فاطمة سهلي طنجة المغرب ”تقرير”
أمام الاستفزازات الخطيرة والغير المقبولة لميليشيات “البوليساريو” في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له“.
فبعد التزام المغرب بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمامه خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري“. وجاءت هذه العملية لوضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن تحركات الانفصاليين
وكان حوالى 200 سائق شاحنة مغربي وجّهوا الأسبوع الماضي نداء استغاثة إلى كلّ من الرباط ونواكشوط، قالوا فيه إنّهم عالقون في معبر الكركارات الواقع بين موريتانيا والصحراء المغربية.
وقال السائقون إنّهم عالقون في الجانب الموريتاني بعدما “منعتهم ميليشيات تابعة لانفصاليين” من عبور منطقة الكركرات أثناء عودتهم عبر الحدود البريّة مع موريتانيا، على مسافة نحو 380 كلم شمال نواكشوط، التي تقع في منطقة عازلة والتي تجري فيها قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دوريات بانتظام.
السلطات المغربية قررت أن تتصرف وفقا صلاحياتها بحكم واجباتها امتثالا كاملا للشرعية الدولية
مشددة ان اعمال وتجاوزات جبهة البوليساريو موثقة.
وما تقوم به الميليشيات الانفصالية يشكل “تهديدا حقيقيا لزعزعة الاستقرار، والتي تغير وضع المنطقة، وتنتهك الاتفاقات العسكرية وتشكل تهديدا حقيقيا لاستدامة وقف إطلاق النار .
واوضحت ان الأعمال الخطيرة للبوليساريو تقوض فرص أي إحياء للعملية السياسية التي يرغب فيها المجتمع الدولي متهمة الانفصاليين بالقيام باعمال خطيرة لا تطاق في هذه المنطقة العازلة، في انتهاك للاتفاقيات العسكرية، في تحد لدعوات النظام التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، وفي انتهاك لقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 2414 والقرار 2440، الذي أمر “البوليساريو” بوضع حد” لهذه الأعمال المزعزعة للاستقرار
المملكة ابلغت بانتظام وبشكل فوري الأمين العام للأمم المتحدة وكبار مسؤولي الأمم المتحدة بالتطورات الخطيرة ، وبعثة “المينورسو” كانت شاهدة على كل هذه الخروقات والمغرب منح “كل الوقت اللازم للمساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة ولبعثة المينورسو، من أجل إقناع “البوليساريو” بوقف أعمالها المزعزعة للاستقرار ومغادرة المنطقة العازلة في الكركرات
ولكن النداءات التي وجهتها بعثة الأمم المتحدة في الصحراء والأمين العام للأمم المتحدة لم تلق صدى، فضلاً عن دعوات العديد من أعضاء مجلس الأمن.
كما أوضحت قيادة القوات المسلحة المغربية في وقت لاحق أنها “أقامت ليل الخميس الجمعة حزاما أمنيا من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة” في الكركرات.
وفي بيان نقلته وكالة الأنباء المغربية على أن العملية “ليست لها نوايا عدوانية”، و”تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي“.
وذكر بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن “نحو ستين شخصا مؤطرين من قبل ميليشيات مسلحة “للبوليساريو” قاموا بعرقلة المحور الطرقي العابر للمنطقة العازلة للكركرات التي تربط بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وبمنع الحق في المرور“.
كذلك، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة “لا يتعلق الأمر بعملية هجومية إنما هو تحرك حازم إزاء هذه الأعمال غير المقبولة”، مؤكدا أن عناصر المينورسو الموجودين على الأرض “سجلوا عدم حدوث أي احتكاك مع المدنيين“
الانفصاليون تورطوا في انتهاكات ضد التجار المغاربة عبر الحدود مع موريتانيا
مما دفع الجيش الموريتاني الى تعزيز مواقعه على طول الحدود مع الصحراء المغربية حيث يقول حوالي 200 سائق شاحنة مغربي إنّ انفصاليين صحراويين يمنعونهم من العبور
وتندرج عملية تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود في إطار الأزمة الراهنة، حقّا في حماية ألانفس وفرض الحياد
وما تقوم به جبهة البوليساريو من تخريب الطريق الرابطة بين المراكز الحدودية المغربية والموريتانية، و استفزاز أفراد القوات المسلحة الملكية يعد انتهاكا صارخا للقرارات الخمسة الأخيرة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي.
وقد تمكن المغرب في الاونة الاخيرة من تحقيق انتصارات دبلوماسية دفعت البوليساريو الى عزلة غير مسبوقة وهو ما جعلها في حالة تخبط.
