انا اتنفس اذن انا حي , بقلم فاطمة سهلي طنجة.

0

التنفس هو عبارة عن مجموعة من الأعضاء المسؤولة عن تبادل الغازات المتمثل بأخذ الأوكسجين وطرح ثاني أكسيد الكربون، ويشمل جهاز التنفس في الإنسان كل من الأنف والبلعوم والحنجرة والقصبات الهوائية والشعب الهوائية والرئتين، ولكل من هذه الأعضاء الوظيفة الخاصة التي يقوم بها في عملية التنفس، وتكمن أهمية جهاز التنفس بأنه يوفر الكمية الكافية من الأوكسجين الذي تحتاجه كافة الخلايا للقيام بعملية التنفس الخلوي ، وفي حال حدوث خلل واضطراب في جهاز التنفس، فسيؤدي إلى نقص الأوكسجين الواصل إلى الخلايا، وسيؤثر هذا على جميع خلايا الجسم، وبشكل خاص سيؤثر على خلايا الدماغ ويؤدي إلى موتها. تساهم معظم أجزاء الجهاز التنفسي في عملية توزيع الأكسجين بين خلايا الجسم، لكن تُمثّل الحويصلات الهوائيّة الجزء الرئيس في عملية تبادل الغازات، بالإضافة إلى ذلك تكمن أهميّة هذا الجهاز في تدفئة الهواء وتصفيته وترطيبه وهو في طريقه إلى الرئتين عبر عملية الشهيق، كما يُساهم أيضًا في الحفاظ على الاتّزان الداخلي للجسم. وحدث لو شعرنا لدقائق قليلة بصعوبة التنفس فإننا نصاب بهلع و نصبح على استعداد ان نعطي كل ما لدينا لنستعيد قدرة التنفس بسهولة! عندها نعرف ان قدرتنا على التنفس هي بحد ذاتها مسألة حياة او موت ماذا لو اخذت عشر دقائق يوميا لمدة شهر مثلا تركز فيها فقط على تنفسك تغمض عينيك وتفكر فقط بانفاسك؟ وحين تأخذك افكارك في نزهتها اليومية البائسة التي لا خير فيها ولا رجاء ارجع افكارك الى التركيز على تنفسك. العربي الاصيل سيقول من لديه الوقت ليراقب انفاسه؟ السنا كذلك نستهزء بكل ما من شأنه ان يفصلنا عن همومنا؟ لكني سأسال من يدعي انه لا يملك الوقت ماذا تفعل بوقتك الثمين؟ كم من الاوقات انت غاضب ؟ كم من الساعات تصرفها تعاتب الحياة على ماضيك الكئيب وحظك التعيس وخوفك من غدك الذي لا تراه مشرقاً؟ فلماذا لا تأخذ تلك العشر دقائق لمدة شهر او على الاقل جربها مرة، وبدلا ان تتبع افكارك المتعبة التي تجعلك تعيش حابسا انفاسك عاجزا عن الاستمتاع بالحياة تسري في داخلك، ركز على لذة الشعور بالحياة التي تبدأ من نعمة التنفس ودع شعورك بنعمة التنفس يلغي انشغالك الدائم بأفكار غير نافعة لتركز على حياتك الان واليوم وتبدأ تستخدم كل قدرات عقلك وجسدك لتعمل وتبدع وتشعر بلذة حياتك وقيمة جسدك ومتعة كل فعل تقوم به من منا لم يختبر لحظة فرح عارم ومتعة لا شيء يضاهيها في الحياة بعد تعافيه من وعكة صحية خطيرة او بعد شفائه من مرض او تعرضه لحادث كاد يودي بحياته لكنه استعاد عافيته الكاملة؟ كم هو رائع شعور العودة الى الحياة بعدما كدنا نفقدها! في بداية تعافينا نشعر بلذة الحياة كما لم نشعر بها من قبل. فنحن في قمة السعادة فقط لأننا قادرين ان نتنفس. نشعر بامتنان ومتعة لا شيء يضاهيهما لمجرد اننا نملك حرية الحركة. اسأل اي مريض ماذا يعطي ليستعيد يوما واحد يتنفس فيه بسهولة ويتحرك بحرية! لكننا مجرد ان نتعافى ننسى متعة التنفس ومتعة حرية الحركة، تأخذنا الحياة سريعا في منحدر الواجبات اليومية والهموم المستقبلية. فجأة تعود الذكريات ومخاوف الغد والتوقعات تكبلنا كما سترة حديدية واول ما تفعله بنا هذه الانشغالات الفارغة هي ان تخنق انفاسنا، تطبق على صدورنا احيانا كثيرة تشل قدرتنا على الحراك فننام دون رغبة في القيام لملاقاة الحياة او نجلس بلا رغبة في الحراك، او ندع الايام تمضي يوما تلو الاخر ونحن فقط ننتظر ان يأتي اليوم الذي فيه نقدر ان نعيش. لكن ملئ الحياة هو في الواقع لا شيء الا ان نقدر ان نتنفس بعمق ونشعر بأنفاسنا ونسمح لها ان تملأ رئتينا وان نتحرك ونشعر بايدينا واقدامنا ان نشعر بهبة الجسد التي وهبنا اياها الله وان نشكره .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.