” وزن كورونا ” بقلم ابراهيم المسيح .

0
pub top

منحنا وباء كورونا فرصة ذهبية للتأمل بعد جري وتسابق وأخد ورد وغياب وحضور فحلت ترسانة كورنونة بدون سابق انذار قوية ومؤثرة وقاتلة فاستفقنا على انحسار صحي التفت حوله العائلة التفافا فولدت لوحات جديدة حتى تواجهت بعض الوجوه وكانها تلتقي لاول مرة. فهل تأملنا المشهد .؟وهل مارسنا التأمل اصلا بسسب او بدونه ! بطبيعة الحال فهي لم تكن يوما حكرا على الفلاسفة.منحتنا كورونا فرصة للتأمل في دواتنا وسلوكاتنا وخروجنا ودخولنا واستراحتنا ونومناو إستيعابنا.
فاستنجدت ربات البيوت باختيار أجود المطابخ والماكولات منقولة عن وسائل التواصل الاجتماعى. و تقنيات اخرى كانت جاهزة في حين فإن الدعوة كانت مطلوبة للإقتصاد بسبب الطوارء والتأمل بغرض الفهم .!
امتلأت السويقة بالزبائن يجوبون الفضاءات طولا وعرضا بكمامات موضوعة تحت الأنف ومجموعة اخرى تتجول بها أو بدونها ورغم عرضها بوفرة فقد اكتفى البعض عرضها على إعناقهم وقد لا ينتبه البعض أن الكمامات تمنع من تعود على تنظيف أنفه في الشارع العام وتحجب عنه روائح لا يصعب استنشاقها لم نتأمل في شكل الكمامة ولا في حجمها ومقبضها ورطوبتها ودورها أيضا .
لم نكن نرى بالعين المجردة الأوساخ المحملة والملتصقة بالخضر والفواكه لسبب بسيط لأننا لم نكن نتأملها .
أوجبت الحياة الكورونية فراغ الشوارع و الأزقة والفضاءات فهل تأملنا في سكون الفراغ وهدوء الليل ونسيم الفجر و نقاء الهواء و أملت هذه الطبيعة أصوات واجمة بفعل غياب شاشات المقاهي، ومنبهات السيارات والدراجات النارية.
لازلت اذكر إلى حدود العام الماضي أن دراجة نارية من الحجم الكبير يمتطيها صاحبها ابتداء من الواحدة صباحا من ليالي رمضان وينطلق بأقصى سرعة وبيده اليمنى يخرج مافي جعبتها من صوت يفوق طاقةطبل الاذن ويهزم أسمنت الأسوار ويصل الى كل بيت وفضاء ولا يستطيع كل انسان منهمك في صلاته او نومه أن يواصل الانسجام بوحدانيته بعد سماع الصوت المدوي كل القاطنين بالشارع والحي التي تمر منه الدراجة يرفعون أكفهم للباري ليقيهم شر السائق ويسترهم من زمهرير سياقته لكنه أشهر انهزامه هذا الموسم فغابت دراجته.
عندما تأمل الفيلسوف ديكارت توصل انه يمكن أن نشكك في كل شيء إلا اننا نشك في حين عندما تأمل سقراط في الفلسفةاطلق تعريفه المشهور “الفلسفةتعلمنا كيف نموت” وتساءل ميلان كونديرا Milan kundera
في روايته ” كائن لا تحتمل خفته”الذي تامل في الخفة والثقل ، فاستنتج أن الخفة لاتكون دائما سلبية بل هي أهم من الثقل و خفة فيروس كورونا ترتب في هذا الباب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.