فاس : عبدالالاه المهدبة
تحتفي جمعية فضاء نقطة الانطلاق بفاس يوم السبت 21 ماي الجاري بداية من الساعة 4 مساء عبر أمسية شعرية و فنية – ثقافية بمقرها الكائن ب : شارع الجيش الملكي زنقة أسامة بن زيد – المدينة الجديدة برائد فن الملحون الفنان و القيدوم الكبير للكلام الموزون بصيغة الجمال والتراث الأضيل سيدي محمد السوسي تكريما له و تقديرا لعطاءاته الفنية المتميزة عبر سنوات طويلة قدم من خلالها خدمات متميزة لتراث الملحون الغنائي ، فضلا عن مساهمته في تطوير إيقاعاته و طقوسه نحو ما هو ملائم للعصر الراهن بشكل يضمن أصالته التقليدية العريقة.
يذكر أن الجمعية تتوفر على مركز للتعليم والتكوين والترفيه، ومن أهم الأنشطة المتداولة داخل هذا المركز، تعليم جميع أنواع الطرز والخياطة، وتزيين المنازل والفضاءات، كما تهتم بالصباغة على الزجاج، والسيراميك، وكذا الطبخ وتعليم كيفية صنع الحلويات ، و بالنسبة إلى الأنشطة التعليمية فيجري تقديم دروس محاربة الأمية، ودروس الدعم والتقوية، بالإضافة تلقين دروس في إعلاميات، وتدريس اللغات ، أما بالنسبة إلى المجالات التثقيفية والترفيهية، فتتوفر الجمعية على فضاءات، خزانة للكتب والمجلات، ومسرح، وأدوات موسيقية، كما تنظم الجمعية معارض و رحلات داخل و خارج الوطن وتنظم عروضا فنية، وعروضا للأزياء وأمسيات شعرية ولقاءات ثقافية وفنية.
كما و أن الجمعية خلال مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة و لدورات متعددة ،كانت تتكلف ببرنامج تنشيط الأطفال والشباب مع عدم إغفالها لعدة أعمال اجتماعية لفائدة الأطفال والشباب في وضعية صعبة وكذلك المسنين.
وللإشارة تضم الجمعية عدة أندية هي نادي الطفل ونادي الشباب، وآخر للمرأة، بالإضافة على ناد لتعليم الشعر ونادي عارضي وعارضات الأزياء ، و نادي المهن الحرفية للطرز و الخياطة العصرية و التقليدية ، فضلا عن نادي للطبخ و الحلويات.
ية للمحتفى به الفنان محمد السوسي :
ولد فنان الملحون محمد السوسي في حومة سيدي عبد الرحمن المليلي، بمدينة فاس سنة 1958، داخل أسرة جد محافظة تنشغل بذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة على الرسول الكريم وقراءة “دلائل الخيرات” للشيخ الجزولي على الطريقة الوزانية.
كان مند طفولته ولوعا بفن الملحون ومحبا لشيوخه الكبار، لاسيما المرحوم الشيخ التهامي الهاروشي الذي كان يستمع إليه ويعجبه صوته وأداؤه، مما جعله يتولع بهذا الفن ويلتحق بالمعهد الموسيقي لمدينة فاس، الذي كان مقره في (دار عديل) في المدينة القديمة.
تتلمذ محمد السوسي في (دار عديل) على أساتذة أكفاء من أقطاب فن الملحون في المغرب في ذلك الوقت، من أمثال إدريس بنجلون (إدريس البصير عازف الكمان) وحميد الغزاوي (عازف السويسن) والهادي السبتي (عازف الكمان) وإدريس الهواري (عازف العود)… وكان هؤلاء من العازفين المهرة والحافظين لأسرار هذا الفن الأصيل؛ كما تتلمذ على كبار أشياخ هذا الفن (من المنشدين) مثل عبد الكريم كنون والحسين بن إدريس والفقيه محمد بلهاشمي…كما تتلمذ خارج المعهد على أشياخ آخرين مثل الحاج أحمد الشافعي والحاج محمد الزناكي وغيرهم…
لمع نجم محمد السوسي في أوساط فن الملحون مند ثمانينات القرن العشرين، كمنشد يتوفر على صوت رنان، وأداء منظم واضح، ومخارج حروف فصيحة، وأداء حسن التعبير ومؤثر في السامعين؛ وكان الوسط الملحوني غنيا بالفنانين الكبار وحافلا بالأصوات الجميلة المحبوبة مثل عبد الكريم كنون والحاج محمد بوزوبع والحسين التولالي والحسين بن إدريس (حسينة) ومحمد بنسعيد ومحمد بوستة وغيرهم.
شارك مند ذلك الوقت في العديد الأنشطة والتظاهرات المحلية والوطنية والدولية.