الرفع التدريجي للحجرالصحي في المغرب والنجاح في كبح جماح انتشارالوباء
فاطمة سهلي طنجة المغرب
في الوقت الذي لازال فيه الوباء ينتشرفي العالم بوتيرة سريعة ومستمرة في كل انحاء العالم ، دخلت عمليات مكافحة الوباء في المغرب مرحلة حاسمة استطاع فيها المغاربة الصمود بكل ثقة أمام هذا الاختبار الذي جلبه هذا الوباء بالتضامن والتعاون بين كل مكوناته وتمكنوا بفضل هذا الاتحاد من كبح جماحه واستطاعوا تبديد الغيوم السوداء التي جلبها بانتشاره وجعلنا ندرك بشكل لم يسبق له مثيل أنه خصم قوي وخارق ولا يحترم الحدود، ولكنه بالمقابل جعل كل المجتمع موحدا يجمعه مصير مشترك واحد الا وهو الحرص على سلامة البلاد والعباد وتكاثفت الجهود وتجندت في عمل جماعي يدا في يد من اجل مواجهته لحماية أرض المغرب الجميلة .
وتدريجيا تم رفع الحظرالمنزلي على بعض المناطق الخالية من الاصابات والذي اصبح نتيجة ملحة لإعادة السيرالعادي للحياة تفاديا لاية أزمات اجتماعية مع التقيد والامتثال للتعليمات والارشادات التي تصب كلها في خانة واحدة هي الوقاية ومن اهمية الارشادات الوعي الاكيد بان رفع الحظرلا يعني العودة للمخالطة وإقامة الولائم والتجمعات، فالفايروس القاتل مازال موجودا والاصابات لم تتوقف بعد بشكل قطعي رغم تدني نسبة الحالات لذلك لابد من ارتداء الكمامة على الأنف وليس حول العنق واحترام التباعد الاجتماعي وأساليب النظافة حتى لا يعاود الفايروس انتشاره مرة فلابد أن نستفيد من دروس التاريخ ونستوعبها، ففي سنة 1918 ضرب وباء الانفلونزا الإسبانية العالم لمدة عامين، مخلفا 500 مليون مصابا وحوالي 100- 50 مليون وفاة حيث وقعت معظم الوفيات في الموجة الثانية عندما شعر الناس بالامتعاض والضجر حيال إجراءات الحجر الصحي والابتعاد الاجتماعي، قامت الحكومات برفع الحجر لأول مرة لتفادي السخط الشعبي، فابتهج الناس واختلطوا في الشوارع دون أخذ الاحتياطات اللازمة وفي الأسابيع الموالية، وقعت الموجة الثانية، فقتلت عشرات الملايين فالفايروس لم ينته ولم يمت بعد، ولابد من أخذ الاحتياطات اللازمة حتى بعد رفع الحجر، وعدم الخروج إلا للضرورة فمزيدا من الحيطة والحذر، وألا يتسبب رفع الحجر في انتكاسة صحية ووبائية
ومن هنا تواضب القنوات التلفزيونية على نشر المعلومات المتعلقة بالوباء بلا تأجيل، وبموقف منفتح وشفاف ومسؤول، متعاونة مع كل مكونات المجتمع المغربي بشكل وثيق التي تلتزم بالارشادات وتتبع المعلومات عن كيفية الوقاية من الوباء والسيطرة عليه مع نشر خطط التشخيص والعلاج والوقاية والسيطرة على المرض بشكل علني مما لعب دورا مهما في كبح تطورالوباء ووقف انتشاره بشكل كامل الى حين توفراللقاح.
وتجدرالاشارة الى أن فيروس كورونا المستجد هو أكثر فتكًا بعشر مرات من الفيروس المسبب لإنفلونزا إتش1 إن1 التي ظهرت في نهاية مارس 2009 في المكسيك منذ تفشي الوباء
وتراجع الإصابات المحالة للمستشفيات لا يعني انتهاء خطر وباء كورونا الذي حصد الى الان أرواح مايزيد عن 115 ألفًا في العالم.