا أمام قوة قاهرة فرضت على المؤسسات التعليمية عدم القيام بواجبها كما هو مطلوب منها وكما هو متفق عليه .
إن ما سمي بالتعليم عن بعد لا يمكن أن يقوم مقام التعليم الحضوري وهذا بشهادة كل الفاعلين من أساتذة ومسئولين حكوميين وباحثين ومتتبعين للعملية التعليمية والتربوية بأنه يمكن أن يعادل مهام الآباء والأولياء وأن يقوم مقام كل الالتزامات الأخرى كالتربية والاستقبال داخل فضاء المدرسة أو المنزل.
إن غياب المعايير الدقيقة والوسائل التقنية يضع أغلب المؤسسات التعليمية والمنزلية أمام صعوبة إثبات أنها قامت بالتعليم عن بعد ووفق جدول زمني واضح تم إشعار الآباء بمحتواها وتمت موافقتهم عليه.
إن المدارس لا يمكنها التأكد من أن جميع التلاميذ استفادوا من هذه الآلية على قدم المساواة خصوصا لما تتطلبه من شروط كالتوفر على حاسوب أو هاتف ذكي وكذا الربط بشبكة الانترنيت ..
إنه حتى في حالة موافقة بعض الأولياء على هذه الوضعية ورضاهم عن خدمة التعليم والتربية عن بعد في المنزل عن بعد المقدمة من طرف مدارس أبنائهم فإنه يتعين مراجعة المقابل المادي الذي يتعين دفعه نظير هذه الخدمة لأنها لا تعادل ما هو متفق عليه في الظروف العادية . إن إغلاق المدارس وضع على كاهل الأسرية الجزء الهام من الالتزامات المفروضة أساسا على المدارس كالتدريس والحراسة مما تسبب لها في عجز مادي واضح لضرورة تخلي الآباء عن عملهم للجلوس في البيت أو لطلب خدمة أشخاص آخرين للقيام بتلك المهام.
إن المطالبة بالأداء تبدو سابقة لأوانها في الوضع الآني لأنه في حالة تمديد فترة الطوارئ وهو احتمال جد وارد فإن الدولة والوالدين ستكونان مرغمتان على اتخاذ أحد القرارات إما بتمديد الموسم الدراسي إلى العطلة الصيفية لتدارك ما فات من دروس وفي هذه الحالة هل يلزم الآباء بإلزام أبناءهم بولوج المدرسة أم إتمام تدريسهم في المنزل ومن تم أما الرجوع للمدرسة أو التعريض للهذر المدرسي لا قدر الله في هذه الحالات أو الإعلان رسميا بانتهاء الموسم الدراسي دون متابعة الدراسة بالاكتفاء بما قضي منه كما فعلت بعض الدول .
إذن من هذا الباب فالمستقبل لمنزلية التعليم إن عاجلا أم آجلا ، لأنها ضرورة ملحة أمام هذه الإعطاب الأخلاقية التي لم يعتاد عليها الإنسان في حياته وبالتي تمت تعقيده وعزلته وانجلاءه للشخصانية المفرطة ، والدولة ربما استعدت لهذا ولها من النصوص بما لا يكفي ولكن هناك بوادر توحي أن الدعم المنزلي ومدرسة التميز كلها تدفع منزلية التعليم في الصدارة مقابل القاسم المشترك هو الامتحانات والدولة تبقى هي المانحة للشواهد العليمة والدرجات والرتب .
-منزلية الصحة والنظافة الصحية في زمن جائحة خطر الاصابة بعدوى كورونا داء فيروس كوفيد 19.
النظافة تدل على صحة الأجسام وجمالها ونظرتها والعناية الفائقة بها واعتبارها من صميم الأخلاق وذلك لأن أثرها عميق على سلوك النفس وتمكين الإنسان من النهوض بأعباء الحياة وقد بين رسول الله أن الرجل الحريص على نقاوة بدنه ووضاءة وجهه ونظافة أعضائه يبعث على حاله تلك يوم القيامة. والنظافة هي الطهارة والنزاهة والنقاء والبراءة والخلوص من الأدناس والأقذار حسية كانت أو معنوية .
