هي حالة نفسية يتملّك المريض بها شعور مبالَغ فيه بأهميتهم فضلاً عن حاجة عميقة إلى زيادة الاهتمام والإعجاب، مما يؤدي الى اضطراب في العلاقات، وانعدام التعاطف مع الآخرين. ولكن خلف هذا القناع من الثقة المبالَغ فيها، تكمن ثقة هشة بالنفس .
يسبب اضطراب الشخصية النرجسية مشاكل في عدة مجالات حياتية، مثل العلاقات أو العمل أو المدرسة أو الشؤون المالية. قد يكون أصحاب الشخصيات النرجسية غير سعداء بوجه عام ويصابون بالإحباط عندما لا يُلقى لهم بال أو إعجاب خاص هم يرون أنهم يستحقونه. كذلك يُحتمل ألا يشعروا بالرضا عن علاقاتهم، مما يؤدي الى عدم استمتاع الآخرين بالتواجد حولهم.
والنرجسي الحقيقي هو الشخص المصاب ب اضطراب الشخصية النرجسية. وهي حالة مرتبطة بالصحة العقلية ويمكن تمييز الشخص من خلال الشعور بأنه ذو شأن كبير للغاية ويدكي لديه الشعور بحاجة كبيرة للاهتمام والإعجاب
إن اضطراب الشخصية النرجسية ،هي مثل كل الاضطرابات العقلية الأخرى ومعرفة المعايير التشخيصية الرسمية لاضطراب الشخصية النرجسية لن تسهل عليك اكتشاف الشخص النرجسي، خاصةً عند ارتباطك بصورة عاطفية معه. ومن غير الممكن غالبًا معرفة إذا كان الشخص مصابًا باضطراب الشخصية النرجسية دون اللجوء إلى شخص مختص يعتقد النرجسيون أنهم يستحقون أن يكونوا مع أشخاص مميزين، والأشخاص المميزون هؤلاء هم الوحيدون الذين يستطيعون تقديرهم بصورة كاملة.
يحب النرجسيون التكلم بمبالغة عن إنجازاتهم ومؤهلاتهم. يفعلون هذا لأنهم يعتقدون أنهم أفضل وأذكى من الآخرين، ولأنه يساعدهم على خلق مظهر الشخص الواثق من نفسه
أن النرجسيين يبالغون غالبًا في إنجازاتهم ويزخرفون مواهبهم في هذه القصص للحصول على إعجاب الآخرين. وهم مشغولون للغاية في التحدث عن أنفسهم بدلًا من الاستماع إليك
اسال نفسك: ماذا يحدث عندما تتحدث عن نفسك؟ هل يسألوك أسئلة بخصوص ما تقول؟ هل يظهرون أي رغبة في معرفة أشياء أكثر عنك؟ أم يغيرون الحديث ليصبح حولهم؟
قد يبدو أن النرجسيين يملكون ثقةً عاليةً بالنفس ، ولكنهم في الحقيقة يفتقرون للثقة بالنفس ويحتاجون للكثير من المدح، وإذا لم تعطه لهم سيحاولون التماسه منك ولهذا السبب ينظرون إليك دائما بصورة مستمرة لتخبرهم بمقدار عظمتهم
يستخدم النرجسيون الأشخاص الآخرين الأشخاص الذين يتعاطفون بصورة كبيرة معهم لتغذية ثقتهم بنفسهم ولجعلهم أكثرقوةً. ولكن بسبب قلة ثقتهم بأنفسهم، من الممكن تجاهل غرورهم بسهولة، ما يزيد من حاجتهم للمديح
إن الفرق الرئيسي بين الأشخاص الواثقين من نفسهم وأصحاب اضطراب الشخصية النرجسية هو أن النرجسيين يحتاجون إلى الآخرين لرفعهم، ويفعلون هذا عن طريق تسقيطهم للآخرين. أمر لا يفعلهما الأشخاص الواثقون من أنفسهم
ليس هناك نقاش أو تفاهم مع الشخص النرجسي، لأنهم دائمًا على صواب. لن يعتبروا الخلاف خلافًا، بل سيعتبروه طريقتهم في إعطائك درسًا بخصوص أمر ما
في حين أن إنهاء العلاقة مع الشخص النرجسي هو أفضل حل تجنب النقاشات والمفاوضات. إن الأمر الذي يدفع النرجسي نحو الجنون هو انعدام السيطرة والشجار. كلما قل شجارك معهم، ستقل السلطة التي تعطيها لهم نحوك
عندما تحاول الانفصال عن الشخص النرجسي سيحاول الحفاظ عليك في حياته
وعندما تخبره أنك قد اكتفيت منه، سينتقدك إذا أصريت على إنهاء علاقتك معهم، سيجعلون من أذيتك هدفًا لهم والسبب هو تركك لهم
سيتضرر غرورهم لدرجة تجعلهم يشعرون بالكره والغضب اتجاه أي شخص يحملهم الخطأ. إذ إن كل شيء هو خطأ الآخرين، والانفصال من ضمنها
النتيجة هي انهم سيتكلمون بالسوء عنك للمحافظة على ماء وجههم، أو قد يبدؤون بمواعدة شخص آخر مباشرةً ليشعروك بالغيرة وليشفوا غرورهم
إن أسباب الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية غير مفهومة بصورة جيدة. يُعتقد أن العوامل الجينية والبيولوجية بالإضافة إلى ما يمر به الشخص في بداية حياته تلعب دورًا في تطور هذه الحالة يشكل علاج اضطراب الشخصية النرجسية تحديًا لأن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يملكون قدرًا كبيرًا من العظمة، ما يُصعب عليهم اعترافهم بمشاكلهم
قد لا يريد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية أن يعتقدوا أن هناك شيئًا قد يكون خاطئًا لذلك من المرجح ألا يبحثوا عن العلاج. وإذا بحثوا عن العلاج، فمن المرجح أن يكون لأعراض الاكتئاب أو تعاطى الكحوليات أو المخدرات أو مشكلة نفسية أخرى. ولكن قد تجعل الإهانات الموجهة لاحترام الذات الأمر صعب التقبل والاتباع خلال العلاج.
إذا كنت تلاحظ أن جوانب شخصيتك تتشابه مع اضطراب الشخصية النرجسية أو إذا كنت تشعر بالإرهاق بسبب الحزن، ففكر في اللجوء إلى طبيب موثوق فيه أو مقدم رعاية الصحة النفسية. يمكن أن يساعد حصولك على العلاج الصحيح في جعل حياتك أكثر فائدة ومتعة.
يؤثر اضطراب الشخصية النرجسية على الذكور أكثر من الإناث، وغالبًا ما يبدأ في المراهقين أو في مرحلة مبكرة من سن البلوغ. ضع في اعتبارك أنه على الرغم من أن بعض الأطفال قد تُظهر سمات النرجسية، قد يكون ذلك ببساطة أمرًا نموذجيًا بالنسبة لسنهم ولا يعني أنهم بصدد التعرض لاضطراب الشخصية النرجسية.
على الرغم من أن سبب اضطراب الشخصية النرجسية غير معروف، يعتقد بعض الباحثين أنه في حالات الأطفال الضعفاء حيويًا، قد يكون هناك تأثيرًا لأنماط تربية الأطفال التي تكون مفرطة في الحماية أو الإهمال. قد يلعب علم الوراثة وعلم الأعصاب أيضًا دورًا في تطوير اضطراب الشخصية النرجسية.
فاطمة سهلي _طنجة .