توفي يوم السبت 28دجنبر الماضي ، في الرباط، مصطفى العلوي، مؤسس جريدة “الأسبوع الصحافي” والذي يعد قيدوم الصحافيين المغاربة.
وقد نعى عدد من الصحافيين المرحوم ،الذي اشتهر بمقالاته الجذابة في الصفحة الأخيرة تحت عنوان :”الحقيقة الضائعة”، حيث كان يتميز بأسلوب خاص في الكتابة الصحافية،يجمع فيه الأحداث التاريخية المثيرة ، التي عاشها المغرب ،ويقارنها بالاحداث الراهنة.
كما يعد ،رحمة الله عليه، “مؤسس أقدم الصحف الخاصة في البلاد، ومن الصحافيين الذين كانوا شاهدين على عهد ثلاثة ملوك، وشاهد على أهم الأحداث في تاريخ المغرب المعاصر.
وقال عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بان وفاة مصطفى العلوي ،تعتبر خسارة كبيرةللمشهد الإعلامي الوطني، واصفاً الراحل بـ”عميد الصحافيين المغاربة وأحد الوجوه البارزة في تأسيس النقابة، ومعلمة حقيقية في مجال الإعلام والتأليف”.
وأضاف نقيب الصحافيين ، بأن “المرحوم ، كان يتميز بأسلوبه الخاص في الممارسة الصحافية، بحيث يستحيل أن نجد شخصا آخر يشابهه في كتاباته وتحليلاته. لذلك، فقدنا، بوفاته، تجربة ونموذجا ناجحا في الصحافة الوطنية المكتوبة .
وذكر رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن “جريدة الأسبوع الصحافي” وقبلها “كواليس” وجرائد أخرى أسسها العلوي “كانت دائماً تجارب ناجحة ولها مبيعاتها وجمهورها”، مؤكدا أن “الراحل تجربة في حد ذاته في المشهد الإعلامي الوطني يقتدى بها ، وكيف كان يتمكن من تحقيق النجاح في ظل ظروف وعوامل الإحباط بالحفاظ على ما يجب من منسوب الاستقلالية والكفاءة ،والقدرة على التفكير بعمق.
وأضاف عبد الله البقالي قائلاً: “اليوم، نفقد أحد أبرز الوجوه الإعلامية التي توازي عبد الكريم غلاب ، ومحمد العربي المساري ، ومصطفى القرشاوي ، ومحمدباهي، وبالتالي جيل كامل ينتهي ويلقي علينا مسؤولية كبيرة جداً”.
وللتذكير، فقد رأى المرحوم النور ، في مدينة فاس سنة 1936، وقضى في مهنة الصحافة عقودا طويلة، بعد أن غادر اسلاك التعليم ، حيث كان من القلائل الذين حصلوا على منحة لدراسة الصحافة في فرنسا، وقد أسس صحيفة كواليس ،وهي الجريدة التي كانت محركا للراكد من القضايا المجتمعية والسياسية على وجه الخصوص ،وبعد طالتها الرقابة والمنع ،اصدر “الأسبوع الصحافي”،وهي الصحيفة الأسبوعية التي لا تزال تصدر الى الان.
وإلى جانب مهنة الصحافة، يعتبر العلوي مؤرخاً وكاتباً، حيث أصدر كتاباً بعنوان: “صحافي وثلاثة ملوك”، يحكي فيه عن أحداث عاشها في تاريخ المغرب طيلة عقود من الزمن.
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح الجنان والهم كل ذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.