فاطمة سهلي طنجة المغرب
بالتطرق الى مسألة مغربية الصحراء فاننا لا ننتظر التزكية من أحد فهي مغربية أبا عن جد والتاريخ والوثائق تشهد على ذلك ، ورغم ذلك وافق المغرب على الإستفتاء إحتراما للسلام وأعطى للمغاربة الصحراويين الحق في الحكم الذاتي لكن تحت السيادة الوطنية وهذا الحكم عادل وسليم وقضية أن نتخلى عن صحرائنا لمرتزقة بعضهم مغاربة مغرربهم وبعضهم من دول أخرى إنضموا إليهم، تساندهم الدول المعادية للمغرب ودول أخرى تريد تحقيق مصالحها بالوصول إلى المحيط الأطلسي فهذا أمر غير مقبول نهائيا.ونحن كشعب مغربي مستعد للدفاع عنها بأرواحنا ودمائنا وأبنائنا فكل حبة من رمالها تمثل عزة وسيادة المغرب وسندافع عن كل شبر من وطننا ومن المفروض وكان لزاما على العرب الوقوف بجانب قضيتنا منذ وقت يسير لكن مع الأسف خذلونا كعادتهم كما خذلوا القضية الفلسطينية وهم يعرفون حق المعرفة تاريخ الصحراء المغربية والصحراء ستبقى صحرائنا رغم كيد الكائدين وهي قضيةعريقة في التاريخ وأقدم من أمريكا نفسها لذلك فان اعتراف امريكا لا يعير من الامر شيء لاننا لا نحتاج لإعتراف دولة نحن أقدم منها بل هي من كانت في حاجة للإعتراف بوجودها واسألو التاريخ إذا نسيتم فهو شاهد أن سكان أمريكا أغلبهم أفارقة نظرا لتجارة النخاسة التي كانت سائدة آنذاك وأن السكان الأصليين من الهنود الحمر عانوا الكثير من الظلم والإضطهاد والإباذة
لليهود تاريخ كبير في المغرب يمتد لأكثر من 2500 سنة، لا أحد منا ينسى الدور البطولي الذي لعبه الملك محمد الخامس في حماية اليهود من حكومة “فيشي”، التي تعاونت مع نظام الحكم الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. لقد قال الملك محمد الخامس للنازيين: “لا يوجد يهود في المغرب، هنالك مغاربة فقط، وكلّهم من رعاياي، ولم يتم مس أي يهودي عكس كل الدول التي تم فيها أسر العديد من اليهود ”
أن هذا القرار ليس سابقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، إذ سبق وأن أقيمت العلاقات الدبلوماسية في تسعينيات القرن الماضي إلا أنه بعد أربع سنوات حلت الانتفاضة وعادت القطيعة ” أن هذا القرار المغربي جاء بعد تفكير عميق وفيه مصلحة للكل، سواء بالنسبة للمغرب أو إسرائيل أو فلسطين أو الولايات المتحدة الأمريكية استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، سيفتح الباب على مصراعيه أمام فرص سياسية واقتصادية،الفرص أيضا أمام الأبعاد الثقافية والاجتماعية ذات الصلة بوضع اليهود المغاربة
والتاريخ يتذكر بعض اليهود المغاربة وبكائهم وهم يغادرون أرض الوطن متجهين إلى الصهيون لتعمير المستوطنة. فقد كان حلم هؤلاء هو إحتلال أرض وإستيطانها وتكوين دولة وكانت هناك يد خفية تأمر اليهود وتضغط عليهم للنزوح من جميع أقطار العالم والخروج من جميع البلدان حاملين حقائبهم يربطهم فقط حلم تأسيس دولة مستقلة على حساب أصحاب الأرض الشرعيين بطرق غير شرعية عن طريق القتل والإغتصاب والتشريد والمجازر ونزع الأملاك والطرد والإستحواذ وكل ذلك طبعا بمباركة لوبيات سياسية وإقتصادية سواء أجنبية أو عربية
يزور المغرب سنويا حوالي 50 ألف سائح يهودي من كل أنحاء العالم. في البداية كان الأمر يقتصر على اليهود المغاربة فقط، لكن في السنوات الأخيرة أصبح المغرب وجهة سياحية للكثير من اليهود أيا كانت أصولهم، لأن المغرب بلد مرحب ومتسامح
هذا القرار يبشر بتبادلات اقتصادية مهمة، ومعارف فلاحية وإلكترونية ستعود بالنفع على المغرب والمغاربة
في هذه المرحلة سيستطيع اليهود المغاربة زيارة أسرهم في إسرائيل دون مخاوف، كما سيقوم اليهود بزيارة مقابر أسرهم في عدة مدن مغربية بشكل أريح
وكان اليهود المغاربة الذين كانوا يواجهون صعوبات وعراقيل كثيرة في الماضي بسبب قطع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، لما يقارب عقدين من الزمن
