بقلم: حنان الطيبي
يقولون انك إذا ما احسست بعتمة الحياة فحاول ان تنير شمعة لتضيء بها مسيرك عوض ان تشتكي وتتدمر من العتمة والظلام، قد يكونون على حق في قولهم هذا، إلا ان اسباب العتمة تختلف من شخص لآخر، او بمعنى اصح، كل شخص وله عتمته الخاصة به، قد يكون هو المسؤول الاول عنها، وقد يكون لا دخل له بها وهذا نادرا ما يحدث، لان كل واحد منا يبحث عن شماعة يسقط عليها اسباب عتمته تلك.
لا يهمنا من السبب او ما السبب، المهم كيف قد يتغير الحال من الظلمة إلى النور.
قبل ان تضيء الشمعة تضيء قلبك اولا.. دع النور يتسلل إليه.. فمهما بحثت عن اسباب الظلام فلن تجد النور.. لكن إذا بحثت عن النور نفسه فسوف تجده لا محالة، وانا هنا من خلال هذه السطور ساهديك خريطة البحث عن النور، ذلك الكنز السهل الصعب الواضح الغامض والبعيد القريب، سواء كنت مسلما او مسيحيا متدينا او ملحدا، فالخريطة تنفع لكل الحالات، فقط يجب عليك احترامها وفهمها… فانت تحس بالضياع لأنك داخل متاهة، لا تعرف من اي باب دخلتها ومن اي باب ستخرج منها.. لذلك ساسلمك الخريطة يدا بيد، فهل انت مستعد..؟! ، وإذا لم تكن مستعدا فلا داعي لإكمال القراءة..
حسنا.. فلنبدأ إذا طالما انت على استعداد..
– سامح نفسك-
اول نقطة في الخريطة يجب ان لا تضع اللوم عليك ولا على اي احد من محيطك، سواء اقرباؤك او اصدقاؤك او حنى بائع النقانق الذي تمر بجانبه كل يوم..
لا يجب ان تحس بالذنب مهما كان الوضع الذي تعيشه الآن، فما وقع قد وقع بالفعل ولا فائدة من البكاء على الأطلال.
-اخرج بأقل الخسائر الممكنة-
حاول ان تخرج من الوضع الذي انت عليه باقل الخسائر الممكنة، فكل لحظة تمر انت على الاقل تخسر فيها اللحظة نفسها، فلا تدع الوقت يستنزفك ويطول فيه وضعك، فكلما مر الوقت تتعقد مشاكلك اكثر فاكثر.. حاول ان تختزل مشكلتك او مشاكلك وقم بتسطيرها على ورقة وخذ وقتك الكافي للتفكير ومن ثم تفاعل مع الحل او حتى شبه الحل او ربما حل مؤقت.. لكن دائما حط في اعتبارك انك خسرت أشياء كثيرة في حياتك لذا اخرج باقل الخسائر الممكنة.
-الإصلاح أو الثوبة-
في الدين نسميها الثوبة بمعنى عدم الرجوع إلى الذنب.. اما في اللغة فهو الإصلاح.. لذا حاول ان تصلح عيوبك.. فكل واحد منا له عيوبه.. وهو دائما ينكرها ويرضى بدور الضحية لان تمثيل هذا الدور سهل جدا.. لكن الصعب هو ان تعترف بأنك مذنب.. فثق بي يا صديقي انك فقط لمجرد ان تعترف باخطائك فتأكد انك اخذت الخطوة الأولى في الإصلاح… ليس إصلاح نفسك فقط.. بل إصلاح كل شيء يتعلق بك وبمشاكلك.. فتشخيص المرض يمثل 99 في المائة للشفاء ويبقى العلاج بنسبة 1 في المائة فقط.. لذا حاول مواجهة نفسك بكل جرأة وشجاعة وقف على اخطائك بكل امانة واصلح ما يمكنك إصلاحه في الحال.
-إمسح ذاكرتك-
تخلص من الماضي ولا تلتفت وراءك إلا لتتعلم الدرس فقط، وقم بعملية مستعجلة لمسح ذاكرتك من كل شيء ومن أي شخص سبب لك الحزن او الألم.. ثم عود نفسك على نفسك وتصالح مع ذاتك وكن شخصا جديدا، تقبل نفسك كما انت واعزم على تغيير نفسك للأفضل.. ابتسم لاتفه الاشياءٍ. ابتسم لقطة تصادفها في الشارع.. تعود على الفرح ودع السعادة تدخل قلبك وافتح ابوابه على مصراعيها..
-رمم نفسك بنفسك-
عد للاشياء التي كنت تحبها زمان.. اشياء كانت تنسيك احزانك.. القراءة في الكتب التي تحبها والمسلسلات القديمة التي كنت تتابعها بشغف.. طريقة لبسك القديمة وتسريحة شعرك.. مارس هواياتك القديمة ايضا.. او ابحث عن علاقات وصداقات قديمة كنت ترتاح لها وانساكها الزمن.. ابحث عن نفسك تحت الرماد وحاول ان تنتشلها من جديد.. فكل يوم تفتح فيه عيناك هو فرصة جديدة للحياة.. والحياة تستحق منا ان نحياها طالما لم يدثرنا التراب بعد..
والحق الحق اقول.. فإن معظمنا يعيش حياة ( الزومبي).. جثت تمشي على ارجلها.. تتنفس اي نعم لكن لا طعم للحياة.. اجساد ماتت منذ زمن طويل.. لكنها ماتزال على قيد الحياة.. وهذا يعني ان الروح تنزف بغزارة.. حاول ان تنقذ روحك لانها تحتضر.. فخذ قرارك الآن.. إما ان تموت وإما ان تحيا.. فلا مكان للزومبي على هذه الأرض.. حاول فلن تخسر اكثر مما خسرتن.. وأذا لم تستطع فيكفيك شرف المحاولة على الأقل.