تصريح “علي السيباري” المدير الاقليمي للثقافة و الرياضة بتازة في حوار صحفي حول البرنامج الثقافي عن بعد …. اعد الحوار عزيز باكوش.

0

الخط التحديثي الثقافي الذي دأبت عليه  وزارة الثقافة والشباب والرياضة  وتثمين اختياراتها الثقافية القائمة على إستراتيجية واضحة، أمران  جعلا المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الثقافة بتازة، في شخص مديرها عبد العالي السيباري  تضع برنامجا ثقافيا عن بعد، يتضمن أنشطة متنوعة،  انطلاقا من قناعاتها  بأن كل القنوات الممكنة للتواصل، زمن الحجر ، يمكن أن تسهم في ترسيخ الحوار الثقافي والحس النقدي الذي يتقاسم كل القيم المثلى ويضمن للثقافة المكانة اللائقة بها.

v كوفيد19 والعمل الثقافي بتازة أين كيف ومتى؟

مساهمة من المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب –قطاع الثقافة  في جعل الثقافة دائمة منخرطة في الحياة  وفي المشروع المجتمعي مهما كانت الظروف ومهما حلت الأزمات.  كان لزاما عليها  وضع برنامج  أنشطة ثقافية عن بعد من خلال استغلال شبكات الأنترنيت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كجسر بين كل الفعاليات الثقافية والمهتمين وجمهور المدينة  وذلك ، لتجاوز ما يمكن أن تسببه أزمة كوفيد  من انعكاسات اجتماعية ونفسية على الأفراد والجماعات من جهة . وتنشيط  الحراك الثقافي  وإذكاؤه في أجواء الأزمة من جهة ثانية .  لذلك ، تشكلت محاور اهتمام المديرية  من كافة مكونات الحراك الثقافي في المجتمع ، وشمل  المسرح الشعر التشكيل الموسيقى الندوات فكرية اللقاءات الندوات المحاضرات  الثقافة الشعبية الإعلام ، وذلك عبر البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الرسمية للمديرية بتازة . ولا نخفي سرا إذا قلنا أن متتبعينا  خلال هذه الإطلالات الرقمية تدفقوا بالآلاف خلال فترات معينة من البث .

vكيف يمكن أن نجعل من المبادرة تعبيرا حقيقيا عن انخراط الثقافة في مشروعنا المجتمعي.؟

الواقع، أننا لا نريد أن يصادر هذا الوباء حقنا في التعبير والتفكير والإبداع، لا سيما  ونحن نعيش و العالم منذ مارس المنصرم هجمة وبائية شرسة ،اكتسحت كل القارات والدول وجعلت المجتمعات مهددة في أمنها واستقرارها وحتى في حياتها.    ولهذا السبب، ونظرا للظروف الصحية التي فرضت علينا حالة الطوارئ، و لأننا كان لابد من وضع استراتيجية واضحة المعالم . تنطلق من  تصور جديد يتيح إمكانية الانخراط في العمل الثقافي عن بعد ، بكل أشكاله التعبيرية من لدن الفعاليات الثقافية المحلية والوطنية.   ارتأت المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الثقافة بتازة – الوقوف على مميزات المجال الثقافي للإقليم من خلال مقاربة تشاركية  تدمج أغلب الفاعلين في الحقل الثقافي بكل مكوناته ، من فنانين و أساتذة باحثين وأطر تقنية ومهتمين بالشأن الثقافي.  واعتبرنا المحطة مرحلة أساسية من أجل استقراء المشهد الثقافي المحلي من خلال ممتهني العمل الثقافي باختلاف توجهاتهم ومجالات اشتغالهم. وهو اختيار أردنا من خلاله أيضا التوثيق للحركة الثقافية بتازة عبر مراحل وحقب تاريخية  تتميز كل منها بأحداث ووقائع جديرة بأن نستحضرها .  تكريم الرواد وأعلام الثقافة بتازة كان من بين أقوى اهتمامنا ،  وكذا ترسيخ الحوار  ومحاولة مأسسته  رقميا بين الممارس  للعمل الثقافي و بين جمهور تازة.  وبذلك ، تكون مبادرتنا  تعبيرا حقيقيا عن انخراط الثقافة في مشروعنا المجتمعي.