كما افتتحت كل من زامبيا ومملكة إيسواتيني قنصليتين في العيون كبرى مدن الصحراء المغربية وذلك بعد فترة من افتتاح ثلاث قنصليات في مدينة الداخلة لكل من بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو، ليرتفع مجموع الممثليات الدبلوماسية الأجنبية بالمدينتين إلى 15 قنصلية لبلدان إفريقية منذ أواخر العام الماضي.
كما تعهدت الإمارات العربية المتحدة بفتح قنصلية لها في العيون لتكون بذلك اول دولة عربية تقدم على هذه الخطوة.
الانفصاليون سمحوا لموريتانيين بالعبور إلى بلادهم، بهدف استمالة الموقف الموريتاني بعد تضرر اقتصاد نواكشوط وارتفاع أسعار الخضروات بشكل صاروخي جراء إغلاق المعبر لحوالي 20 يوماً.
وسبق أن شهدت الكركرات توتّرات حادة بين بوليساريو والمغرب خصوصاً في مطلع العام 2017.
وتحتجّ جبهة بوليساريو على وجود معبر في هذه المنطقة التي يعتبرها الجانب المغربي حيوية للتبادل التجاري مع إفريقيا جنوب الصحراء. وقرار البوليساريو بغلق الكركارات يعني قطع شريان حيوي بين المغرب والعمق الافريقي وهو قرار ناجم عن حالة من الياس ومحاولة لتاجيج الازمة بعد سحب الكثير من الدول الافريقية اعترافها بما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية. لذلك فالمغرب لن يقف مكتوف الايدي ازاء الفوضي التي احدثتها البوليساريو وقد ينتقل من التحذير الى التحرك العسكري لمواجهة تلك الانتهاكات.
المغرب تمكن من عزل البوليساريو دبلوماسيا بافتتاح عدد من القنصليات الافريقية في العيون
ورفض العاهل المغربي الملك محمد السادس بشدة مساء السبت إقدام جبهة بوليساريو منذ أكثر من أسبوعين على عرقلة حركة النقل بين المغرب وموريتانيا عبر منطقة المعبر الحدودي الكركارات، محذرا الجبهة الانفصالية من استخدام “القوة والحزم“.
وألقى العاهل المغربي كلمة بمناسبة مرور 45 عاما على المسيرة الخضراء التي استعاد فيها المغرب إقليم الصحراء من الاستعمار الإسباني قبل أن تتأسس جبهة البوليساريو في عام 1976 وتطالب بانفصال الإقليم الغني بالثروة السمكية والفوسفات.
وقال الملك محمد السادس “نؤكد رفضنا القاطع، للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة“.
وأظهرت مقاطع مصورة على الانترنت صورا لعناصر من بوليساريو فيما يبدو، وهم يمنعون مرور شاحنات النقل الدولي المحملة بالبضائع والسلع والمواد الاستهلاكية عند معبر الكركارات الحدودي، مما يشل الحركة التجارية بين المغرب ودول أفريقيا جنوب الصحراء بصفة عامة.
ويعتبر النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو من أقدم النزاعات المسلحة في افريقيا وفشلت كل جهود الأمم المتحدة للسلام بين الطرفين لكنها نجحت في وقف إطلاق النار بينهما في العام 1991.
ويقترح المغرب مبادرة الحكم الذاتي للإقليم تحت سيادته، بينما ترفضها جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر مطالبين بالانفصال التام عن المغرب.
وقال العاهل المغربي إن المغرب “سيبقى، إن شاء الله، كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية“.
وأضاف أن المغرب “يؤكد التزامه الصادق، بالتعاون مع معالي الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار احترام قرارات مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل نهائي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي“.
وقال ايضا إن المغرب “سيظل ثابتا في مواقفه. ولن تؤثر عليه الاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى، والتي تعد مجرد هروب إلى الأمام، بعد سقوط أطروحاتها المتجاوزة“.
من جهة ثانية، أكد العاهل المغربي إن عدد الدول التي لا تعترف بالكيان الوهمي بلغ 163 دولة وهو ما يشكل 85 بالمائة من أعضاء منظمة الأمم المتحدة.
وقال ان “الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي ترفض الانسياق وراء نزوعات الأطراف الأخرى“،
والمسيرة الخضراء حدث تاريخي شارك فيه آلاف المغاربة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1975 تلبية لنداء ملكهم الراحل الحسن الثاني تجاه الصحراء بهدف استعادتها من الاستعمار الإسباني.