زفير من القلب

0

النقطة السوداء؟ يمكننا مناداتها بالجائحة لأنها فعلا دمرت نفسيتي واختلت موازين عقلي مرفقا بوسواس يشعرني ان سواد تلك النقطة يلاحقني ؛بعد مرور ايام معدودات، كان اﻷمر بالنسبة لي شيئ عادي ويمكن التغلب عليه بالقليل من الصبر والثبات رغم كوني لست من نوع الفتياة المبتهجات للخروج دائما .. لم اكن مهتمة باﻷمر كثيرا فابالنسبة لي يوم في آخر اﻷسبوع كان كافيا بالنسبة لي لألتقي مع اصدقائي لشرب فنجان قهوة وتبادل اطراف الحديت قبل هذه الجائحة ..وهذا اﻷمر بحد ذاته كان شيئ يسهل التخلي عنه في ظل هذه اﻷزمة للحفاظ على سلامتنا من هذا الوباء.
فمنذ ذلك اليوم ومنذ بدايته شعرت ان هذا الجحيم سيطول حبله الى اجل غير معلوم .. ربما سني صغير بعض الشيئ ولاكن واحد وعشرون سنة كانت كافية بأن تريني الحياة على طباعها او باﻷحرى ان هنالك مواققف في جيب تلك اﻷخيرة ترينا الجوانب المظلمة لها لنكون أكثر توقعا للمصائب او عرضتا لها … فلمذا سميت حياة اذا؟ فهي بحلوها ومرها تعلمنا كيف نكون اكثر قسوة لمواجهتها والفئز في اﻷخير هو الذي ستكون على وجهه ابتسامة مع لذة انتصار ؛ فرغم ذلك اشعر ان شيئا ما بذاخلي اشتاق لنسمة الهواء النقي ورائحة الورود … اريد ان ارى الشمس من جديد ان تلمس يدي اطراف السماء ، اعلم ان اﻷمر خيالي بالنسبة لكم لكن هل تؤمنون مثلي بأن فقط من القلب يمكنك لمس السماء ..؟دائما ما كان قلبي يزقزق متأملا الخروج من جديد ، وعيناي تدرفان دموع ما يحس به جسدي من خيبات امل ؛دمرت تفكيري واختلست مملكة ربوعي الذي طالما ماكنت اجد فيه كياني وآخد دراعي لأواسي دراعي بنفسي؟
فهكذا انا لا ترضى نفسي ان يواسيها شخص غيرها هل هذا يسمى حبا للذات..؟
لا بل اظن انه اكتفاء هل تعرفون شعور اكتفاء الشخص بنفسه؟ انه لا ينتظر ولن ينتظر يدا تساعده على النهوض او الخروج من هذه القوقعة التي لا تنتهي من التفكير .

ومع آخر رشفة من فننجان قهوتي المختلطة لا استطيع نكران انني اصبحت اشتاق للمدينة التي ضمتني انا وعائلتي الكبيرة منذ 27سنة، واشتقت ايضا لأزقتها الصغيرة؛ ومكان جلوسي مع اصدقائي وجامعتي ايضا .. فعلا رغم صغر هذه زطاتية(مدينة سطات) الى انها اختلقت من صغر مساحتها مكانا كبيرا في قلوبنا ونحن فيها حتى تزول هذه النقطة السوداء من قلبي وقلوب جميع المغاربة والعالم. والمسلمين اجمعين انشاء الله .
لهذا فأنا استنشقت هوائي من غرفتي الصغيرة هذه لأكتب واعطيكم بعضا من زفيري .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.