فالحسية مثلا : هي طهارة متعلقة بالبدن والملبس والمكان وهي تتضمن جوانب متعددة بالنسبة للفرد والمجتمع مثل نظافة المكان والملبس والبدن بما في ذلك تنظيف الفم والغسل وإزالة الأقدار والروائح الكريهة وكل ما يتأذى منه الآخرون سواء العبادة أوحال الانفراد أوحال الاجتماع بالآخرين في مختلف الأمكنة .
والمعنوية : هي نزاهة واستقامة متعلقة بالسلوك والأخلاق وفي اصطلاح الفقهاء هي رفع حدث وإزالة نجس وما في معناها أو على صورتهما ، قال الله تعالى : ( ولا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه رجال يحبون أن يتطهروا ، والله يحب المتطهرين) التوبة 108 .
فلا بد وقبل كل صلاة أن يتطهر الإنسان تطهرا تاما والوضوء واغتسال الجسم غسلا جيدا في أحيان كثيرة ، فقد قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم الى الكعبين ، وان كنتم جنبا فاطهروا ، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا مستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ، ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ، ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ) القرآن الكريم سورة المائدة الآية: 6.
وأوصى الإسلام بحسن المنظر قال الله تعالى : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) قرآن كريم سورة الأعراف الآية : 31 .
وقيل : ” إن الله جميل يحب الجمال ” وجاء في إحياء علوم الدين للإمام أحمد الغــزالي رحمــه الله في الجــزء الأول بالصفحة مائة وإحدى عشر في أول كتاب أسرار الطهــارة . قال النبــي( ص ) : ” بُنـي الدِّيــن على النَّظــافة ” وقال : ” الطهور نصف الإيمان ” و ” تنظَّفوا فإن الإسلام نظيف ” .
وقال : ” النظافة تدعو إلى الإيمان ” ولا شك أن النظافة لها تقديرها الكبير في التشريع الإسلامي لأنها من العوامل الأساسية في المحافظة على الصحة التي هي من أكبر نعم الله على الإنسان كما صحَّ في الحديث : ” نِعْمتانِ مغْبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ” رواه البخاري.
وللنظافة مجالات كثيرة ففي النظافة البدن شَرع الوضوء للصلوات الخمس في اليوم والليلة، بما فيه من تعهُّد للأعضاء التي يَكْثُر تعرُّضها للتلوث، وبما فيه من حثٍّ على العناية بالاستنشاق والمضمضة مع استعمال السِّواك وتأكيد استحبابه ، وشَرع الغسل لأسبابه المعيَّنة، ونَدَبَه في مناسبات عدَّة، وبخاصة عند الاجتماع والازدحام، كما في صلاة الجمعة والعيدين، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: ” حقٌّ على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا ، يَغسل فيه رأسه وجسده ” وروى مسلم حديث: ” إنَّ الله جميل يُحب الجمال ونَدَبَ إلى التزيُّن والتعطُّر وحُسن الهِنْدام وتَسْوية الشَّعر وقصِّ الأظافر وإزالة شعر الإبِطَين والعانة وما إلى ذلك من ضروب النظافة.
وشَرع غَسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده، وعدم غَمْسهما في الماء قبل غَسلهما إذا استيقظ من نومه فإنه لا يدري أين باتت يدُه – وبخاصة مَن يَنامون في العَرَاء ويفترشون الرمال بجوار الإبل والحيوانات الأخرى – وحذَّر من النوم قبل غَسل اليدين من أثر الطعام وبخاصة إذا كان فيه دَسَم تَجذِب رائحتُه الهوامَّ والحشرات فتَضرُّه ، وكل ذلك وردت به الأحاديث.
وفي نظافة المَلْبس والمسْكن والشارع والأمكنة العامة يقول سبحانه : ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) القرآن الكريم سورة المدثر، الآية: 4 وباب النجاسات وإزالتها واشتراط طهارة الثوب والمكان في الصلاة واضح ومُفصَّل في كُتُب الفقه.
وفي الحديث : ” أصْلحوا رِحَالَكم ولِبَاسكم حتَّى تَكُونوا فِي النَّاس كأنَّكم شَامَةٌ “أي ظاهر وعلامة في البدن رواه أحمد .
وورد في مسند البزَّار عن النبي (ص) أنه قال: “إنَّ الله طيِّبٌ يُحبُّ الطَّيِّب ، نظيف يحب النظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود ، فنظِّفوا أفْنَاءكم وساحاتِكم ، ولا تَشَبَّهوا باليهود يَجْمعون الأكب في دورهم .
