أعطوني عيونا أبكي بها، فقد جفت مدامعي.
مهما كتبت يبقى كسري موجعا، وحزني عميقا، وأبقى عاجزة أن أفي الرجل حقه، يكفي أننا عرفناه في أعلى درجات الوطنية، وأعلى درجات النقاء والعفة ونظافة اليد ووفرة التضحية والعطاء في سبيل هذا الوطن وهذه الأمة بدون كلل او ملل وعلى كل الأصعدة، يكفينا أنه رجل استثنائي لن يجود الزمان بمثله أبدا يحظى باحترام الجميع، الخصوم قبل الأصدقاء، من الصعب جدا رثاء قامة كبيرة كقامة العظيم التاريخي عبد الرحمان اليوسفي، ليس أمامنا إلا أن نعزي أنفسنا المكلومة ومعنا رفيقة دربه التي كابدت الصعاب وصبرت الى جانبه مؤازرة له في كل المحن، وأسرته الصغيرة والكبيرة ومحبيه وأصدقائه وخصومه وعموم الشعب المغربي في هذا الخطب الجلل والمصاب الأليم. حزننا على رحيله وعزاؤنا بحجم الوطن،
اللهم كما رفعت محبته في قلوبنا، ارفع منزلته في أعلى عليين وتقبله رفقة الشهداء والصالحين وخفف علينا والهمنا الصبر الجميل، ولا نقول إلا مايرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون.