العرش العلوي الشريف والشعب المغربي الابي معا الى الابد احب من احب وكره من كره

0

 

فاطمة سهلي طنجة المغرب

لكل المناسبات الوطنية المغربية دلالة واضحة على الآصرة الدينية والرابطة الروحية، والوشيجة القوية التي تجمع العرش العلوي المجيد بالشعب المغربي الوفي

حيث ثمثل كل مناسبة وبشكل قطعي لا يقبل الفصال البيعة الشرعية المتأصلة باستمرار، والمتجددة والطاعة الواجبة لأولي الأمر في الإسلام، كما أمر بها الله سبحانه وتعالى في قوله جل علاه ”يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”، وقوله سبحانه ”وأوفوا بالعهد، إن العهد كان مسؤولا”

وكان الشعب المغربي ولا يزال وارفا في ظلال العرش العلوي المجيد، تحت قيادة ملكه سادس المحمدين، يخطو بثبات إلى الأمام، يتسلق مدارج الرقي والتقدم والازدهار، مواصلا نهضته الإصلاحية، عاقد العزم على مواصلة مسيرة الكفاح والنضال جنبا الى جنب ملكه محمد السادس نصره الله وايده من أجل تحقيق الوحدة الترابية المغربية، وخوض معركة التنمية بكل إصرار وتفاؤل

ممتتلا لتوجيهات جلالته ،الدي ما فتئ في كل مناسبة، ومنذ توليه العرش، يدعو ويحث رعاياه على مضاعفة الجهود في تجديد الرؤى والمناهج، وتمديد الآفاق بما يؤهل المغاربة، المتمسكين بالمقدسات، والمتعلقين بالثوابت، والملتزمين بالعهود، من أن يكونوا أقوى استعدادا للانخراط الفعال في مسيرة العصر والمساهمة الإيجابية فيها، وكما قال جلالته ’ تحفزا من المكانة اللائقة بمجدك التالد، وحاضرك الطموح، ومستقبلك المشرق الواعد، ضمن أصالة راسخة متجددة وحداثة أصيلة’

وبالموازاة مع مسيرة الاصلاح والتشييد والبناء يمروطننا الغالي بمرحلة حساسة و مفصلية، بل و حاسمة، تمس بشكل مباشر روح الأمة المغربية التاريخية و سيادتها و أمنها و إستقرارها و سلامة ترابها و شعبها

ولا يخفى على احد حجم التضحيات الجسام و المبادرات العظام التي تقدمها و تبدلها مملكتنا الشريفة في سبيل النأي بالنفس عن الإنجرار وراء المكائد و المؤامرات التي ما فتئ ينسج خيوطها السوداء اعداء الجوار ولكن الرؤية المولوية البصيرة، كان لها بالغ السبق في وضع تحليل براغماتي صريح و صائب، لواقع العلاقات و الأزمات المشتركة بين المملكة المغربية الشريفة و الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، كما أن النظرة الإستباقية لجلالته، كانت الفيصل و البرهان و الدليل القاطع للمغرب أمام العالم و أمام التاريخ و أمام شعوب المنطقة على صدق النوايا و نبل الأخلاق التي إحتفظ المغرب بها كأسس متينة لعلاقته بالجزائر

وفي خطاب العرش الثاني والعشرين خصص جلالة الملك محمد السادس حيزا هاما من للعلاقات المغربية الجزائرية، و الدعوة الصادقة إلى تغليب منطق الحكمة ، و تزكية اليد الممدودة تجاه الجزائر من أجل تهدئة توتر العلاقات وفتح الحدود المغلقة بين المغرب و الجارة الجزائر، وإعادة العمل سويا من أجل تقوية العلاقات بين البلدين الجارين، كما أشار إلى ذلك جلالته عندما قال بالحرف الواحد :

” وإيمانا بهذا التوجه، فإننا نجدد الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار.

ذلك، لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، و غير مقبول من طرف العديد من الدول.

فقناعتي أن الحدود المفتوحة، هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، و شعبين شقيقين.

لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله.

وقد عبرت عن ذلك صراحة، منذ 2008، و أكدت عليه عدة مرات، في مختلف المناسبات.

خاصة أنه لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق.

ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمراره؛ أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا.

وليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول.

نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد؛ وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا.

أما ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل؛ فهذا غير صحيح. وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة.

فالحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات.

وبإمكان أي واحد أن يتأكد من عدم صحة هذه الادعاءات، لا سيما أن هناك جالية جزائرية تعيش في بلادنا، وهناك جزائريون من أوروبا، ومن داخل الجزائر، يزورون المغرب، ويعرفون حقيقة الأمور.

وأنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا.

لذلك، نعتبر أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره.

والعكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد. ذلك أن المغرب والجزائر، يعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات، والاتجار في البشر. فالعصابات التي تقوم بذلك هي عدونا الحقيقي والمشترك. وإذا عملنا سويا على محاربتها، سنتمكن من الحد من نشاطها، وتجفيف منابعها”.

و ليست هذه هي المرة الأولى التي يسعى فيها جلالة الملك من خلال خطابه إلى التقريب في وجهة النظر و التوجه إلى الرئيس الجزائري بشكل مباشر لتقوية العلاقات المغربية الجزائرية و فتح الحدود المغلقة بين البلدين واد ترفض الجزائر اليد الممدودة بالسلم والسلام باتت قناعتنا راسخة بأن النظام العسكري في الجزائر يتزعم اللائحة السوداء في العالم لأكثر الأنظمة المارقة الخارجة عن القانون الدولي، بل إن الجرائم التي إرتكبها في حق الإنسانية تصنفه ضمن الأنظمة الإجرامية الأقرب إلى تشكيلات المافيا منه إلى نظام سياسي

و إذ نثمن الروح العالية التي أبانت عنها الدبلوماسية المغربية في التعاطي بمستوى راقي مع الآلة الدعائية للدبلوماسية العدائية للجزائر، و على مدى عقود طويلة من التجربة ، و فعاليتها البالغة في بعثرة أوراق العدو و جعله يتخد تحت قوة الضغط الإعلامي قرارت إرتجالية تفضح تورطه و مؤامراته وتعود عليه بالمزيد من الضعف و الإنهيار و هو ما شاهدناه جميعا خلال محاولاته الغبية لإشعال فتيل حرب أهلية داخل الجزائر و تصديرها إلى المغرب عبر كيل العدو إتهامات باطلة لا أساس لها في الواقع، حيث أنها تدخل ضمن محاولاته الكيدية لجر المغرب الى مستنقع الحرب

مهمتنا هو التصدى بكل حزم و قوة، للحملات المغرضة و المحاولات اليائسة ضد وحدة و طننا و أمنه و إستقراره ’وان ينصركم الله فلا غالب لكم’ صدق الله العظيم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.