فاطمة سهلي طنجة المغرب
تعتمد الاستراتيجية الدبلوماسية والتنموية الجديدة الى تعزيزالتاكيد على سيادة المغرب على الإقليم الصحراوية ، مما سيقوي طرحه للحكم الذاتي في الصحراء المغربية وافتتاح العديد من القنصليات الافريقية والعربية بالصحراء المغربية ماهي الا إقرار بسيادتها على هذه الإقاليم بحسب القانون الدولي، خاصة اتفاقية جنيف 1963
وخلال افتتاح قنصليتي زامبيا ومملكة إسواتيني بمدينة العيون ”كبرى مدن الإقليم”، اصبح ”عدد القنصليات بالصحراء 15 قنصلية، 8 منها بالعيون و7 بالداخلة ”جنوب الإقليم”
وكل مناطق القارة الإفريقية ممثلة بالصحراء من خلال 6 دول من غرب القارة، و5 من وسطها، إضافة إلى 3 دول من جنوب القارة ودولة من شرق إفريقيا
بوركينا فاسو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية افتتحت قنصليات تابعة لها بالداخلة، جنوبي الإقليم
وارتفع عدد القنصليات إلى 7 في الداخلة، بعد غامبيا، غينيا، جيبوتي وليبيريا.
كما افتتحت 6 دول إفريقية قنصليات لها في العيون، نهاية 2019 وبداية 2020، عدا زامبيا ومملكة إسواتيني.
والدول الست هي: كوت ديفوار، جزر القمر، الغابون، ساو تومي وبرينسيبي، إفريقيا الوسطى وبوروندي.
وهي مفتاح لتطوير العلاقات الإدارية والاقتصادية والتعاون المتعدد الأطراف مع الدولة المعنية
وفتح 15 قنصلية في الإقليم يعبر بشكل واضح عن إقرار هذه الدول بسيادة المغرب على الصحراء
كما ان سيادة المغرب قانونيا أو إداريا على الصحراء لا تقبل الجدل، ووجود هذه القنصليات هو تأكيد لهذه السيادة .
هناك تغيرا في مواقف عدد من الدول الإفريقية حيال قضية الصحراء، خصوصا بعد عودة بلاده إلى الاتحاد الإفريقي وفتح عدد من القنصليات الإفريقية في الإقليم يتناسب مع القانون الدولي.
وعاد المغرب إلى عضوية الاتحاد في يناير 2017، بعد أن انسحب في 1984 من منظمة الوحدة الإفريقية احتجاجا على عضوية ”البوليساريو” من طرف واحد.
ان قضية الصحراء تعرف الان تغيرا في الممارسة الدبلوماسية، وهو ما سيساهم في حسم الملف على المستوى الإفريقي ومستويات أخرى، خصوصا مع افتتاح الإمارات للقنصلية لها بالعيون .
والإمارات هي أول دولة عربية تُقدم على هذه الخطوة.
إن خطوة الإمارات تبدد عددا من مخاوف بلاده، خصوصا دور الإمارات المتنامي في موريتانيا ومنطقة الساحل، لا سيما في ظل تقارير إعلامية عن اعتزام الإمارات بناء ميناء كبير بمدينة نواذيبو الموريتانية، بعد قرار بلاده فتح ميناء بالداخلة .
الخطوة الإماراتية ستشكل إشارة إلى دول عربية أخرى لفتح قنصليات لها بالصحراء، ومن المتوقع بالفعل أن تفتح دول عربية وغربية قنصليات لها .
الخطوة الإماراتية لها أهمية كبرى ، فأبوظبي تمتلك وزنا استثنائيا بمنطقة الخليج ودوليا، وتشكل محورا أساسيا في التوازن الإقليمي.
ومن المتوقع أن تحذو بقية دول الخليج ودول عربية أخرى حذو الإمارات، وتفتح قنصليات لها، خصوصا أن لهذه الدولة أهمية كبيرة في اتخاذ القرار بمنظمات دولية .
المغرب ينتهج دبلوماسية اقتصادية وسياسية تعتمد على ربط المبادرة الحكم الذاتي بسياق دولي يحتاج للأمن والاستقرار
ان تسارع وتيرة فتح دول إفريقية قنصليات بالصحراء واعتزام الإمارات فتح قنصلية لها يحمل إشارة قوية بأن الدول العربية أيضا يجب أن تفتح قنصليات لها بالصحراء، على غرار الدول الإفريقية يؤكد التجاوب مع مبادرة الحكم الذاتي
كما يبرز الثقة في طرح المغرب وجهوده في تدبير الملف، إضافة لأحقية المغرب بالأقاليم الصحراوية .
تزايد عدد القنصليات بالصحراء يبرز نجاح الدبلوماسية المغربية في التحرك بالدائرة الإفريقية، الذي تعزز بانضمام الرباط إلى الاتحاد الإفريقي ”2017” .
وفتح الإمارات لقنصلية بالصحراء يبرز متانة وقوة العلاقات الثنائية بين البلدين، وستكون انطلاقة لفتح دول أخرى عربية ودولية قنصليات
كما ان فتح الإمارات ودول أخرى لقنصليات بالصحراء يتم وفق القانون الدولي، ويؤكد أن الطرح المغربي لحل النزاع يكتسب دعما دوليا .
المغرب اتبع منذ 2016 استراتيجية سياسية ودبلوماسية واقتصادية وتنموية تعمل على إفهام جيد للقضية
بعد أزمة فيروس كورونا، يوجد توجه دولي لحل النزاعات السياسية بأبعاد اقتصادية وتنموية، وليس بأبعاد سياسية .