فاطمة سهلي طنجة المغرب
أسوأ من طباع الضباع لايوجد، فالضباع جبانة لا تملك نبل المواجهة، ولا تحترم مبادئ الشراكة لا في الصيد ولا في الأكل، لذا تقتل بعضها وقت الجفاف وتفترس بعضها مع أول تجربة جوع، والضباع طفيلية تقتات على بقايا فرائس الحيوانات الأخرى، والضبع في ذاكرة العرب غدار وجبان ويمتاز بالنذالة وبعض البشريحملون هذه الصفات كما بعض الدول.
في السياسة يعتبر مصطلح تحالف الضباع إشارة إلى هشاشة ذلك التحالف وإمكانية ان تنقلب أطراف التحالف على بعضها في أي لحظة، وهذا ما نعيش تفاصيله اليوم في قصة تحالف ، يستهدف بلدنا المغرب فبعد الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء وافتتاح العديد من الدول قنصلياتهاوالانتصارات التي حققها الابطال المغاربة في الكركارات يواجه المغرب تحديات ومخاطروقصف ممنهج من تصرفات دول جارة متهورة تسلح وتمول تنظيما شاذا في الصحراء المغربية وتستقبل زعيم هذا التنظيم الذي أعلن الحرب على المغرب، وحرب مع لوبيات في واشنطن وبروكسل تمولها الجزائر لضرب وحدة أراضي المغرب واقتصاده، لدينا تنظيم كحماس وآخر كحزب الله يتحرش بأمن المغرب ويكيل له تهم الخيانة والعمالة. انكشف و افتضح امره و تعرت كل اوراقه ، و الجميع يعلم حجم هذه الردة عن طريق انكشاف أدوات اخرى متساقطة انخرطت بنفس الاتجاه لإتباث أن التعاون بين هذه الأطراف يؤكد ان الوجهان هما لعملة واحدة ، و بأن طرف الأول الامر بالصرف يكمل الاخر في مساعي اعطاء انطباع بأن الأعمال المشبوهة المصممة على النهب و السرقة و اغتيال الوطن و الفساد ومحاولة تعكير صفو المياه وتشتيت انتباه الشعوب بمعادات الجيران والدول الناجحة التي تعمل على تطوير ذاتها ما هو الا محاولة فاشلة لاشغال شعوبها عن مطالبهم الاجتماعية
ما قاله رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي عندما دعا إلى تأسيس اتحاد مغاربي جديد بدون المغرب وموريتانيا يعكس درجة السعار الذي أصاب حكام الجزائر
وبهذا انضافت تونس إلى ركاب الدول الفاشلة في الشمال الإفريقي بتاسيسها لاتحاد الدول المغاربية الفاشلة بسبب السياسات العمومية والاختيارات السياسية التي اتخذها الحزب الحاكم، يقودها رئيس حكومة بدون برنامج ولا مشروع غير الكلام المرونق الذي لا يشغل عاطلا ولا يمنح الخبز لجائع ولا يعمل على تلبية احتياجات شعبه
وهذا يدل على ان التغيير الذي جاء به الربيع التونسي كان علفا للصوص المال العام الذين فقروا الشعب التونسي هذا من جهة ومن جبهة اخرى استقبال تبون لزعيم جبهة البوليساريو . فحكام الجزائر بسبب إفلاسهم السياسي والاقتصادي يواجهون صحوة شعبية تدعوهم إلى التنحي، وتشير بأصابع الاتهام للجيش وتسمي الجنرالات المسؤولين عن الأزمة بأسمائهم وتنعتهم بالعصابة. وبما أن الوضع الاجتماعي في الجزائر مقبل على الانفجار فإن حكام قصر المرادية يبحثون بكل الوسائل لاستفزاز المغرب لكي يرد عليهم ويجدوا المبررات الكافية لإعلان حالة الطوارئ في البلد بذريعة أنهم يجب أن يتوحدوا ويؤجلوا خلافاتهم لمواجهة العدو المشترك الذي هو المغرب
لذلك بادر تبون إلى استقبال إبراهيم غالي زعيم البوليساريو استقبالا رسميا كمحاولة يائسة منه لإثارة المغرب
الذي سبق وان صرح بعد عودته من رحلة العلاج بألمانيا بأن الصحراء آخر مستعمرة في إفريقيا، ووصف المغرب بالقوة المحتلة، وهوباستقبالهلزعيم جبهة البوليساريو وضع نفسه في خانة حليفةلقوة معادية لسلامة وأمن المملكة المغربية
هكذا أصبحت الضباع تنتظر الفرص لافتراس بعضها البعضولكننا الشعب المغربي القوي المتماسك بقيادة الملك الحكيم لن يمنعنا تحالف كل عصابات الشر و الضباع من اكمال مسلسل تنمية الدولة المغربية رغم التهديدات ورغم الاغراءات فاعتقادنا بوطنيتنا أكبر من شطحاتاعداء الوطن .