في نعي الدكتور باري: خريبكة تخسر أحد “قدّيسيها”

0

في نعي الدكتور باري: خريبكة تخسر أحد “قدّيسيها”

ومثلما يقال: “هناك مهن تسمو بممارسيها، وهناك ممارسون تسمو بهم المهن”. قديسون في كل مجال ليثبتوا للعالم على الدوام أن الخير باقٍ ومستمر، وهم دليل صحة وعافية، وأن هناك بقيّة خير في الناس، لأنهم حملة رسالة. “أنبياء” جددٌ أرسلهم الله لخدمة البشرية، وأصحاب ضمير، لا يملّون ولا يكلّون من العطاء المادي والمعنوي خدمة الناس، بعدما سكنت قلوبهم الرحمة، وزهدوا فيما يغري عادةً، فنذروا أنفسهم لخدمة الإنسان، بلا تمييز.
الدكتور محمد عتيق باري واحد من هؤلاء “القدّسين” الجدد الذين أفنوا حياتهم في خدمة الناس البسطاء منهم والميسورين.
الدكتور باري أحد مشاهير مدينة خريبكة، غيني الأصل، أحب تراب هذا الوطن، وأفنى فيه زهرة شبابه حتى وافته المنية يوم أمس بخريبگة، التي عمل في مشفاها العمومي وفي عيادته الخاصة بكل حب وتفاني وسمو وإخلاص لمهنة الطب.
الدكتور باري أشرف على تطبيبي وتطبيب جميع أخواتي وإخواني، وأشرف قبل سنة تقريبا على تطبيب ابنة أختي، والآلاف من بنات وأبناء خريبكة.
عندما نقول عيادته الخاصة، فنحن نتحدث عن عيادة طبية يقصدها الجميع للاستشفاء، والفقير منهم لا يدفع مقابل الفحص، بل إن الراحل كان حريصا رفقة مساعده “سي بوشتى” على تقديم الدواء مجانا للأسر الخريبگية المستحقّة.
عندما قرأت نعيه هذا الصباح اتصلت بالوالد، أطال الله عمره، للتأكد من الخبر، فرد علي متأثرا: “الله أكبر، كان مريضا. الله أكبر”، واسترسل في ذكر مناقب الفقيد، دون أن ينسى زوجته الدكتورة لطيفة باري بالقول: “الله يعمرها دار كاتداوي الناس، وكاتعطي الدوا للدراوش فابور”.
هؤلاء “قدّسيون” بيننا، رغم “غزو” الرعاع مهنا دوما كانت نبيلة.
رحم الله الدكتور باري، وألهم أسرته الصغيرة الصبر والسلوان، وخالص العزاء لمدينة خريبگة. إنا لله وإنا إليه راجعون

بقلم : يوسف جاجيلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.