تهيئة جبل حجر بني عيش لجماعة سيدي رضوان بإقليم وزان

0
بقلم : ذ أمين سامي – خبير و إستشاري في التخطيط الإستراتيجي
تعتبر منطقة سيدي رضوان منطقة جبلية بامتياز، وهي جزء من قبيلة بني مستارة. فهذه الأرض الطيبة حباها الله بجمال طبيعي رائع في فصل الربيع وميزها في مكان وسط منطقة تعرف تميز و تنوع في الغطاء النباتي و التضاريسي.
فالساكن و الزائر لمنطقة سيدي رضوان، يعرف انها تتميز باشجار التين و الزيتون و مختلف أشجار الفاكهة، كما تعرف المنطقة تمايز تضاريسي يجمع بين سهول و هضاب و تلال و جبال فهذا الغنى الطبيعي والبيئي الاخاذ بالإضافة إلى الغنى الثقافي الذي تمتاز به المنطقة. من خلال توفرها على أقدم مدرسة من ايام الاستعمار وهي مدرسة علال بن عبد الله الموجودة بقرية الزواقين، هذا إضافة إلى موروث ثقافي قديم يعرف ” بعين الفهامة” وهي عين توجد بقرية الزواقين، إضافة إلى الضريح الموجود بمنطقة سيدي رضوان كل هذه الأمور و غيرها عوامل محفزة لخلق تنمية ترابية مستدامة بالمنطقة.
وفي هذا الإطار، يمكن استثمار جبل حجر بني عيش وجعله فضاء للسياحة والعيش الكريم، ومن خلاله يتم إعادة رد الاعتبار لمركز سيدي رضوان و المناطق المجاورة لها من خلال خلق تنمية محلية مستدامة بالمنطقة.
وفي هذا الإطار، يمكن خلق قطب سياحي بالمنطقة من خلال إنشاء منتجع سياحي ايكولوجي مجالي. حيث سيضم المشروع 3 أقطاب كبرى :
1. قطب الفندقة و الخدمات
2. قطب الرياضة و النقل الايكولوجي
3. قطب الثقافة وتثمين المجال الترابي
1. قطب الفندقة و الخدمات :
يعتبر هذا القطب المحرك الأساسي للمشروع، ويضم تنوع في العرض الفندقي و السياحي، حيث يشمل هذا القطب سكنيات صديقة للبيئة مزودة بالطاقة الشمسية للانارة، كما يمكن خلق مساكن في الجبل بطريقة عصرية وحديثة، هذا بالإضافة إلى دور الضيافة الجبلية.
كما تضم المشروع مقاهي ومطاعم مطلة على منطقة سيدي رضوان تستعمل مواد محلية الصنع في التغذية كما تستعمل منتوجات الصناعة التقليدية المحلية لإبراز الموروث الشعبي و الثقافي بالمنطقة. كما يضم قطب الفندقة و الخدمات مكان لترفيه الأطفال للاستمتاع بوقتهم وخلق فضاء للمتعة والتسلية.
2. قطب الرياضة و النقل الايكولوجي
يعتبر هذا القطب فضاء لعشاق ممارسة الرياضة و تقوية قدراتهم العقلية و البدنية و الاستمتاع بجمال الجبل، وفي هذا الإطار ينقسم قطب الرياضة والنقل الايكولوجي إلى قسمين :
1. قطب الرياضة
يضم قطب الرياضة عدة مشاريع أهمها :
ملاعب للقرب لممارسة الرياضة
مسار للمشي للراغبين في ممارسة رياضة المشي
مسار لركوب الدراجات
مسار للخيالة للراغبين في ممارسة ركوب الخيل
2. قطب النقل الايكولوجي
يعتبر النقل الايكولوجي من الوسائل الحديثة في مجال المحافظة على البيئة و في هذا الإطار يمكن خلق مسار للنقل الايكولوجي يربط بين بحيرة بودروة بوزان و جبل حجر بني عيش بجماعة سيدي رضوان، حيث يمكن اعتماد نقل السياح و الزوار بين المنطقتين باستعمال وسائل نقل صديقة للبيئة تجعل السائح و الزائر يستمتع بجمال الطبيعة.
3. قطب الثقافة وتثمين المجال الترابي
وفي هذا الصدد تزخر منطقة سيدي رضوان بموروث ثقافي ضخم حيث يمكن رد وإعادة الاعتبار لمدرسة علال بن عبد الله بالزواقين باعتبارها أقدم مدرسة في المنطقة من ايام الاستعمار وذلك من خلال إنشاء متحف يوثق لأهم المحطات و الوثائق و المخطوطات.
كما يمكن رد الاعتبار لعين الفهامة بالزواقين أيضا وإعادة بناء العين بمواصفات حديثة من أجل إبراز هذا التنوع الثقافي، وفي هذا الإطار يمكن انشاء تعاونية تثمن هذا الموروث من خلال منتج “ماء الفهامة” يتم بيعه للزائرين و السياح.
كما تزخر المنطقة أيضا بضريح يمكن رد الاعتبار له من خلال إنشاء مهرجان سنوي محلي لإبراز و أحياء هذا الموروث.