الأكب: الزبالة، وإصلاح الرِّحال أي المساكن عام يشمل كنْسها وتهْويتها وتعريضها للشمس وتطهيرها من الحشرات المُؤْذية وما إلى ذلك ، وحثَّ الإسلامُ على إماطة الأذى عن الطريق وعَدِّها صدَقة كما رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث أن النبي (ص) قال : ” اتَّقوا الملاعن الثلاث ، البُراز على قارعة الطريق ، وموارد المياه ، ومواقع الظل ” رواه ابن ماجه وأبو داود – ونَدَب إلى تغطية أواني الطعام والشراب ، حِفظًا لها من التلوث أو الفساد بما يَنْقُلُه الرِّيح أو الذُّباب مثلًا كَمَا رواه مسلم .
هذه بعض التَّشْريعات التي تدلُّ على عناية الإسلام بالنظافة في كل شيء وليست النظافة في الماديات فقط بل في المعنويات أيضًا من العقائد والأفكار والأقوال والأفعال والضمائر والنيات وما إليها. والذين يُهملون فيها مُخطِئون ، لا نُحِب أن يكونوا كالذين يؤمنون ببعض الكِتَاب ويكفرون ببعض ، ولا نَنْسى في هذا المجال حُرْمة تلويث البيئة بأي ملوِّث حتى بالرائحة الكريهة ( كالدُّخَان والثَّوْم والبَصَل والعَرَق وحتى بالأصوات المُزْعِجة المُقْلِقة للرَّاحة ).
وكل ذلك وَرَدَتْ به الآثار، والمُقصرون مخطئون ، ومن تم أقيمت المراحيض في كل مكان وفي كل مسجد أو دار ووضع أماكن معزولة لقضاء الحاجات في أماكن معزولة حتى لا تنتشر الأمراض والجراثيم والفيروسات والميكروبات ، كما نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن لا يبال في الماء الراكد ، والكلام في هذا كثير (انظر لاحقا البند المتعلق بالوقاية الصحية على وجه العموم ).
تعريف فيروس كورونا كوفيد رقم: 19 .
أصل فيروسات كورونا من فصيلة كبيرة ومتعددة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان ، وتصيبه في جهازه التنفسي وتزداد خطورته مع نزلات البرد الشائعة كالذي يتواجد بدول أوروبا وأخطره عندما يتلازم كورونا فيروس الشرق الأوسط التنفسي الحاد ( السارس ) أو المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة ويوجد إلى حدود اليوم ارتباط جيني حقيقي بين فيروس كورونا كوفيد رقم : 19 المسبب لمرض كوفيد 19 والفيروس المسبب وهو مرض معدي اندلع بين صيف وخريف سنة 2019 بمدينة يوهان الصينية .
كيف يعرف فيروس جائحة كورونا كوفيد 19 :
يتفق كل الباحثين والعلماء والمتخصصين في علوم الفيرولوجية والمكروبيولوجيا والأوبئة الجائحة فيروس جائحة كورونا كوفيد 19 على خصائص ثلاثة كما يلي :
الخاصية الأولى : خاصية سريرية وهي وجود مرض أو عدة أمراض انتهازية .
الخاصية الثانية : خاصية فيزيولوجية وهي عزل الفيروس أو عزل أجسام مضادة له في الدم أو كلاهما معا .
الخاصية الثالثة : خاصية بيولوجية عبارة عن انخفاض عدد الخلايا اللمفاوية
سبب عدوى جائحة فيروس كورونا كوفيد رقم: 19 .
هو من أصل فصيلة كبيرة ومتعددة من فيروسات كورونا كوفيد رقم 19 تلحق الإنسان والحيوان ، وسبب تسميته ونشأته كالتالي : كوفيد 19 هو مشتق من : ( كو – CO ) أول حرفين من كلمة : ( كورونا – CORONA ) و ( VI ) أول حرفين من كلمة VIRUS و D أول حرفين من كلمة مرض بالنجليزية DIESEASE و19 قيل لعام ظهوره لكن الحقيقة ليس كذلك فهو حسب الترتيب العلمي الباث والترقيم الدولي كسائر أنواع الفيروسات التي ورد فيها تقرير منظمة اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة .
