ستنظم جمعية فاس سايس من 4 يونيو القادم الى 12 منه المهرجان الدولي للموسيقى الروحية في نسخته 26 و ذلك تحت شعار ” الاندلوسيات الجديدة ” و يأتي تنظيم هذه الدورة على اثر اللقاء الذي انعقد بين الأستاذ عبد الحميد بلمخلوف رئيس المكتب الوطني لجمعية فاس سايس و الدكتور الأنتروبوروجي فوزي الصقلي المدير العام للمهرجان بحضور السيد عبد القادر الوزاني مدير الطاقم الإداري ، و قد أكد الأستاذ بلمخلوف و الدكتور فوزي إن اختيار محور الاندلوسيات الجديدة يعتبر استمرارا للإستراتيجية السياسية التي عملت على تطور هذا التوجه منذ 12 قرن و أضافا أن التظاهرة ستظل لحظة للتفكير و لاستخلاص عصارة مميزة ، ذلك أن هذا النموذج يسعى إلى روح الأخوة التي سادت الأندلس و جعلت فاس و المغرب تراثا حيا و مشروعا مستقبليا .
يعتبر مهرجان الموسيقى الروحية لفاس أحد أهم مهرجانات الموسيقى الروحية عالميا يحج إليه أشهر المغنين وابرز فرق الموسيقى الدينية والروحية من شتى بقاع العالم .
فمهرجان الموسيقى الروحية لفاس ينظم وفي أشهر المواقع التاريخية لفاس مثل “باب المكينة” و”متحف البطحاء” و”موقع وليلي” ، الخ…
لقد أضيفت لمدينة فاس شهرة أخرى على اثر تنظيمها هذا المهرجان بالإضافة لكونها مدينة للصداقة والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود فمدينة فاس كانت دائما معتبرة أن تاريخ الحوار بين الأديان مستمد من عبق الحضارة الأندلسية و هو مرجع بالنسبة لمنظمي المهرجان.
فاس العاصمة الروحية للمملكة نشيطة ومضيافة، ترقد فيها أضرحة المقبرة المرينية الكبرى
لقد ظلت مدينة فاس طوال قرون عديدة عاصمة سياسية وعلمية للمغرب،
و أصبحت مركزا للقاء والتبادل الثقافي. ومن المعلوم أن “سيلفستر الثاني (غربيرت دورياك)، الذي شغل منصب البابا من 999 إلى 1003، أقام بها في شبابه من أجل الدراسة و تمكن في أعقاب ذلك من إدخال الأرقام العربية إلى أوروبا. كما أن ابن ميمون، الطبيب والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين، وأعمال هذا الفيلسوف تعكس ذلك التعايش الذي كان قائما بين الثقافتين اليهودية والإسلامية وامتد إلى بلاد الأندلس، وكان له صدى مماثل في فاس .
ومن أبرز الأعلام الذين أقاموا فيها فاس خلال عهود الامتداد الثقافي نذكر على سبيل المثال لا الحصر الصوفي الضليع في علم ما وراء الطبيعة ” ابن عربي و عالم الاجتماع ” ابن خلدون” وعالم الرياضيات ” ابن البنا .
فلجامعة القرويين خزانة غنية بالمخطوطات المرتبطة بالعلوم الدينية والفلسفية والطبيعية وعلم الكونيات ، وقد كان فقهاؤها، بحكم التقاليد العائلية المتوارثة أو بالاقتناء الشخصي، يملكون مكتبات خاصة على قدر كبير من الأهمية.
من خلال مهرجان الموسيقى الروحية انتشرت رسالة فاس في اتجاه كل أنحاء العالم و هي رسالة تهدف لنشر السلم و الإخاء بين مختلف البشر .
لقد عبرت العديد من المدن العالمية عن رغبتها في القيام بنفس المهمة التي ينهض بها مهرجان للموسيقى الروحية فاس ومنتداه في إيصال تلك الرسالة النبيلة المتمثلة في حوار القيم الروحية من خلال الموسيقى، وخلق ثقافة سلمية مدعومة بعولمة متعددة تحترم كل القيم الأخلاقية والروحية.