تازة : عبد السلام انويكًة
تحتفي فاس في علاقة برمزتها العلمية والانسانية، كما دأبت عليه كعادتها في التفاتة منها لرموز فكر وثقافة وابداع. تحتفي بعلامة من علامات أدب مغربي حديث، وأحد تجارب ومعالم جامعة مغربية. ممن جمع بين بحث علمي لسنوات، وعمل اداري وفعل تواصلي وطنيا ودوليا. د.عبد الرحمن طنكول العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الانسانية ظهر المهراز بفاس، ورئيس جامعة بن طفيل بالقنيطرة. حفل تكريم يقام على شرف هذا العلم والأديب المتفرد، يوم السبت 4 يونيو الجاري ابتداء من التاسعة والنصف صباحا، بقاعة الندوات بفندق زلاغ بفاس. يتوقع أن يكون فسيفسائيا بفقرات نوعية وضيوف، عن الثقافة والبحث والاعلام والفن والفكر والتراث والأدب…احتفاء بنكهة أدبية علمية وأكاديمية، تنظمه فاس المدينة العالمة بإشراف هيئة كانت وراء البادرة عن كلية الآداب سايس فاس وظهر المهراز فاس، تضم ثلة من الباحثين منهم الدكتور محمد بنهاشم والدكتور سمير بوزويتة.
والأديب العميد المحتفى به د.عبد الرحمن طنكول، من مواليد خمسينات القرن الماضي، باحدى قرى أعالي ايناون واقليم تازة. حاصل على دكتوراه الدولة في الأدب العربي، انظم لاتحاد كتاب المغرب قبل حوالي الأربعة عقود/1978. زمن هيبة فكرية وابداعية، عندما كان الاتحاد اتحادا والكتابة كتابة والانتماء انتماء، هذا قبل أن يتحول كل شيء الى ما هو باهت. من اهتمامات المحتفى به كأستاذ باحث، اضافة للسميائيات والنقد الأدبي، هناك الببليوغرافيا والتعبير التشكيلي. له عدة انتاجات فكرية وعلمية منها “الأدب المغربي الحديث”، الذي صدر بداية ثمانينات القرن الماضي. الى جانب ترجمات عدة ومقالات باللغتين العربية والفرنسية، بمجلات وجرائد وطنية ودولية. واضافة لكونه عضوا في مختبرات وفرق بحث، انجزت عدة دراسات على المستوى الوطني والدولي. هو من مؤسسي مركز دراسات اللغات والثقافات المتوسطية، وعضو بهيئات أكاديمية دولية. قبل أن يشغل منصب عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية ظهر مهراز بفاس، ورئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة.
والمحتفى به هو من الأطر الجامعية ذات الخبرة الادارية، التي راهنت على خيار الاصلاحات التي توجهت للجامعة المغربية قبل حوالي العقد ونصف من الزمن. وهو من كان دائما برؤية واضحة حول سبل ربط الجامعة بمحيطها، وعلاقة التكوين بسوق الشغل وبالمعرفة العلمية وبالمقاولة المغربية. وهو كاطار جامعي بتجربة عمل غنية، جمعت بين التكوين والتدبير والتأطير والاشراف. كان دائما بأسئلة موازية حول تماسات مجتمع مغربي واقتصادياته، وحول مسألة الحكامة الجيدة وسبل تدبير موارد كائنة وأسلوب نماء، ومع كل هذا وذاك مشروع مجتمع ودمقرطة حياة. وحول البحث العلمي في فعل الجامعة بالمغرب، كإشكال هاجس كان لا يزال. وعبد الرحمن طنكول الباحث والعميد، كان دائما برؤية في هذا الشأن، تأسست على أهمية توفر شروط عمل شافية. من وسائل انتاج أبحاث ومختبرات وتجهيزات، وشروط تنقل للميدان بعيدا عن المكاتب، ومن مكتبات جامعية مواكبة للمستجدات العلمية في العالم. هذا اضافة لأهمية بناء سياسة بمعالم واضحة، واستراتيجية تنموية لفائدة بحث علمي، من المفيد فيه أن يكون بأولوية وبتقييم وتتبع جاد ومستمر. ومن تحتفي به فاس في ربيع هذه السنة، كان بأسئلة عدة ومتداخلة حول علاقة الثقافي بالاجتماعي، في زمن عولمة وتدفق قيم. وهو من يرى أن الثقافة، توجد بين تاريخ وأقواس تاريخ.
المحتفى به عن الجامعة المغربية واحد من ثلة باحثين متفردين، في الأدب المغربي الحديث، ممن هم برأي وموقف وفكر ومنهج وروح وطنية وقيم انسانية وعلمية. أسهم رفقة عدد من رفاق دربه العلمي، بكلية الآداب والعلوم الانسانية ظهر المهراز بفاس، كمؤسسة جامعية أصيلة. في بناء مدرسة أدبية كان لها فضل، تأطير أفواج من خريجين شباب باحث على امتداد عقود. من خلال ترسيخ تقاليد فعل علمي وفق أسس منهجية حديثة، استهدفت طبع البحث في العلوم الانسانية بمعالم هادفة، وتخليصه من رواسب زمن حماية فرنسية. ما كان فيه وضمنه د.عبد الرحمن طنكول، بدور معبر ومتميز وبروح وطنية وعلمية. وعيا منه بكون المعرفة هي أداة فاعلة في تقدم المجتمعات، وأن العلم من دعائم البلدان ونهضتها. وحفل احتفاء بأديب وعميد كتعبير عن صدق أصيل وروح إخلاص. هو احتفاء بالجامعة المغربية وما أسدته من خدمات لفائدة مغرب ما بعد الاستقلال. وهو من ناحية أخرى اعتراف بما كان عليه هذا الاسم الأدب، من إسهام في البحث والتحفيز عليه، ومن تأطير وتكوين وعون لفائدة الطلبة. بتواضعه المألوف هو باحث تدرج في سلك التكوين والبحث الأدبي، فكان بدور هام في اغناء ذاكرة الأدب المغربي الحديث. من خلال موقع منهجي علمي كخبرة وتجربة، نهل منها عدد من الباحثين على امتداد عقود من الزمن. وحفل فاس لفائدة جامعة فاس ومن خلالها لفائدة الأدب والأديب د.عبد الرحمن طنكول، يتوقع أن تحضره أسماء واسهامات واهتمامات وشهادات، عن الفكر والأدب والثقافة والتاريخ والابداع والفن..عن مدن مغربية عدة بحكم مسار عمل حافل، وعلاقة مشترك وتماس وذاكرة. عن فاس العلمية والانسانية أولا أين التاريخ والحكي والبداية….، وعن مكناس والقنيطرة والرباط وسلا والبيضاء ومراكش ووجدة وطنجة…وعن تازة الأعالي أين الذات التربة المروج والقمم.