وفيما يحرص اليهود المغاربة على كل الروابط الثقافية والإنسانية التي تذكرهم بوطنهم المغرب، يعاني قسم هام منهم مشاكل التنقل إلى المغرب، وحضور المزارات الدينية والمناسبات المقدسة والاجتماعية
يرتبط اليهود المغاربة أشد الارتباط بالمغرب، حيث تنتشر مراقد اليهود ومزارات أوليائهم، وتعرف باسم “تساديكيم”، لأمثال “ربي عمران بن ديوان” الموجود قرب وزان، و”ربي يهودا الجبلي” المعروف باسم “سيدي بلعباس” المدفون قرب مدينة القصر الكبير
وفي الأماكن المحيطة بهذه الأضرحة، تقام شعائر “الهيلولة” كل عام، ويحج اليهود من كل بقاع العالم إليها، من أجل التيمن بما يعتبرونه صلاحهم وتقواهم وزهدهم الذائع الصيت بين اليهود والمسلمين في بلاد المغرب
ان الظروف التي سبقت استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب كانت تمثل ألما حقيقيا، فمعظم اليهود المغاربة لم يكونوا قادرين على الإتيان كل سنة إلى هذه المزارات والمناسبات الدينية
أن عدد اليهود المغاربة في إسرائيل يصل إلى حوالي 800 ألف شخص، وتدشين خط جوي مباشر بين البلدين سيساهم في زيارات متكررة لهؤلاء اليهود للمغرب
المغرب سيربح خلال السنوات المقبلة بعد هذا القرار المزيد من السياح اليهود القادمين من كل بقاع العالم، كما سيجمع الطرفان علاقات اقتصادية وعسكرية مهمة
أن “مجرد التنقل إلى مناسبات مثل “هيلولة” أو “ميمونة” كان يشكل عذابا حقيقيا، في ظل غياب خطوط جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل، وهو ما يمنع الكثيرين من المجيء لإحياء تلك المناسبات
أن الخط المباشر بين الدار البيضاء وتل أبيب قبل أن تفتحه الطائرات فهو خط تفتح في قلوب جميع اليهود المغاربة
أن “هذا الانفتاح وبالإضافة إلى آثاره على الجوانب السياحية والاقتصادية، لأن اليهود المغاربة فعلا تواقون لخدمة وطنهم المغرب، فإنه أيضا فرصة لحل أزمة إنسانية معقدة”، “مشكلة الحصول على جوازات السفر المغربية الذي كان محاطا بالكثير من التعقيدات في ظل قطع العلاقات، مما يصعب الإجراءات على الكثيرين ويجعل زيارتهم للمغرب في أي وقت أمرا صعبا
يحرص اليهود المغاربة خلال أعراسهم وحفلاتهم على الغناء المغربي، خصوصا فيما يتعلق بالنمط الموسيقي الذي أبدعه الموسيقيون اليهود، والمسمى “الشكوري”، وهو اللون الموسيقي الذي يحرص أيضا المغاربة المسلمون عليه في جميع المناسبات
وشجع هذا التراث الموسيقي المايسترو وقائد الأوركسترا، والموزع الموسيقي في القناة الثانية المغربية، أحمد الشرقاني، إلى إعادة توزيع إحدى عشر أغنية من التراث الموسيقي اليهودي المغربي، لموسيقيين كسليم الهلالي وكوهين بنحاس وألبير سويسة وسامي المغربي
أن هذا التراث كله يثمن الدارجة المغربية، ويعكس التميز المغربي على صعيد التعايش الديني والروحي المغاربة دأبوا منذ زمن بعيد على اقتسام الإبداع الفني، إلى درجة أن اليهود المغاربة كانوا يغنون المدائح النبوية، ولم يميز المغاربة بين بعضهم البعض إلا مسائل الاعتقاد، لكن في إطار الاحترام المتبادل والحرص على التعايش ، جيرانها من اليهود الذين غادروا المغرب في الستينيات
وقال الشاعر والباحث في التراث المغربي نبيل الجاي، إن “اليهود المغاربة يعود لهم الفضل الكبير في حفظ التراث الفني المغربي والثقافة المغربية من الضياع، ففي فترات كثيرة من تاريخ المغرب كثيرا ما كان يتم تحريم الغناء والموسيقى والرقص بسبب هيمنة بعض الأفكار الدينية المتشددة، فكان اليهود بسبب مجتمعاتهم المغلقة يحفظون هذا التراث، وأحيانا كان يسمح لهم بحفظه عند تحريمه على المسلمين في مكان ما
أن الحضارة المغربية كلها مدينة لليهود المغاربة، فكل تراثنا في الصناعة التقليدية من صياغة الحلي والمجوهرات وحياكة الأثواب، وصناعات الخشب والجبص والحدادة، وتجارة العطور والتوابل، وثقافتنا في الطبخ، كل ذلك ساهم اليهود المغاربة إلى حد بعيد في تكوينه هذه الحقائق يعرفها كل المغاربة، وأي مغربي يشعر بفضل اليهود على الثقافة المغربية، ولهذا فالترحيب بهم في بلدهم هو محط إجماع وطني