بعد معاناة مع المرض الخبيث ثريا جبران ترحل عن هذا العالم .

يوم الإثنين 24 غشت ، غادرتنا إلى الدار الآخرة الفنانة المغربية ثريا جبران تحت وطأة مرض السرطان اللعين ، بعد أن عانت من مضاعفاته، في الآونة الأخيرة، نقلت إثرها لتلقي العلاج . بمستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمدينة الدار البيضاء فيما تكفل الملك محمد السادس بتكاليف علاجها.
الراحلة ثريا جبران الإنسانة قبل الوزيرة كانت وستظل أحد أهم مفاتيح المسرح والثقافة ببلادنا ، و وقد عبر مسارها الفني الطويل الحافل على ذلك ، نجحت هذه الأيقونة في أداء أدوار فنية ومسرحية فائقة الجودة وأثبتت على خشبة المسرح المغربي والعربي أنها فنانة مغربية قديرة واصيلة بكل ما في الكلمة من معنى .
أحبت ثريا أدوارها وظلت موهوبة وحماسية وهي تنسج مشوارا فنيا حافلا بالجد وبالاجتهاد. التزمت بإخلاص وأحبت الفن والوطن بعزة . فكان الوفاء والآمان عنوانها
حزننا كبير بعد وفاتك ايتها السامقة ، تعازينا الصادقة لأسرتك الصغيرة والكبيرة داخل المغرب وخارجه .
السعدية أو ثريا عاشت طفولتها بين أحضان دار الأطفال المتواجدة بحي عين الشق، نظرا إلى كون والدتها كانت تشتغل في هذا الفضاء، بعد وفاة والدها، قبل أن تصير في رعاية محمد جبران، زوج شقيقتها، الذي صار في فترة من الفترات مسؤولا عن مصحة دار الأطفال.
اسمها السعدية قريطيف و هي وزيرة سابقة لقطاع الثقافة, رأت النور سنة 1952 بدرب السلطان بالدار البيضاء و برزت موهبتها المسرحية على خشبة المسرح البلدي بالدار البيضاء وهي تبلغ عشر سنوات. التحقت بمعهد المسرح الوطني بالرباط سنة 1969 , حيث ارتبطت أعمالها الفنية بالبسطاء حيث برعت في أداء أدوار التعبير عن معاناة المحرومين والمهمشين. و في سنة 1980 قدمت مع الراحل الطيب الصديقي مسرحية “ديوان عبد الرحمن المجذوب” التي تستعيد تراث الشاعر الصوفي المجذوب
و سنة 1984 قدمت مسرحية “أبو نواس” . و شاركت مع الراحل الطيب الصديقي في المسرحية العربية التاريخية “ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ”.
عرفت مسيرة ثريا جبران 1987 منعطفا نوعيا من خلال فرقة “مسرح اليوم” وعملها الأول “حكايات بلا حدود”، التي اقتبسها زوجها المخرج عبد الواحد عوزري من نصوص للشاعر السوري الراحل محمد الماغوط.
لقد تعرضت ثريا في بداية التسعينات لحادث مأساوي بقي عالقا في ذاكرة المسرح الجاد بالمغرب و كانت ضحية اعتداء جسدي لم تفكّ ألغازه قط و استحقت لقب “سيدة المسرح المغربي”. انها حاصلة على وسام الاستحقاق الوطني من المغفور له الحسن الثاني، وعلى وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب من درجة فارس.
لقد ارتبطت فنيا بالكاتب محمد بهجاجي المعروف بمؤلفاته المسرحية الجادة التي شهدت تألقا مع الفنانة ثريا جبران وفرقة “مسرح اليوم”، من خلال “البتول” و”العيطة عليك” و”الجنرال”…
و ارتبطت الراحلة ثريا جبران بتوأمها الروحي عبد الواحد عوزري الذي كان زواجهما زواجا كاثوليكيا، ورفيق دربها في المسرح والحياة
حادث اختطافها لم ينسى، خاصة أنها كانت محسوبة على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض آنذاك، جعلت من مجهولين يحلقون شعرها لمنعها من المشاركة في برنامج حواري على القناة الثانية.
ثريا جبران انتقلت من وسط تصفيقات الجمهور على خشبة المسرح، إلى الجلوس على كرسي وزارة الثقافة، هنا أيضا كان الهاجس الخيري حاضرا في برامجها بإعطاء الأولوية للجانب الاجتماعي للفنانين، من خلال مجموعة من التدابير كقانون الفنان وبطاقة الفنان والتغطية الصحية للمشتغلين في هذا القطاع.
2001 شاركت في العرض المسرحي “أربع ساعات في شاتيلا”، وهي من أنجح عروضها.
2007 تعيينها وزيرة الثقافة كأول وزيرة فنانة في تاريخ المغرب السياسي.
2008 فازت الراحلة بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها الثانية.
2009 : تقليدها وسام العرش من درجة قائد.
2013: تولت الراحلة ثريا جبران إلقاء رسالة احتفالية اليوم العربي للمسرح بقطر.
عزيز باكوش .