عن عمر يناهز 79عاما انتقل إلى عفو الله الفيلسوف و المفكر و المثقف الكبير محمد سبيلا خلال الأسبوع الماضي، بسبب كوفيد 19 الخبيث.
و تعد هذه الوفاة خسارة كبيرة للحقل العلمي و الفلسفي المغربي و العربي، لأن الراحل كان غزير الإنتاج و العطاء في ميدان الحداثة و ما بعدها، كما ساهم في النهوض العلمي الوطني، و في النضال من اجل ترسيخ التحديث و الديمقراطية و البحث عن افاق الحداثة الهادفة.
كما أشرف على تكوين و تخرج عددا كبيرا من الطلبة و الباحثين الجامعيين، و عرف الراحل رحمه الله بحضوره الفكري الرصين و التنويري المتواصل بفضل مؤلفاته الكثيرة في شتى المجالات الاجتماعية و الثقافية و التي دافع بواسطتها عن اراءه التي تلتزم بالعقلانية و البحث العميق في القضايا الفكرية التي تهم التطور و الدفاع عن حقوق الفرد و المجتمع.
و للتذكير فقد كان الدكتور رئيسا لشعبةالفلسفة و علم الاجتماع و علم النفس بكلية الآداب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله ما بين 1972و 1980, كما اشتغل مدرسا للفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، و فيها كان تكوينه الفلسفي قبل أن يواصل دراسته بجامعة السوربون بباريس.
و نذكر في الأخير أن الفقيد ولد بمدينة الدارالبيضاء سنة 1942, و بهذه المناسبة الأليمة نرفع أكفنا لله تعالى أن يرحم المفكر الكبير الدكتور محمد سبيلا و يجعله مع الصالحين و الاتقياء و يدخله فسيح جناته، و يلهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله و إنا إليه راجعون.