في ظل ماراتون عالمي لإنعاش قطاع السياحة من جديد بعد الانتكاسة الكبيرة التي عرفها بسبب فيروس كورونا، راهن المغرب جازما على السياحة الداخلية مؤكدا على أن تظافر الجهود بين المواطنين وبين مستثمري القطاع هو المخرج الوحيد ، و بأن النهوض باقتصاد المملكة بعد تضرر احد أهم ركائزه مسؤولية جميع مكونات المجتمع.
إلا أن أحدا لم يتوقع بان هذا الرهان سيجر وابلا من الانتقادات، فقد وجد الكثيرون بان الفرصة مواتية جدا كما لم تكن من قبل ، للتعبير عن تذمرهم على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، من سوء الخدمات وغلاء الأسعار مقارنة مع وجهات سياحية أخرى كإسبانيا و تركيا. ناهيك عن اعتبار السائح المغربي دائما اقل أهمية من نظيره الأجنبي.
فكلمة بوبليغة التي انتشرت مؤخرا و التي كما جاءت في احد التعاليق، ما هي الا اسم تطلقه فئة عريضة من مشتغلي القطاع على السائح المغربي مما يعبر بوضوح عن عدم مهنية وعن عدم ترحيب و تقدير للزبون المغربي خاصة ممن لا ينتمون إلى فئة النخبة.
هذا و قد عبر كثيرون عن رغبتهم القوية في الانخراط في عملية إغاثة القطاع، إذا كانت هناك نية صادقة لإعادة الاعتبار للسياح الداخليين، وخاصة من ذوي الدخل المتوسط باعتبارهم فئة مهمة يجب تشجيعها على استهلاك المنتج السياحي من خلال خلق عروض تتناسب مع قدرتهم الشرائية بدل تهميشهم. لأنهم و في كل الاحوال لن يقبلوا اعتبارهم -عجلات احتياطية- للسير بقطاع السياحة نحو الأمام إلى حين تحسن الأوضاع في العالم. لتعود المياه إلى مجاريها ويتم بعدها تصنيفهم من الدرجة الثانية من جديد.
كل هاته الآراء و الانتقادات تدفع بنا إلى التساؤل ما دمنا على مشارف شهر غشت، و الذي يعتبر شهر العطل و الاصطياف بامتياز،
هل ستلقى هاته المطالب المشروعة و الانتقادات أذانا صاغية لتحقيق الهدف المنشود أم لا ؟
فوزية المنعي