بقلم شيماء الامغاري
انزعي عنك أثوابك المطرزة بالتقاليد الزائفة
و انفضي عنك غبار الماضي المظلم
و تمردي على الأعراف البالية
و اهجري المدينة المحرمة التي جعلت من الحريم سبايا
و من الأطفال عبيدا وتنكري لأطياف الموتى
و كسري جماجمهم
و ثوري على نواميسهم التي لطالما احتكرت النساء تحت سيادة شهريار
و جعلتهم جواري لابن سيد القبيلة
وثوري على من جعلك متاعا ومتعة و شهوة عابرة في سوق البغاء
و سلعة في يد شيخ القبيلة
ثوري على من جردك من قيمك المثلى
و مسح عنك معالم الطهر و النقاء
و زرع في عيونك البريئة بدور الرذيلة و سبل الإغراء
فكيف عيون الرجال تنام بعد أن دنسوا أنوثتك العذبة
فثوري على هذه القيم الواهية فقيمتك يا امرأة ليست الجمال
و الحرير و أنواع العطور و المرايا و سبيكة من ذهب
و لا السكن في قصور الملوك
فأنت يا امرأة لست زهرة في أنية مزركشة
ولوحة مطرزة بخيوط ذهبية
ونسيما عليلا في أنوف الرجال
وفراشا يؤولون إليه في الليل و يهجرونه في النهار
أو سترة يرتدونها في البرد و ينزعونها عند الحر
و لست قواما ممشوقا يفصلون على مقاسه كلاما ملفوفا بالغزل
و لست قطة أليفة و لا لبؤة ولا شيطانا كما يزعمون
أنت يا امرأة أصل من أصول الحضارة
فأعيدي لها مجدها و جزء من التاريخ
فأعيدي كتابة اسطره وعانقي الحرية
كما تعانق الأم رضيعها
و أسبحي في الفضاء كالحمام الزاجل
و اشكري عروس النيل على تضحيتها
و حيي بلقيس على إيمانها
و مريم العذراء على قداستها
فالشمس تنبثق من رحم الوجود و الحياة من رحم امرأة