متي يأذن الله بإطلاق سراح المساجد.. فقد فاضت قلوبنا إليها شوقا وحنينا..

بدأية نثمن جهود الدول العربية في مكافحة هذا الوباء، والاحتياطات الوقائية التي تم اتخاذها. كما لا يفوتنا أن نثمن دور هيئات كبار العلماء لتطبيقهم قاعده دفع الضرر مقدم علي جلب المنفعة … وأن غاية الشريعة ومقاصدها الحفاظ على النفس البشرية. فجاء اغلاق المساجد في كافة الانحاء إعلاء لهذه المبادئ السامية وحفاظا علي أرواح الناس كافة في مشارق الأرض ومغاربها..
ونحن نعلم جميعا أن المساجد بيوت الله في الارض وأنها الأماكن التي أعدت للعبادة والطاعة . أذن الله بإنشائها وأعدها للقائمين والراكعين والساجدين والمعتكفين والمؤدين لفرائضه التي أفترضها عليهم . فهي أماكن تطهرت فطهرت أبداننا وقلوبنا فأصبحت واحة الدواء والشفاء طب للقلوب والأرواح…
فهي المحراب الذي تنطلق منه ألسنة المناجيين لربهم
هي المنابر التي ينطلق منها الدعاء الذي به يرد القضاء ويرفع منه الى الله الرجاء.
هي الأمان للاجساد والأرواح وواحة الأمن والسكينة وجنة النعيم . من دخلها كان أمنا من كل شيء…..
فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نكرم ضيوفنا ووصانا علي لسان رسوله وصفيه من خلقه سيدنا محمد صل الله عليه وسلم. بإكرام الضيف وجعله من ركائز الايمان…
فما بالنا إذا ما كنا نحن ضيوف الرحمن في بيته. . أي كرم سيكرمنا به وهو الكريم وأي منزلة ينزلنا بها وهو خير المنزلين….
فجل وعلى سبحان وتعالي أن يأذن ضيوفه ولو كانوا من أهل الإساءة . فهو من يتلقي عبده بالعفو والإحسان وينعم عليه بالغفران…
أحبابي
كما تيقنا جميعا أن هذا الفيروس (( كورونا)) ماهو إلا جند من جنود الله..
وقد خرج إلينا بإذن من الله وبأمر كن فكان لنا وباء يصيب به من يشاء.
فسار مأمورا من قبل المولى سبحانه وتعالى مكلفا ومسيرا بخط سير حدده له خالقه . مأمورا بأمره يعرف جيداً من المأذون له بإصابته ..
وللمتبحث والمتفحص في أحوال الناس أن يدرك أنه لو كان هذا الفيروس يسير إرتجالا وعشوائيا لأصبحت غالبية الشعوب العربية تحت الثري وممن حصد هذا الوباء أرواحهم..
فأنظروا كيف هي الاسواق لازالت مكتظة بالناس والزحام الشديد بالمواصلات العامة والمصالح الحكومية والشوارع والطرقات . والقرى والمدن على هذا الحال من الزحام الرهيب وكأن شئ لم يكن وكأنه لا وباء قد أنتشر . ولولا عناية الله وحفظه لصارت بلادنا في كارثة من الكوارث التي ألمت بالدول العظمى والمتقدمة والشعوب الواعية ..
ولأننا والحمد لله إلى الآن لسنا في كشوف المقصودين من قبل هذا الوباء فلازالت الغالبية العظمى منا بصحة جيدة وعافيه و نسأل الله أن يديمها علينا جميعا… فهذا يدعونا إلى شكر المولى والاكثار من الحمد له أن لم يأذن لهذا الوباء بالانتشار بيننا وأنه لازال بأمر الابتعاد عنا . فنحن الفقراء والضعفاء الى الغني القوي . لا حيله لنا إلا به.
فهاهي أرقي وأجمل مدن العالم شوارعها خلت من البشر وصمت ضجيجها والناس في منازلهم وبيوتهم متحصنيين
وهي البلاد التي قد بلغت من العلم ما بلغت والتقدم والازدهار والتفوق في الطب والأطباء . ولكن كأن إذن المولى لهذا الوباء لهم بالمرصاد . فأرسله عليهم إذلالا وتبيانا.. وكان لهم نذيرا
فحصد الأرواح فيهم جماعات جماعات لتصل إلى الآلاف بأرقام مرعبة في إحصائها …وكأنهم هم المقصودون به.
لذلك أزعم أننا والحمد لله لازلنا في المعية وفي حصون المولى.
وها قد هلت علينا أيام الرحمة والمغفرة والعتق .. أيام يكثر فيها القيام والتهجد والتضرع إلى الله. أيام يتخللها ليلةن القدر والتي هي خير من ألف شهر.. أفضل وأكرم الليالي علة الله.
لذلك ندعوا الي فتح مساجدنا مع أخذ الحيطة والحذر ومراعاة وسائل السلامة ليستقبلنا الله ضيوفا في بيته . ندعوه فيها ونتضرع إليه بأن يتمم علينا فضله وان يدفع البلاء والوباء عن بلادنا وأن يرفع البلاء عن بلاد العالم أجمعه . وأن يعاملنا بكرمه وجوده .
فتستقر أفئدتنا من شوقها الي بيوت الله في أرضه ولنعمر مساجدنا بلهفة الايمان الصادق والاشتياق إلي إقامة الصلوات وذكر الله فيها . نذرف دموع الندم على ما فرطنا في جنب الله. ولتختلط بدموع الفرح بالعودة الى إعمار مساجدنا ..
وهو الرحيم الكريم لعله في كرمه لضيوفه في بيته ما يرفع بها هذا الوباء والبلاء . فإنه أكرم الاكرمين . وحق عليه إكرام ضيوفه وألا يرد السائلين..
فلنقف على محراب قدسه متضرعيين إليه أن يحفظ البلاد والعباد .
وأنا أدعوا المصليين كافه إن أتيحت لنا العودة الى بيوت الله
أن نتخذ من الحيطو والحذر ما يدل علي هويتنا الاسلامية وثقافة تحضرنا وخوفنا علي الأرواح. فنرتدى الكمامات والقفازات ونعتني بتعقيم أنفسنا ومساجدنا على الدوام كما نتخذ المسافات اللازمة بين الأفراد داخل المساجد وأثناء أداء الفروض. لنكون نموذجا يحتذى به. وعلى قدر من الوعي بخطورة هذا الوباء مساعدين في الحد من إنتشاره . حفظنا الله جميعا وحفظ البشريه جمعاء
فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.. سوره يوسف أية ٦٤
بقلم
موسي حامد موسى السكران
جمهوريه مصر العربية..
16 مايو 2020