كما يجب التنبيه إلى ضرورة التمييز بين عبارتين مختلفتين هما :
العبارة الأولى : تعني أن الشخص عنده عدوى بالفيروس كوفيد 19 أي حامل للفيروس ولا يعني هذا أنه مريض بكورونا كوفيد 19 وإن كان أنه سيكون من ضحايا هذا الفيروس بعد أيام من حمله إذا لم يعالج بشكل تام .
العبارة الثانية : هي أن حامل للفيروس هو مصاب ومريض ، وعنده الأعراض التي يتميز بها داء كورونا كوفيد 19 العالمي .
إن هذه الجائحة لعدوى كورونا كوفيد 19 تصيب الإنسان في جهازه التنفسي والهضمي العلوي للثدييات وتحدث أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا أثناء الإصابة وأن الفيروسين سارس وميرس كوف استطاعا إصابة مجرى التنفس العلوي والسفلي والتسبب في أمراض تنفسية شديدة ومضاعفات أخرى لدى البشر .وتزداد خطورته مع نزلات البرد الشائعة كالذي يتواجد بدول أوروبا وأخطره عندما يتلازم كورونا فيروس الشرق الأوسط التنفسي الحاد ( السارس ) أو المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة ويوجد إلى حدود اليوم ارتباط جيني حقيقي بين فيروس كورونا كوفيد رقم : 19 المسبب لمرض كورونا كوفيد 19 وهو مرض معدي حير العلماء والباحثين واندلع بشكل درماتيكي بين صيف وخريف سنة 2019 بمدينة يوهان الصينية ومن دون التحكم فيه بحرية أو من دونها لذلك ندعوا الى إنشاء جامعة في الصحة السياحية .
أعراض عدوى جائحة مرض فيروس كورونا كوفيد رقم : 19.
تتسبب في الإرهاق الحاد والسعال الجاف أو السعال اللطيف بمعاناة الأوجاع والآلام أو احتقان الأنف – الرشح – ألم الحلق – الإسهال أو القيء والعياء التام وألم في الحنجرة واجتفاف الفم.
ويصاب البعض بالعدوى دون أن تظهر عليهم أعراض المرض، ويستشفى أربعة من خمسة بدون علاج خاص وقد يهلك العكس في بؤر الجائحة و اثنان من ستة يعانون من صعوبة التنفس وانسداد الحنجرة والقفص الصدري وغالبا ما يكون المستهدف هم المتقدمون في السن وهم الفئة الأكثر تعرضا لهذه الجائحة وكذلك الفئة النشيطة داخل المجتمع والأكثر تلاصقا مع الناس ومشاكل الناس وهموم الناس وكذلك القرابة العائلية والروابط الإنسانية وذوي الأخلاق الحميدة والحميمية والعاطفية أو الذين لا يتبعون حمية غدائية طبيعية خالية من المواد الحافظة أو الكيميائية أو ذوي الضعف المناعي والمصابون بالأمراض المزمنة والذين يتلقون الدواء بدون انتظام أو انتيجة محققة عند الاستعمال كمرضى القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول الثلاثي أو عند الإصابة بخطر مرض السل أو مرض من الأمراض الصدرية والتنفسية كالربو وغيره.
الشروط الوقائية الممكنة من جائحة كورونا فيروس كوفيد 19 :
أولا : القضاء على شروط ظهور الجائحة أو الوباء .
ثانيا : تشجيع البحث العلمي الفيرولوجي والبيولوجي والميكروبيولوجي الطبي والصحي .
ثالــثا : عزل المصابون بأمراض معدية .
رابع : القضاء على مستودعات الفيروسات والجواثيم وعلى دورة حياتها في الطبيعة .
خامسا : الاحتياط من أواني الأكل والشراب .
سادسا : حماية مداخيل الجسم من الفيروسات والجراثيم الممرضة – باطوجين .
سابعا : عزل المناطق الموبوءة .
الوقاية هي أحسن وسيلة ممكنة لحد الساعة الآن من عدوى خطر الإصابة بداء كورونا كوفيد رقم: 19 .والوقاية أفضل من العلاج وتنقسم إلى نوعين :
الوقاية بالتلقيح الحي والموهن والوقاية بالفيروس المقتول العديم الفعالية لتوليد مناعة مختلطة لكن الملاحظة على النوع من الوقاية هو أنه لا يولد مناعة متينة في الخلايا وفي الأجسام المضادة ذات النتيجة الصحيحة .