وكما نعلم جميعا أن المنتوجات المجالية تلعب دورا مهما في الاقتصاد المحلي وتعزيز التنافسية الترابية و في هذا الإطار يمكن خلق رواق للمنتوجات المجالية والصناعة التقليدية المحلية يبرز مدى تنوع المنتوجات وأيضا فرصة للزوار و السياح لتذوق منتوجات المنطقة وخاصة أن منطقة وزان معروفة بزيت الزيتون و التين ” الشريحة”.
وهناك إضافة مهمة جدا هو أن منطقة سيدي رضوان منطقة مفتوحة على أربع محاور طرقية مهمة وبالتالي فهي منطقة استراتيجية بامتياز :
1. الطريق الرابطة بين سيدي رضوان و وزان
2. الطريق الرابطة بين سيدي رضوان وسد الوحدة عن طريق عين دريج
3. الطريق الرابطة بين سيدي رضوان و شفشاون عن طريق زومي مقريصات
4. الطريق الرابطة بين سيدي رضوان و فاس عن طريق جرف الملحة وسيدي قاسم
إذن كل هذه العوامل ستدعم من المشروع وسترفع من جاذبيته وتعزز تنافسيته على الصعيد الترابي للإقليم.
ونظرا لأن تنمية المنطقة يجب أن تستحضر مختلف القطاعات ومختلف الأصعدة، فلا يمكن الاقتصار على مجال واحد و هو السياحة.
فنظرا لغنى المنطقة بفواكه التين، الرمان، الهندية، إضافة إلى زيت الزيتون، فيمكن خلق وحدات صناعية إنتاجية في مجال الصناعة الغذائية أو وحدات إنتاجية عن طريق التعاونيات.
فهذا سيساعد على تطوير منتوج التعاونيات وتعزيز تنافسيتها في المجال الترابي و سيساعد على خلق منتجات جديدة محلية من أمثال، مربى بمختلف الفواكه، كما يمكن انطلاقا من زيت الزيتون الدخول إلى مجال التجميل من خلال كريمات للحفاظ على البشرة بمستخلصات زيت الزيتون، أو مستحضرات للشعر و التزيين بمستخلصات الزيت، كما يمكن إنتاج اجبان و البان محلية إذا تم تكتلتها في تعاونيات أو وحدات إنتاجية. كما يمكن توفير الشروط الضرورية للاستفادة من مخطط المغرب الأخضر في سلاسل الإنتاج، كما يمكن تطوير مجال الصناعة التقليدية المحلية، حيث تتوفر المنطقة على الحايك الذي يمكن ادماجه في صناعات مختلفة ومتعددة في مجال النسيج و الألبسة وأيضا التجهيزات المنزلية، كما تتوفر على منتوج ” الدرة الزواقية” التي هي صنع محلي ويمكن تطويرها في مجال التجهيزات المنزلية من خلال صنع اغشية للمخدات، كل ما يتعلق بالافرشة و الغطاءات فمقومات الصناعة موجودة واليد العاملة متوفرة ومعطاءة ورخيصة وذات جودة عالية في مجال الصناعة التقليدية المحلية، فلماذا لا يتم استثمارها وخلق تنمية حقيقية مستدامة؟
أن منطقة سيدي رضوان تجمع فيها ما تفرق في غيرها من المناطق :
1. منطقة محورية استراتيجية بامتياز
2. منطقة طبيعية
3. منطقة سياحية
4. منطقة ثقافية وتاريخية
5. منطقة تتوفر فيها عوامل نجاح صناعة غذائية و صناعة النسيج و الألبسة.
6. منطقة تتميز بمجتمع مدني واع و مسؤول
7. منطقة تتميز بشباب مثقف وواعي و حاصل على شهادات جامعية : إجازة، ماستر، طلبة باحثين في الدكتوراه و دكاتره
إذن يجب استثمار هاته المعطيات و الظروف وخلق تنمية حقيقة يكون المواطن هو قلب أساسها ومساهما فيها. وهاته الأخيرة سيكون لها الأثر الإيجابي من عدة جوانب :
1. ارتفاع الدخل الفردي للأفراد و الأسر و تحسن مستوى المعيشة
2. تقليص من حجم البطالة و توفير ظروف شغل ملائمة
3. التقليص من الهدر المدرسي
4. تطوير البنية التحتية و ظهور خدمات جديدة بالمنطقة
5. تطور الاقتصاد المحلي بالمنطقة وبالتالي تدعيم السياحة الجبلية بالإقليم
6. انخفاض ظاهرة الهجرة للمدن وخلق طبقة متوسطة قروية بالوسط القروي
7. انخفاض ظاهرة الإجرام و تعاطي المخدرات
8. إرجاع منسوب الثقة للهيئات المنتخبة و الفاعلين المحليين
9. التقليص من الفوارق الاجتماعية داخل المنطقة بصفة خاصة و داخل الإقليم بصفة عامة
10. التخفيض و التقليص من نسب الفقر و الهشاشة
كل هاته الأمور و غيرها تستدعي وضع رؤية واضحة محددة في الزمن و معبأة للموارد الكافية من أجل تنزيلها على أرض الواقع وهذا لن يتأتى الا بالعمل سويا من خلال 3 فاعلين أساسيين وهم : القطاعات الحكومية و المنتخب كطرف اول و الفاعل الاقتصادي كطرف ثان و الفاعل المدني كطرف ثالث فعملهم هو عمل تكاملي بامتياز.
أن نجاح تنمية المنطقة يكمن في نجاح الفريق الذي يقود و يشرف على تنزيل التنمية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.