بعد الانجازات الكبيرة التي حققتها الدبلوماسية المغربية على المستوى الدولي وبالأخص اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس االتعاون الخليجي بسيادة المغرب الكاملة على صحراءه، يظهر أن المرحلة القادمة يجب أن تتجه فيه الديبلوماسية المغربية للعمل على استثمار هذه المكتسبات على مستوى الاتحاد الافريقي، خاصة بعد تعيين سفير لجنوب أفريقيا في المغرب مؤخرا وهو مؤشر جد إيجابي يبشر بعودة الدفء للعلاقات بين المغرب وجنوب أفريقيا، سيما و أن الظروف أصبحت مهيأة أولا: لتجميد عضوية البوليساريو لكونه لامكان له في الاتحاد الافريقي الذي ينبغي ألا يضم إلا الدول ذات سيادة، وهو ما يتطلب تكثيف الجهود والمشاورات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي لتغيير بعض المقتضيات في الميثاق المؤسس للإتحاد، ثم ثانيا: الأمر يتطلب ايضا الانتقال إلى السرعة القصوى والمتمثلة في دعم العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية لأبعد الحدود واعطاءها بعدا عبر قاري “supra continent” يضم القاريتين الأوربية والافريقية وذلك بالعمل على إخراج مشروع الربط القاري بين أوربا وافريقيا إلى أرض الواقع خاصة وأن المشاورات بين المغرب وإنجلترا المتعلقة بهذا المشروع الواعد جد متقدمة. وهذا ليس بعزيز على المغرب لكونه يتمتع بمصداقية كبيرة على المستوى الدولي علاوة على موقعه الجيوستراتيجي الذي يسمح له بأن يلعب هذا الدور ليكسب رهان العمق الإفريقي ورهان العمق الأوربي والاشعاع الدولي. د. حميد المرزوقي