ومن بين الإشكالات الغريبة في جائحة خطر الاصابة بعدوى فيروس كورونا كوفيد 19 هو أنه لا تظهر على المصاب أعراض الداء حتى تتحقق العدوى والإصابة بفيروس داء كورونا كوفيد رقم : 19 ومن الأفضل أن المريض الذي تظهر عليه أعراض هذه الجائحة والمؤكدة من خلال التحاليل المجربة والفعلية ما بين يوم واحد و14 يوما إلى 15 يوما في أقصى الحالات أو تزيد بخمسة أيام .
لذا يجب الوقاية العامة بتغيير السلوك البشري حتى يتفادى المرء العلاج المكلف بالمبالغ الباهضة ، وهذا يحتاج إلى جودة العنصر البشري المستهدف بالوقائية الصحية لحماية النفس البشرية باحترام السلامة الصحية والغذائية في جميع الأوقات والعناية اللازمة والواجبة عند التعامل مع أكل اللحوم النثنة ومن الأفضل تفاديها لأن جميع الأمراض تتسببها اللحوم الحمراء والنيئة وأعضاء الحيوانات و المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطبوخة .
وتفادي اللقاحات والتحري فيها واختبارها لأنها سبب الأعراض الخطيرة المضادة وتستحسن الوقاية الطبيعية واختيار الأطعمة والأشربة المطبوخة والنظيفة وغسل اليدين بالصابون العادي وتنظيف الجسم واجتناب الأماكن المشكوك فيها والملوثة والابتعاد عن المدخنين ومتعاطي الشيشة وذوي الكحة والسعال والعطس والحساسية .
كما يستحسن استعمال منديل عند العطس أو الكم برفع الكاف، واستعمال الكمامة عند الضرورة على الأنف والفم وأن تكون نقية وطاهرة وخالية من أي تعفن أو تمزق وعند الانتهاء منها وضعها في سلة الأزبال داخل كيس لتفادي كل عدوى ممكنة .
أعراض مرض كورونا كوفيد رقم : 19.
تتسبب في الإرهاق والسعال الجاف أو السعال اللطيف بمعاناة الأوجاع والآلام أو احتقان الأنف – الرشح – ألم الحلق – الإسهال أو القيء والعياء التام وألم في الحنجرة واجتفاف الفم.
ويصاب البعض بالعدوى دون أن تظهر عليهم أعراض المرض، ويستشفى أربعة من خمسة بدون علاج خاص وقد يهلك العكس في بؤر الجائحة و اثنان من ستة يعانون من صعوبة التنفس وانسداد الحنجرة والقفص الصدري وغالبا ما يكون المستهدف هم المتقدمون في السن وهم الفئة الأكثر تعرضا لهذه الجائحة وكذلك الفئة النشيطة داخل المجتمع والأكثر تلاصقا مع الناس ومشاكل الناس وهموم الناس وكذلك القرابة العائلية والروابط الإنسانية وذوي الأخلاق الحميدة والحميمية والعاطفية أو الذين لا يتبعون حمية غدائية طبيعية خالية من المواد الحافظة أو الكيميائية أو ذوي الضعف المناعي والمصابون بالأمراض المزمنة والذين يتلقون الدواء بدون انتظام أو انتيجة محققة عند الاستعمال كمرضى القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول الثلاثي أو عند الإصابة بخطر مرض السل أو مرض من الأمراض الصدرية والتنفسية كالربو وغيره.
عدوى فيروس كورونا كوفيد رقم : 19 إلى الإنسان السليم :
إن خطر الإصابة بداء فيروس كورونا كوفيد 19 تكون عن طريق اللمس الفعلي والمباشر والقريب من الإنسان المريض المصاب بعدوى فيروس كورونا كوفيد رقم 19 إلى الإنسان السليم ، وقد ينقل عن طريق الهواء الملوث والعطس والكحة والأشياء المتعفنة والحاملة للفيروس في محيط بؤرة العدوى عبر أواني الأكل والشراب واللمس والسعال والعطس والجنس وعن طريق الجنس والفم والملابس المتعفنة والمتسخة والسيجارة واليدين والمصافحة .
إنها جائحة أدهشت العالم بغزوها أهم المناطق في العالم فأصبحت تمس المجتمع الدولي بنوع من الذعر والخوف ويزيد الأمر كذلك إذا لم يتم احتواءه لا قدر الله .
أحكام الإسلام والفقه والقانون من عدوى فيروس داء كورونا كوفيد رقم 19 .
إن الوقاية تبقى هي السبيل الوحيد للخروج من هذه المعضلة الخطيرة التي تضرب البشرية في الصميم ،وعدم تعريضها للهلاك ، كما يجب تقوية الايمان بالله تعالى ، وهو القائل في محكم كتابه : ( ولا تقتلوا أنفسكم ، إن الله كان بكم رحيما ..) سورة النساء الآية : 29 .
وقال رسول الله : ” أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني ” . وقال الله تعالى : ( ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء ) وهذا هو عند الغالب من أصحاب الولاية الصوفية والصبر على البلاء والغوت الرباني ، كما قال سيدنا أيوب لما أصابه الضر قال : ” ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ” وقال الحق سبحانه : ( واستجبنا له ….) إلا أن البعض في الغرب لا يثقون في حقيقة الوجود …وفي كتاب الطب ورد عن رسول الله أنه أباح التداوي ، وقال للرجلين : ” أيكما أطب ؟ فقال : أو في الطب خير يا رسول الله ؟ فقال : أنزل الدواء الذي انزل الأدواء ” ومن تم فلا معنى لمن أنكر ذلك .
وقال جل جلاله : ( ….ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ……) المائدة ، الآية : 92و93. وعن أبي هريرة (ض) فال : قال رسول الله (ص) : ” لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر – وفر من المجذوم كما تفر من الأسد “.
وعن عائشة أنها قال : ” أن امرأة سألتها أكاد رسول الله يقول في المجدومين : فروا منهم فراركم من الأسد ؟ فقالت عائشة كلا والله ولكنه قال : لا عدوى فمن أعدى الأول “.
إن العالم اليوم مدعوا للوقوف وقفة واحدة مع الذات ومراجعتها وتقنين كل العلوم البيولوجية والميكربيولوجية والفيرولوجية البشرية والحيوانية ووضع حد لصناعة الأمراض والأوبئة ووضع حد لانتشارها ، وقال سبحانه عز من قائل : ( يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شدادا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون …) سورة التحريم ، الآية :6 . وقال سبحانه : ( أوفوا بالعهود ..) .
وقال تعالى : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله …) .وفي الترميدي ، قال رسول الله : ” من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها “.
وفي رواية أخرى قال رسول الله : ” من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها “.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله :” لو التزمنا من أن لا نحكم بحكم حتى لا نجد نصا لتعطلت الشريعة أي الطريقة ، فإن النصوص قليلة وإنما هي الظواهر والعموميات والأقليات ” ومن السخف أن يتصور احد أن الشارع الحكيم عندما حرم أكل بعض اللحوم فإنه لم يهمل ما هو أكثر ضراوة وأعظم فتكا ، فلعله التحريم والمنع لا يهتم بالأسماء والمصادرة وإنما يهتم بالتشخيص العلمي للأشربة والأطعمة والعقاقير ، فما ثبت إضراره للجسد فهو محرم بنص صريح ، أما القول بأنه لا يوجد نص في القرآن الكريم لعلة التحريم فهو سخف ما بعده سخف . فقال الله تعالى:( يسألونك ماذا أحل لهم ، قل أحل لكم الطيبات )المائدة ،الآية: 4.
وقال الله سبحانه : ( اليوم أحل لكم الطيبات …) سورة المائدة ، الآية : 5. وقال سبحانه : ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث …) سورة الأعراف ،الآية : 157.
ومعناه أن كل شيء تخبث به النفس فهو خبيث كالأطعمة التي تستخبثها النفس كالأطعمة الكيماوية والمسرطنة والتي تقلل المناعة وغيرها وكل ذلك يعتبر من الخبائث لكثرة ضررها الحقيقي على الجسم البشري . وقال عز من قائل : ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا …) النساء ، الآية : 71.
والثبة : هي العصبة أي اصمدوا بقوة كلكم جميعا. ويقول الحق سبحانه : ( ولا تقتلوا أنفسكم ، إن الله كان بكم رحيما …) سورة النساء، الآية : 29. صدق الله العظيم ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الدواء ثلاثة : ملعقة من عسل وقطرة من ماء وكي ” والعلاج في مجمله لا يخرج عن هذا الثلاثي والنطاق واسع وحكيم ، والله أعلم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .