على إثر القرار الجريء الذي اتخده المغرب بالموازاة مع المبادرة الامريكية الموازنة القاضية باعترافها بسيادة المغرب على كافة ربوع الصحراء المغربية، تعالت أصوات نشاز من جهات وأطياف سياسوية في الداخل والخارج، محاولة خدش صورة المغرب وتلويث سمعته أفريقيا وعربيا، دون أن يكلفون أنفسهم عناء البحث عن الأسباب التي دفعت المغرب لاتخاد هذا القرار الذي سيكون له ما بعده، لانه لم يكن كما يدعي بعض المشككين متسرعا بالقدر الذي كان قرارا واقعيا وبركماتيا املته عليه الأحداث المتسارعة المرتبطة بأشغال اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة من جهة، وحالة الحرب المستنزفة التي فرضت عليه من أعداء الوحدة الترابية المغربية منذ أربعة عقود ونصف، ضحى فيها الشعب المغربي بالغالي والنفيس لصيانة وحدته والدفاع عن أرضه وترابه، لذلك آن الأوان أن يبحث عن سبل أخرى للوصول إلى الهدف المنشود وذلك بتسريع الخطى المؤدية إلى وضع حد نهائي تنجلي فيه الحقيقة وينكشف فيه أنصار السلم والسلام ودعاة الحرب و تمزيق جسم القارة الأفريقية… إن القرار الذي اتخده المغرب هو وباجماع المتتبعين للملف الافريقي والنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية كان قرارا حكيما وواقعيا املته عليه حالة اللاحرب واللاسلم المفروضة عليه من طرف النظام العسكري الجزائري منذ ستينيات القرن الماضي، وهو قرار ليس له علاقة بالتطبيع مع الكيان الاسرائيلي كما يحلو لبعض المتنطعين والمأجورين والأطياف السياسوية التي تحشر انفها في ملف لا تفقه فيه شيئا، بل وتنصب نفسها وصية على المغرب والمغاربة، الذين ليسوا في حاجة لوعضهم وارشادهم في قضايا يتعذر عليهم فهم مرتكزاتها وأسسها لذلك نقول لهؤلاء كفى كفى كفى المغرب في صحراءه وهو ادرى بشعابها وسبل المحافظة عليها والدود عن كل شبر وكل حبة رمل من رمالها.
د. حميد المرزوقي