بارقة أمل

0

 

أوْمَضتْها سُرعةُ تراجُعِ وزارة التعليم عن التوعـُّد بمتابعةِ مُصوِّرِ قسْمٍ تكدَّس به التلاميذ، ونَدَّ عن احترام المعايير.
تراجعت الوزارة عن الوعيد، وآثرت السهر على تعميم إلزامية التوجيه إلى تخفيف الأقسام واعتماد التفويج، وكأني بها اهتدت بمقولة عمر :”رحم الله امْرَأً أهدى إلي عيوبي”
فهل يكون ذلك إيذاناً بتحوُّلٍ في التعامل مع شعب يئن تحت ضغط العديد من الإكراهات؟ ويواجه الكثير من التحديات والصعوبات؟
لن تُفلح أمَّةٌ في رأب صدعها، وتجاوز تخلفها، ما لم تُفعِّل شعارات الحكامة والديمقراطية التشاركية على أرض الواقع !
ساعتها ستسيرُ على طريق التفاعل البنًّاء، ولن تعود إلى حجب عين الشمس بالغربال.
فالخصاصُ بَيِّن، والمشاكلُ عالقة، وخيرُ سبيل لمواجهتها تشخيصُها وتلمُّسُ الحلول والبدائل لها، لا مُداراتُها، وكَفُّ ألسنةٍ الناس وأقلامِهم عن الكشْف عنها.
فقط ينبغي أن يُباشَرَ ذلك من غير قَدْحٍ ولا تجْريح، فيلتزم النزاهة في التشخيص، والموضوعية في طرْح البديل.
وعندها سيرتقي التعاملُ إلى مستوى: “لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها منكم”
وتظل الممارسة الشفافة والنقدُ البناء عِمادَ كل تقدم وارتقاء
فعسى أن تكون الجائحة فرصة لمراجعة الذات، وتصحيح الكثير من الممارسات، فينصرف الاهتمام إلى رأب الصدع، بتوفير المتطلبات، وتلبية الحاجيات.
وعسى أن يتحقق التحول من مجتمع الشعارات والتطمينات إلى مجتمع الإنجازات التي تسير في خط تصاعدي لمعالجة الاختلالات، ومراكمة المكاسب في كل المجالات.

عبد الحي الرايس .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.