تقع جهة بني ملال خنيفرة وسط المملكة المغربية على مساحة تقدر ب 41033 كيلومتر مربع ،وعدد ساكنتها حسب إحصاء 2014 يقدر ب 2.520.776 نسمة،وتضم خمسة أقاليم : الفقيه بن صالح، أزيلال، بني ملال، خنيفرة وخريبكة ،وتتميز بطابعها الفلاحي والصناعي وبوجود عدة مناطق سياحية مثل أوزود وسد بين الويدان بإقليم أزيلال، وبعين أسردون والقصر ومناطق فلاحة عصرية سقوية ببني ملال والفقيه بن صالح، وكذلك بمنابع أم الربيع ومناطق جبلية غاية في الروعة والجمال بإقليمي خنيفرة وأزيلال وتتميز أولاد عبد الله بوجود ضيعات للرمان، وعموما تتميز منطقة الفقيه بن صالح بوجود أشجار الزيتون بكثرة ، ويمكن تشجيع وتنظيم السياحة العلمية والمنجمية بإقليم خريبكة حيث ينظم سنويا ملتقى السينما الأفريقية، والمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، ملتقى الثقافة العربية ،والمعرض الإقليمي والجهوي للكتاب ،ومهرجان اعبيدات الرما الذي يجب أن يحافظ على صبغته القديمة البعيدة عن الهدف المادي والتي تعرف بالموروث الثقافي لإقليم خريبكة إلخ…
تم بناء مشاريع تنموية كثيرة بمدينة، وإقليم بني ملال برمجت من طرف مجلس جهة بني ملال خنيفرة دون مراعاة أهداف،ومقاصد الجهوية المتقدمة المتمثلة في توزيع المشاريع التنموية بالتساوي بين الأقاليم المكونة لكل جهة، ومنتخبي كل إقليم بالجهة مسؤولين ليدافعوا عن الإقليم الذي ينتمون إليه بقوة مع مراعاة المصلحة العامة ،والحرص على عدم تركيز جل المشاريع في إقليم واحد على حساب بقية الأقاليم لأن لا تمركز المشاريع داخل الجهة الواحدة مطلوب…وسبب إخفاق بعض المنتخبين في مهامهم هو تحملهم لعدة مسؤوليات ومهام في نفس الوقت، وسياسة الأحزاب السياسية التي تقوم على تركيز المسؤوليات عند قلة أثبت الزمن، والواقع أنها فاشلة بامتياز لذلك يجب توسيع المسؤوليات لتشمل كل الأعضاء العاملين داخل الأحزاب السياسية…
يوجد بجهة بني ملال خنيفرة ساكنة نشيطة كبيرة، وتوجد نخبة سياسية ونقابية وجمعوية شابة فقط لم تترك لهم الفرصة ليبدعوا ،وليصنعوا مستقبل وطنهم رفقة باقي الفاعلين الترابيين بالجهة ،وبسبب الإقصاء الذي يطالهم ممن بلغوا من الكبر عتيا نجدهم يعانون بسبب الإقصاء الواقع عليهم…
أمنيتنا أن ينشر مجلس جهة بني ملال خنيفرة حصيلته بسرعة لنرى مدى نجاعة منجزاته ،ونسائله هل راعى عدالة ترابية ومجالية في تنزيل المشاريع التنموية داخل الجهة ككل أم ركزها داخل إقليم واحد ؟؟
تتوفر جهة بني ملال خنيفرة على كتلة بشرية كبيرة ،وتتجاوز نسبة البطالة بها 12.\. ويستثمر بعض المقاولين أموالهم في شراء ضيعات فلاحية وعقارات، ويقوم المهاجرين باستثمار أموالهم في بناء المقاهي، والمخبزات وشراء العقار…. ونسبة المهاجرين إلى الخارج بجهة بني ملال خنيفرة لابأس بها …
لتفعيل أدوار مجلس الجهة في الإنتخابات المقبلة يجب أن يصل إليه أفضل الطاقات، والكفاءات العلمية الشابة الذين أكملوا تعليمهم إلى النهاية القادرين على الإنجاز والعمل المتواصل شريطة أن يكونوا متفرغين ، لذلك فامتناع الساكنة عن التصويت مقابل المال/ القبيلة/ العائلة/ الصداقة سيجعل المتقدمين في عقلياتهم الذين يفكرون بمئات الطرق، وبالالوان يصلون للمسؤولية بأدنى جهد بعد التعريف ببرنامجهم الإنتخابي،ورؤيتهم المستقبلية لإحداث تنمية حقيقية داخل تراب الجهة ككل لأننا مللنا من رؤية نفس الوجوه الطاعنة في السن التي تحتكر المشهد السياسي منذ مدة طويلة فليتركوا الفرصة لغيرهم من باب التداول على المسؤولية…وساكنة جهة بني ملال خنيفرة لا ترغب في رؤية أشخاص تجاوزوا سن 50 في عمرهم في اللوائح الانتخابية…وآن الأوان لتغيير حقيقي يكون فيه تسليم المشاعل للشباب فقط…لأنهم هم من سيصنعون مستقبل المغرب…
جميع أقاليم الجهة تربطها طرق جيدة فقط يستحسن تقوية الشبكة الطرقية بين جميع الجماعات الترابية التابعة للأقاليم الخمسة،ويستحسن أن يكون تأهيل حضري حقيقي لهذه الجماعات الترابية، وتقوية بنياتها التحتية…غير مستساغ افتقاد جماعات ترابية كثيرة(جماعات قروية وحضرية) بالجهة للبنيات التحتية رغم تعاقب عشرات المجالس على تسييرها،والسبب غياب رؤية استراتيجية واضحة عند أعضاء تلك المجالس..ملاحظ غياب دينامية حقيقية بجهة بني ملال خنيفرة..وعندما يحيط مسؤولوا : مجلس الجهة ومجالس الجماعات الترابية بهم الأساتذة الجامعيين والخبراء، والمتخصصين في إعداد التراب وفي الدينامية والتهيئة الحضرية ،والمحترفين ويستشيرون معهم باستمرار ، ويبتعدون عن الهواة،ومحدودي الثقافة ستحدث تنمية حقيقية بالجهة…
كما أنه مطلوب التنافس والتضامن بين الجهات، فكذلك مطلوب نفس الشيء بين الأقاليم المكونة للجهة الواحدة، ولكل إقليم داخل جهة بني ملال خنيفرة موروث ثقافي، ومؤهلات طبيعية وبشريةواقتصادية خاصة، وبتبادل التجارب و الخبرات بين النخبة : السياسية والمفكرة والمثقفة داخل الأقاليم بالجهة ستحدث تنمية حقيقية بالجهة.
الطريق لإفراز منتخبين حقيقيين يشبهون الساكنة في كل شيء يجب أن نحاسب المنتخبين الذين ستنتهي ولايتهم على حصيلتهم -طيلة الولاية- التي هي دون تطلعات ساكنة الأقاليم الخمسة…و ليس جيدا التأخر المتعمد في عدم إخراجها للساكنة، ونسجل ضعف تواصلهم مع المواطنين في البنايات الثقافية…
بقلم : عزيز المومني