v      كورونا  جعل مدينة تازة في الصورة من خلال فنونها تاريخيا وحاضرا ؟

في هذه النقطة بالذات ، نود أن نوجه تحية عرفان وصمود واعتزاز لكل المرابطين في الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الوباء  وفي مقدمتهم سلطات المحلية بإقليم تازة والطاقم الطبي بكل مكوناته، والقوات العمومية وعمال النظافة. والرحمة والمغفرة لكل من وافته المنية في هذه الظروف العصيبة والشفاء لكل المصابين. نعم لقد تم التركيز في البرنامج الثقافي العام لسنة 2020 على وضع مدينة تازة في الصورة من خلال فنونها تاريخيا وحاضرا ، ليس هذا فحسب، بل أن عملية التوثيق  لهذه الترسانة الغنية من الفنون بمدينة تازة بالصورة والصوت جاءت  من خلال فنانيها ومثقفيها .  وهو ما نراهن عليه كمديرية  في تسهيل عملية الباحثين والمهتمين  والأكاديميين على حد سواء .

v لكن ، كيف نجعل العمل الثقافي عن بعد  ذو معنى وظيفي ودلالة  إجرائية ؟

إن قناعتنا باشراك أغلب الفاعلين  المحليين في المجال الثقافي  والفني والإعلامي بإقليم تازة  نابع من الإيمان بالموروث والغنى الثقافي المشترك رغم المسافات والحدود الجغرافية  .  الأمر الذي  جعل العمل الثقافي عن بعد ،  ذو معنى وظيفي وخلاصات إجرائية . كما أن  الانفتاح على فعاليات ثقافية خارج الإقليم وفي هذا الظرف بالذات ،  و استضافة أسماء وطنية  بارزة في الندوات الفكرية وموائد الشعر  ، وحلقات التواصل الرقمي ، أعطى نفسا كوكبيا  للعمل الثقافي زمن الحجر . لا سيما استضافة   الشاعر  المغربي الكبير محمد  بنيس .و الشاعرة فلورا الإسبانية كضيفة شرف .  لقد رفعنا شعارا يستمد راهنيته وخصوصيته من النهج  الذي سار عليه العالم في تدبير أزماته ، وأطرنا برامج ثقافية عن بعد تحت شعار  “لنجعل بيوتنا فضاءات ثقافية ” اختارت لها نخبة من أجود الكتاب والأدباء والفنانين والأساتذة  وحالفها التوفيق في أداء مهمتها بالتاكيد

v      ما أهم ما ميز السنة الثقافية بتازة في ظل الأزمة الكوفيدية ؟

وتميزت السنة الثقافية 2020  بتنظيم عدة أنشطة ثقافية وفنية نذكر منها على سبيل الحصر ندوة: من أجل جهوية متقدمة تضع الثقافة في صلب التنمية الترابية ندوة: الثقافة والفضاء الرقمي . قراءة في كتاب “الشعر والتشكيل في القصيدة المغربية المعاصرة” ندوة: التراث المعماري بتازة . ندوة: الفن التشكيلي في تازة تجارب ورؤى ندوة: الفنون الشعبية بتازة تجسيد التراث الثقافي .المسرح بتازة أسماء  وتجارب ندوة: المسرح بتازة أسماء وتجارب الكتاب والنشر إصدارات من تازة  استضافة وجوه بارزة  من داخل الوطن وخارجه. وسوف لن نسرد أسماء  النخبة الثقافية  الفاعلة إيجابيا في المرحلة ، من الفاعلين والمؤطرين والباحثين والخبراء والأكاديميين لأن المقال لايسمح. وهنا لا تفوتني الفرصة لأتوجه بالشكر للسيد وزير الثقافة والشباب والرياضة على قراره الحكيم لمبادرة العمل الثقافي عن بعد.وتحية مودة لأطر المديرية والمتعاونين معنا. وتحية لهذا المنبر الإعلامي الوطني الغيور عن الشأن الثقافي بوطننا الحبيب.

عزيز باكوش .

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.